الأهداف الأولي التي حققتها السعودية في اليمن
منذ بدء العملية العسكرية السعودية على اليمن تحت مسمّى عاصفة الحزم، تؤكد الرياض أن العاصفة مستمرة في تحقيق أهدافها وفق ما هو مخطط لها. لكن الأحداث الميدانية تؤكد أن أهداف الحقل السعودي لم تكن كحساب البيدر اليمني في ظل تقدّم الجيش اليمني واللجان الشعبية في محافظة عدن .
في اطار رصد سلسلة من جرائم العدوان السعودي على اليمن لليوم الثامن عشر على التوالي، ارتكب العدوان الآثم جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين الابرياء، وعمد على تدمير المنشآت الخدماتية والاقتصادية، فيما لم يحقق شيئاً من أهدافه المعلنة في مقابل بسالة الجيش واللجان وصمود الشعب. بعيداً عن حصيلة المجازر السعودية والتي راح ضحيتها مئات الشهداء وآلاف الجرحى، نرصد لكم في هذا التقرير المواقع المدنية التي تم استهدافها من قبل طيران التحالف .
مع بدء العدوان العسكري ارتكبت السعودية وحلفائها جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين، ومن بينها مجزرة بني حوات جوار مطار صنعاء، إضافة الى مجزرتي كتاف والبقع في صعدة، ناهيك عن استهداف الطيران السعودي مخيم النازحين السلميين في منطقة المزرق بمحافظة حجة(غرب اليمن) ما أدّى إلى استشهاد أكثر من ثلاثين مدنياً وجرح أكثر من ٤٠ معظمهم نساء وأطفال، في جريمة اعتبرها خبراء القانون جريمة حرب ضدّ الإنسانية وطالبوا بمقاضاة مرتكبيها في المحاكم الدولية .
وارتكب الطيران السعودي أيضاً مجزرة كبيرة باستهدافه مصنع يماني للألبان والأغذية في الحديدة (غرب اليمن)، حيث استشهد ٣٨ مواطناً وجرح العشرات .
وتواصلت الجرائم السعودية بحق المدنيين باستهداف ناقلات غاز ومحطات وقود في مديرية يريم بمحافظة إب (جنوب اليمن)، وكانت الحصيلة استشهاد أكثر من أربعة عشر مدنياً وجرح العشرات .
هذا، ودمّر العدوان السعودي المنشآت الاقتصادية والخدماتية حيث قصف المطارات المدنية في صنعاء والحديدة وعدن وتعز وصعدة، والموانئ في المخاء وعدن وميدي، إضافة الى قصفه محطة كهرباء ومحطة غاز في صعدة وجمرك حرض، ومستشفيات الـ٤٨، القدس، الروضة والتكنولوجيا وجامعة العلوم .
وطاول العدوان تدمير مصنع إسمنت الوطنية في لحج ومصنع الألبان والزيوت في الحديدة ومصنع الكوكاكولا في عدن ومخازن الأغذية التابعة للمؤسسة الاقتصادية في صنعاء، ومحطة وقود في يريم وأخرى في رازح وقافلتين نفط، كما قصف طريق صنعاء صعدة وطريق صعدة المزرق .
العدوان السعودي لم يستثنِ دور العبادة حيث قصفت الغارات الجوية لقوات التحالف مسجد “حمراء علب” الأثري في منطقة دار الحيد بمديرية سنحان محافظة صنعاء شمال اليمن، وأدى ذلك القصف الى تدمير المسجد الأثري .
في سياق متصل وعلى خطى داعش في الموصل، قصفت طائرات التحالف السعودي مواقع عديدة في مدينة براقش الاثرية في محافظة الجوف، وأدى ذلك الى تدمير الاثار القديمة التي تحويها هذه المدينة والتي تعود للتاريخ السبئي والحميري القديم منذ ما قبل ألفي سنة من الان .وفي نفس اليوم أيضاً أغارت الطائرات السعودية على عدد من المواقع الاثرية التاريخية القديمة في مدينة صرواح في محافظة مأرب شرق اليمن، حيث تحوي هذه المدينة على ما يعرف عالميا بآثار معبد بران وعرش الملكة بلقيس وسد مأرب التاريخي المشهور، وجميعها تعود لآلاف السنين .
لم تسلم الرياضة اليمنية من الطيران السعودي الذي قصف الاستاد الرياضي الثاني والعشرين من مايو ومنتجع بن لادن السياحي بمنطقة حراثة والصالة الرياضية المغلقة وسط مدينة إب وأسفر هذا العمل الاجرامي عن تدمير عدد من المنازل المجاورة للملعب وسقوط عدد من الشهداء والجرحى من ساكني هذه المنازل .
وفي محافظة الحديدة، قصف الطيران المعادي محيط كلية الطب وملعب كرة القدم كما استهدف عدداً من المنشآت الحكومية في المحافظة، وفق ما نقلت قناة المسيرة اليمنية .
اذاً، الإحصائية الأولية لحجم الخسائر التي تعرضت لها اليمن نتيجة العدوان السعودي بلغ تدمير مئات المصانع والمستشفيات والمساجد والاسواق والفنادق والجسور والطرقات والمؤسسات التنموية ومخازن التموين الغذائي وناقلات وقاطرات محملة بالمواد الغذائية بالإضافة الى مزارع أبقار ودواجن ومراكز وشبكات اتصالات ومحطات وقود نفط وغاز وكذا ناقلات نفط وغاز وخزانات مياه ومباني سكنية ومنازل آهلة بالسكان .
وفيما يلي إحصائية مختصرة :
تدمير ٦ مطارات في صنعاء وعدن والحديدة وتعز وصعدة وتعطيلها عن العمل .
قصف الموانئ البحرية وحصاها في عدن والحديدة والمخاء وميدي .
تدمير عدد من الطرقات وعدد من الجسور في مختلف المحافظات .
تدمير ٦ قاطرات نقل مواد غذائية .
تدمير ٩ ناقلات مشتقات نفطية .
تدمير ١١ مصنع إنتاجي .
قصف وإحراق ٦ محطات بترول وغاز .
قصف ٤ محطات للكهرباء .
قصف ٦ مدارس تعليمية .
قصف ٣ مساجد .
قصف ٥ مستشفيات والعديد من المستوصفات .
قصف عدد من صوامع القمح .
قصف العديد من الأماكن الأثرية في مختلف المحافظات .
قصف مجمعات رياضية وترفيهية .
قصف محكمة بيحان .
العدوان السعودي الذي لم يرحم لا الحجر ولا البشر، قام بحظر جوي تسبّب في منع وصول المساعدات الى أكثر من ٥٠٠٠ مواطن يمني معظمهم حالات مرضية، ومنع وصول مساعدات الإغاثة والهلال الاحمر من الوصول الى اليمن. كما أنه تسبب في نزوح آلاف الأسر، وإغلاق المدارس وحرمان أكثر من ٦ مليون طالب وطالبة من حقهم في التعليم، وبثّ الرعب والهلع عند الأطفال والنساء، وفرض حصار على الموانئ ومنع وصول الحاجات الأساسية للعيش .
يذكر أن منظمة هيومن رايتس ووتش التي نشرت تقريراً يؤكد وجود أدلة باستخدام السعودية للقنابل العنقودية في الغارات التي تشنها على العديد من المناطق اليمنية منذ ٢٦ مارس ٢٠١٥، طالبت بإجراء تحقيقات دولية محايدة مع جميع القوات المشاركة في التحالف العشري ضد اليمن، الذي تقوده السعودية، حول ما إذا كان حدث انتهاك لقوانين الحرب، واتخاذ الاجراءات اللازمة .
هذا غيض من فيض الإرهاب السعودي الذي أعاد إلى أذهاننا المجازر الصهيونية بدءً بقانا وصولاً إلى غزّة، ولم يعد هناك من فرق بين الإرهاب السعودي ونظيره الإسرائيلي. ومن يرى نتائج “الحزم” في اليمن يكون على يقين ايضاً بأن لا فرق بين إرهاب “داعش” في سوريا والعراق والإرهاب السعودي في اليمن .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق