التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, ديسمبر 27, 2024

عاصفة الحزم _ارسال قوات عسكرية الي مناطق سيطرة قوات هادي والقاعدة 

 لو أن في احداث اليمن لا يسقط شهداء أطفال وشيوخ ومدنيون أبرياء, لقلنا شكرا لك يا عاصفة الصحراء.

لكن حجم المأساة ينبت غضبا في قلوب اصحاب الحق ومن يحبهم , على حقد عربي كان يعيش في غيبوبة لم يستفق منها على وقع كل ما حصل ويحصل في لبنان وفلسطين وسوريا , بل أغاظته ثورة خرجت من ظلمه وسيطرته وباتت في مرحلة النصر المحتوم حيث اللاعودة, ففقد الحقد صبره وسط انهيار حزام سلطته وقهره وبات مجنونا يصب حمم حقده الدفين على شعب اليمن الأعزل.

في اليمن رايات نصر, ثورة شعب مظلوم , في زمن ما يسمى ربيع العرب , لكن في ربيعهم المزعوم ليس مسموحا للثورة الحرة الحقيقية ان تولد وتجني نصرها.

فربيع العرب لا يتحمل ديموقراطية حقيقية ولا يتقبل رأي شعب ثائر, ان كان في ثورته يحمل بعضا من شعارات تعيد الى الواقع العربي المرير مفردات وعبارات تشير الى فلسطين ومظلوميتها وتندد بامريكا واسرائيل وتفضح خيانة العربان !!

ففلسطين , حرام أن تنصر , وحرام على اليمن ان ينتفض , وكافر من حمل السلاح بوجه ملوك وحكام العرب ومملكتهم  , وعظيم من باع وطنه وخان الامانة التي حمله اياها شعبه يوما واستنجد بالخارج ليقضي على ثورة شعبه.

وحرام على الثورة ان تصرخ في وجه من باع الامة وأضاع قيمها وهتك كرامتها وأشبع شعبها شعارات وحريات كاذبة, ما لبث أن تحطم زيفها من العراق وسوريا الى اليمن اليوم.

شكرا لعاصفة الحزم رغم مئات الشهداء, فهم الى الجنان وأنت ومن يشارك فيك الى مزابل التاريخ.

قرر العرب التحرك, لكن الحذر ممن صمت اكثر من ٦٠ عاما وباع حقوق شعب عربي فلسطيني , ان حمل السلاح وقرر التحرك.

وبالفعل اجتمع العرب كعادتهم ايام الجاهلية التي يبدو أنهم لم يتخلصوا من براثنها , وارادوا لداحس والغبراء ان تحيا من جديد واقتتال ابناء الملة حلال لمئات السنين , فالمال وفير والسلاح كثير وليس قليل الحقد الدفين ورصيد كبير من سنوات الخيانة !!

القدس قلبها على صنعاء , وصنعاء عيونها على القدس, وما بين روابط الحق الاصيلة يقف الشيطان متربصا , قد هز اليمن عروش سلاطين الباطل فانتفضت وخافت وارتعبت.

خيانة العرب هي مأساة اليمن القديمة الجديدة , وشهداء اليمن وانتصار الشعب المقاوم اليوم عرس مفتوح , والشكر لليمن لأنه ساهم في اتحاد من كان محالا ان يتحد !!

ففلسطين قبلة المسلمين الاولى بعظمتها ودوي مأساتها ومعاناة شعبها العربي , لم تهز جبين حاكم  هزة واحدة , ها هو اليوم يخرج من سباته ويهب لنجدة ملك الممكلة , الذي أطلق عنان الحرب بالأمس مهددا  واليوم يقف متخبطا يستجدي مرتزقة الدول لتقاتل عنه وتحمي بلاده التي جر بيده اليها الويل والألم والخراب.

اجتمع العرب , وأطلقوا عاصفة الصحراء , لكن غبار العاصفة ما زال يلف أعناق من اجتمع يهب لنجدة المملكة التي لطالما عاشت وسادت على ظهر شعب يمتلك قيما واصالة عربية وكرامة تفوق كل ما عند  ” الامراء والملوك “.

عشرات الأيام من العاصفة , الغبار ما زال على ارض العاصف واللاهب , وجولات العاصفة التي انهت كذبة الربيع العربي , وفضحت كذب ونفاق وخيانة الاعراب , لم تحصد في نتاجها الا ارتفاعا ملحوظا في عدد الاطفال الشهداء والشيوخ والمقاومين الثائرين على ظلم ذوي القربى الذين يتعمدون قتل المواطنين اليمنيين عبر استهداف الاماكن المكتظة بالسكان من الاسواق والمدارس والاحياء السكنية العامرة..

فالغارات الجوية لم ولن تغير في واقع الاحداث ونتائجها شيئا , وما صنعه الشعب بدم شبابه الزاحف على الارض  لن تستطيع طيارات القوات المشتركة العربية العبرية الجبانة تدميره بقصفها من السماء.

فما مضى من الايام, استنفذت فيه القوات العبرية العربية المشتركة بنوك اهدافها, التي جمعتها اجهزتها الاستخباراتية وعملاؤها, وبدأت العاصفة تتخبط امام مسار كان واضحا منذ البداية, فكل التجارب السابقة لجيوش اقوى واكبر واقدر من كتلة العرب المترهلة, أثبتت ان الحرب الجوية لا تحسم معركة !!

لكن قرار السعودية ومن يتملق لها من المشاركين , اراد ان يشبع حقد الممكلة على من سينتزع عزه الضائع من ارض الجيران الماكرين الحاقدين , فانهال الحقد قصفا وغارات تعبر عن مستوى اوساخ حكام المملكة التي تنازع نتيجة جهل وغباء حكامها.

فدمار صنعاء لطالما جعله ابناء المؤسس للمملكة عمارة لاراضيهم عبر وصية خالدة ينفذها الابناء بحذافيرها.

الاخفاق العسكري لعاصفة الصحراء, بعد نفاذ الاهداف العملياتية لطائرات الحقد وفشل كل محاولات صد تقدم قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية نحو الجنوب لاعادة تطهيره من فلول اتباع هادي وارهابيي القاعدة , فقد ظهر الحديث مؤخرا حول قرار يلوح في الافق ستتخذه قيادة القوات العربية العبرية المشتركة لزج قوات برية داخل الاراضي اليمنية.

لكن الدخول في صراع بري مع اهالي اليمن , له حساباته وفاتورته الكبيرة الباهظة , فليس الدخول الى اليمن نزهة وليس استجماما , فقيادة حلف الاحقاد , تدرك تماما ان اليمن واهله ليسوا ممن يستقبلون المحتل بالورود خوفا وانصياعا , فما يملكه الشعب اليمني الابي من عزة وقيم وكرامة كفيل بسحق اي قدم تطأ أرض اليمن عنوة واعتداءًِ.

هذا الواقع يحول دون الزج بقوات برية على نطاق واسع , فما يجري تداوله اليوم , انما هو ادخال قوات برية الى مناطق سيطرة القاعدة واتباع هادي في الجنوب , لايقاف التدهور الدراماتيكي الحاصل في صفوفهم وتأمين الدعم القتالي لهم لضمان بقاء سيطرتهم في الجنوب والحيلولة دون سقوطه بيد الجيش اليمني واللجان الشعبية الداعمة له.

كلام الاعلام يؤكده السلوك السعودي العدواني الحاقد على ارض الواقع , حيث نشط الاعتداء السعودي السافر وامعن تدخلا اضافيا في الشؤون اليمنية ضاربا كحليفته اسرائيل عرض الحائط كل القوانين والاعراف والقواعد الدولية , فالتدخل السعودي وما يسمى بالقوات المشتركة المتزلفة للسعودية والطامعة بأموالها , فضحت بممارساتها كذبها وكل ادعاءاتها بمحاربة القاعدة وداعش مرة اخرى.

 فبعد سوريا والعراق , ها هي اليوم قوات الحقد تمد القاعدة ومسلحي هادي بالسلاح والعتاد عبر الطائرات والانزالات الجوية والابرار البحري , حيث تسجل بشكل دائم عمليات امداد قوات القاعدة وهادي بالعتاد والسلاح والقذائف والزخائر في المناطق المحاصرة والتي تتدنى فيها جهوزية وقدرة هؤلاء للحيلولة دون سقوط تلك المناطق بيد الجيش اليمني واللجان الشعبية المساندة له.    

عمليات من الانزال البري لقوات عسكرية وامدادات جوية بالسلاح والذخائر, على شاكلة الامداد الامريكي لداعش في العراق, تسعى من خلاله قوات الحقد ايجاد توازن على ارض المعركة بين قوات هادي والقاعدة من جهة والجيش اليمني واللجان من جهة اخرى.

ممارسات السعودية التي بدأت تظهر الى العلن بعد أن فشلت سياسات الدعم الباطني للارهاب بقيادتها من تحقيق اهدافها, فقد بات لزاما عليها الخروج من باطن ممارساتها الكاذبة الى مرحلة تضطر فيها الى تقديم الدعم المباشر للقاعدة والارهابيين الذين لطالما كانوا جنود السعودية التي تحركهم بدولاراتها المتسترة.

لكن الافلاس السعودي وصل الى مرحلة التدخل المباشر حيث وصل الخناق الى رقبتها هذه المرة ,حرصا منها على وقف مد الثورة اليمنية التي تسعى الى تطهير الجنوب من الارهاب وتحريره من سيطرة السعودية ,عبر مساعدة اهل الجنوب على انهاء بطش القاعدة والارهابيين والالتحاق بالوطن الواحد وبالتالي المشاركة في صناعة اليمن الحر المستقل المتمتع بكافة حقوقه التي يرعاها القانون الدولي.  

يبقى الكلام عن مغامرة اقدام القوات المشتركة على التدخل البري كلاما يمكن ان يترجم الى واقع في اية لحظة , فالتهور العربي والحقد الدفين الذي دفع بأخذ قرار التدخل في اليمن بتهزر ومن دون وعي وحسابات دقيقة, قد يكون العامل نفسه للتدخل البري وسط فشل اهداف المرحلة الاولى من التدخل عبر الجو.

 لكن الاهم من هذا كله , وفي ظل عدم وجود قوات عربية قادرة , حيث تعتبر الجيوش العربية جيوشا شكلية لا تخلو مهمتها من اداء العروض العسكرية في الاحتفالات , فلا الترسانة العسكرية المتطورة ولا حجم الجيوش العددي الكبير قادرين على تحقيق انتصار على ارض المعركة , ففي الميدان الساحة للتكتيك والجندي البشري وما يتحكم في هذا هو تدريباتهم وجهوزيتهم المسبقة, والواقع الحالي للجيوش العربية التي اوقفت تدريباتها العسكرية حرصا على مشاعر اسرائيل القلقة , يحكي أن مثل هذه المغامرة ستكون محرقة للجنود العرب الذين تزج بهم قياداتهم في حروب مع اخوتهم , في حروب وكيلة عن عدوهم الاول اسرائيل , فمثل هذه المغامرة ستكون فرصة لليمنيين لاظهار مستوى تصميمهم على صيانة ثورتهم من التدخل وتاكيدا على قرارهم بانتزاع حقوقهم المهدورة من قبل الدول المعتدية مقابل ملحمة ومحرقة تنتظر الجنود العرب عبر مظلومية كبرى تلحق بهم , حيث حرمتهم ملوكهم وامراؤهم من الاستشهاد على طريق القدس العزيزة وتزج بهم خدمة لها للدفاع عن سلطتها في حرب مع اشقائهم اليمنيين والحكم لمن يعي ويفقه !!

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق