التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

استراتيجية حركة ” انصار الله ” في التصدي للعدوان السعودي – الامريكي علي اليمن 

بعد نحو اسبوعين من بدء العدوان السعودي المدعوم امريكياً على اليمن والذي أدى حتى الآن الى مقتل وجرح المئات من المدنيين العزل معظمهم من الاطفال والنساء ، أخذت التساؤلات تُطرح بشأن الاستراتيجية التي تعتمدها القيادة اليمنية بزعامة حركة انصار الله في التصدي لهذا العدوان وكيفية إدارتها للمعركة بطريقة تضمن تحقيق الانتصار المشرف للشعب اليمني كما نجحت من قبل في قيادة ثورته العارمة التي أطاحت بنظام الرئيس الهارب عبد ربه منصور هادي.

الإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها تكمن في معرفة الحقائق التالية:

١-      سعت السعودية والاطراف المتحالفة معها وفي مقدمتهم امريكا ومن اجل تبرير عدوانهم على اليمن الى الإيحاء بأن هذا البلد يملك اسلحة متطورة يمكن أن تشكل خطراً  كبيراً على الامن العربي والاقليمي . ولكن الوقائع العسكرية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن اليمنيين لا يملكون مثل هذه الاسلحة ولهذا لم تبدر منهم أي ردة فعل عسكرية قوية تجاه هذا العدوان رغم مرور اسبوعين على بدئه . وهذا يعكس بوضوح كذب مزاعم التحالف الذي يشن هذا العدوان ويفضح نوايا الدول المشاركة فيه. 

٢ – أثبتت الوقائع العسكرية على الارض خلال الاسبوعين المنصرمين ان قيادة حركة انصار الله ليست بصدد توسيع رقعة الحرب ؛ بل هي تسعى الى إرسال رسالة الى الدول الطامعة بالبترول – دولار   السعودي بأن عليها أن تعيد النظر في سياساتها ومواقفها المعادية للشعب اليمني الذي يدرك جيداً حقيقة نوايا هذه الدول وسبب دعمها ووقوفها الى جانب الرياض في هذا العدوان.

٣ – يعلم الجميع ان حركة انصار الله تملك جميع المبررات القانونية والأخلاقية والإنسانية للرد على العدوان السعودي – الامريكي بالطريقة التي تراها مناسبة خصوصاً وانها تحظى بدعم الشعب اليمني وتأييد ملايين الاحرار والخيرين في شتى انحاء العالم ، وهذا الامر تجلى بوضوح خلال التظاهرات الواسعة التي شهدها الكثير من دول العالم دفاعاً عن هذا الشعب المظلوم وتنديداً بالعدوان الهمجي المتواصل على بلده .

٤ – تمكنت قيادة حركة انصار الله من تقوية الجبهة الداخلية اليمنية وتعزيز التلاحم بين مختلف فئات الشعب لمواجهة العدوان السعودي – الامريكي الى درجة لم تكن تتوقعها الاطراف المشاركة في هذا العدوان التي كانت تتصور ان القصف الشديد للمدن والاحياء اليمنية وقتل الابرياء سيحقق لها ما كانت تتمناه خلال ايام قليلة ، إلاّ أن هذه الظنون خابت وتبددت الامنيات بفضل تلاحم الشعب اليمني الذي يزداد يوما بعد آخر رغم شراسة القصف وارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى في صفوفه.

٥ – تمكنت قيادة حركة انصار الله وبشكل لافت وغير مسبوق من التعامل بهدوء والتخطيط بشكل مدروس ومنظم لمواجهة العدوان على الصعيدين الداخلي والخارجي ، وهذا الأمر مكّنها من تعبئة الرأي العام اليمني لخوض معركة طويلة الأمد وهو ما كان يخشاه التحالف الذي يشن هذا العدوان.

٦ –  يعتقد المراقبون ان الاستراتيجية التي تنتهجها حركة انصار الله باعتماد النفس الطويل في مواجهة العدوان ستؤدي الى تفكك التحالف الداعم للسعودية المبني اساساً على المصالح المادية الضيقة التي يراد لها أن تتحقق بزمن قصير وستقود حتماً الى هزيمة هذا التحالف في نهاية المطاف ، وهذا الأمر – كما يراه المراقبون – ممكن من الناحية العملية اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار صلابة الشعب اليمني وإصراره على إفشال هذا العدوان رغم ضراوته ووحشيته والتضحيات الكبيرة التي يقدمها لتحقيق هذا الهدف النبيل. 

٧- السلطات السعودية والدول المتحالفة معها كانت تتصور ان الشعب اليمني لا يستطيع الصمود امام عدوانها اكثر من ثلاثة ايام ، لأنها تعلم انه لا يملك السلاح الذي يمكّنه من ذلك ، إلاّ انها فوجئت بصمود هذا الشعب وحنكة قيادته التي أكدت ان بداية العدوان اذا كانت بيد الرياض وواشنطن فنهايتها لن تكون بأيديهم إطلاقاً ، بل ان اليمنيين هم من يقرر متى وكيف يضعون حداً لهذا العدوان.

٨ – الإدارة الامريكية كانت تتصور ان النسيج الاجتماعي للشعب اليمني سيتمزق خلال ايام قليلة نتيجة الهجمات الجوية والصاروخية العنيفة على مدنه وبناه التحتية ، إلاّ  انها تفاجأت أيضاً بصمود هذا الشعب الذي تمكن بإرادته وعزمه وحكمة قيادته من تغيير المعادلة ، خصوصاً وأن الكثير من دول العالم أخذ يطالب منذ البداية بوقف هذا العدوان فوراً واللجوء الى الحلول السلمية لتسوية الازمة ، في حين أبدت دول اخرى تشارك في العدوان رفضها لشن هجوم بري على اليمن لعلمها ان هذا الهجوم سيمنى بالفشل الذريع وستتحطم القوات المهاجمة على صخرة التحدي والمقاومة الباسلة التي يتحلى بها الشعب اليمني.

هذه الحقائق وغيرها تبين بوضوح ان استراتيجية قيادة حركة انصار الله في التصدي للعدوان السعودي – الامريكي على البلاد بدأت تعطي ثمارها في تقليص خيارات الرياض وواشنطن وباقي الاطراف المشاركة في هذا العدوان . ويعتقد المراقبون ان المبادرة في كيفية إدارة المعركة ستكون هذه المرة بيد الجيش اليمني واللجان الشعبية الثورية التابعة لحركة انصار الله ووفقاً لتقدير قيادتها بزعامة السيد عبد الملك الحوثي.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق