التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, سبتمبر 19, 2024

كيف قدمت إيران نموذج القوة المحترم: دعم وحدة العراق في معركة الأنبار (الجزء الرابع) 

إن تحالف العراقيين بمختلف انتماءاتهم السياسية تحت راية دحر الإرهاب، كان السبب الرئيسي في القضاء على الإرهاب في البلاد. ولعل الطرف الأمريكي وخلفه دول الخليج الفارسي كانوا يسعون دوماً لحكم العراق عبر إضعافه، وهو ما أدى الى بناء أرضيةٍ للفساد، يمكن استغلالها لتقسيم بنية الدولة وبالتالي تقسيم البلاد. فهكذا يحكم الأمريكيون والعرب من الدول الخليجية. لكن العراق أثبت قدرته على التماسك والقضاء على كل المؤامرات. ليس فقط الإرهاب، بل على مؤامرة تفكيك الدولة. وهنا يسجل للشعب العراقي قدرته على التماسك، وهذا ما أثمر في معركة تكريت. واليوم يأتي التحدي الجديد وهو معركة تحرير الأنبار، والتي سيثبت فيها العراق أيضاً صورته المتماسكة. فكيف يُنظر لمعركة تحرير الأنبار؟ ولماذا سيهزم تنظيم داعش الإرهابي، وبالتالي سينجح العراقيون؟

أولاً: معركة الأنبار والأجواء الإيجابية التي تسودها :

بدأت القوات العراقية الأربعاء الفائت عملية عسكرية جديدة ضد تنظيم داعش الإرهابي في محافظة الانبار، وذلك في مسعى لاستكمال الانتصار الذي حققته هذه القوات في تكريت الأسبوع الماضي. وفيما أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن “المعركة القادمة” ستكون استعادة محافظة الأنبار، التي يسيطر الإرهاب على مناطق واسعة منها. ميدانيا، أشار ضباط في الجيش العراقي إلى أن القوات العراقية استطاعت إجبار تنظيم داعش الإرهابي، على التراجع في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار وكذلك في الفلوجة. وكان الهدف من ذلك ومن الناحية العسكرية، تأمين طرق الإمداد لقاعدة الحبانية العسكرية الجوية في المنطقة، وإضعاف قبضة المقاتلين المتشددين على المنطقة التي تربط بين الرمادي والفلوجة. كما ويشار الى أن أغلب التصريحات التي ظهرت حول العملية أكدت أن النتائج ستكون إيجابية. فقد أعلن مراراً رئيس الوزراء العراقي أن المعركة التي ستكون في الأنبار ستنتصر القوات العراقية فيها، ويتم تحريرها من الإرهاب كما حصل في تكريت.

ثانياً: حقيقة وسر نجاح العمليات في العراق :

لعل السبب الأبرز في نجاح العراق في انتصاره على الإرهاب يكمن في تماسكه ووحدته. كما أن التفاف الشعب تحت راية الجيش العراقي والقوات العراقية، هو الذي أسهم في تحقيق الانتصارات. لكن هناك عدد من الأسباب التي يجب الوقوف عندها، في تحليل النتائج :

إن قيام الشعب العراقي بالالتفاف هذا كان حصيلة الدعم الإيراني للحكومة، ونصيحتها الأطراف السياسية بضرورة التكاتف لتشكيل جبهة واحدة ضد الإرهاب. وهو ما تجلى في قيام إيران بدعم إشراك العشائر في الجيش وإدخالها في بنيته الأساسية، الأمر الذي أدى الى بناء أرضية تساهم في تواجد جميع الأطراف السياسية في المؤسسة العسكرية، والتي يعتبرها العراقيون ملاذهم .

قامت إيران بدعم الجيش وقواته كافة، وساهمت من خلال مساعدته على الانتصار، الى إعادة هيبته ومكانته لدى الشعب العراقي، الأمر الذي ساهم في إعطاء دفعٍ قويٍ لإنجازاته على الساحة العراقية، وزيادة الالتفاف الشعبي حوله .

إستطاعت إيران ومن خلال دعمها للعراق في معركة تكريت الأخيرة، أن تكرس انتصاراً للعراقيين، شعروا من خلاله أنهم قادرون على صنع الإنجازات وتحقيق الانتصارات الميدانية في الحرب على الإرهاب. الأمر الذي زاد ثقة القوات العراقية بنفسها، وساهم في إنجاح العمليات .

إن قيام إيران بملء الفراغ الذي أحدثه تخاذل التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا في معركة تكريت الأخيرة، أدى الى انتصار العراقيين في المعركة. كما أن قيام قوات التحالف بالتدخل مؤخراً في المعركة وبطريقة فضحت حقيقة الدور الأمريكي المنافق في محاربة الإرهاب، والمبني حسب المصلحة الأمريكية، أدى الى تعزيز دور القوات العراقية لا سيما قوات الحشد الشعبي، مما ساهم في زيادة ثقة الشعب العراقي بقواته، وفضح حقيقة الطرف الأمريكي، وتعزيز دور الطرف الإيراني، والذي أثبتت سياسته أنها السياسة الأمثل فيما يخص مصلحة العراق. وهو ما يعتبر السبب الرئيسي في قيام الشعب العراقي في تبني السياسة الإيرانية في المنطقة اليوم .

إذاً، إنها صورة العراق اليوم والتي تظهر براقة، بأبنائه جميعاً متكاتفين. ولا شك أن للدور الإيراني الحكيم تأثيراً في هذا المجال. لكن قرار الشعب العراقي بتنفيذ نصائح المرجعية الدينية المطالبة بالوحدة في محاربة الإرهاب، له دور أساسيٌ في ذلك أيضاً. وهو ما سينعكس على مجريات عملية تحرير الأنبار، والتي سيثبت من خلالها العراقيون قدرتهم على التوحد ووضع رؤيتهم لعراق الغد، البعيد عن سياسات آل سعود الحاقدة. وهنا يأتي السؤال التالي: كيف سيرى العالم انتصار العراقيين في معركة الأنبار ومن خلال وحدتهم؟

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق