التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, سبتمبر 22, 2024

السودان أمام الاستحقاقات الانتخابية اليوم وسط مقاطعة من أحزاب المعارضة 

 بدأت في السودان اليوم عمليات التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأولى السودانية التي تقاطعها ابرز الأحزاب السياسية الرئيسية والمعارضة ، في حين دعت المفوضية العليا للانتخابات نحو ١٣ مليوناً ونصف المليون ناخب سوداني للاقتراع في ١٨ ولاية .

ويتنافس لرئاسة الجمهورية ١٦ مرشحاً رئاسياً، أغلبهم مستقلون وأسماؤهم غير معروفة للشارع السوداني، باستثناء الرئيس الحالي عمر البشير. وهو ما يجعل الأخير يعدّ الأوفر حظاً في ظل انعدام المنافسة وفشل المرشحين في تعريف أنفسهم للناخب خلال الحملة الانتخابية، عبر تنظيم حملات انتخابية، بسبب افتقارهم إلى التمويل حسب ما عبّر بعضهم في تصريحات سابقة .

وتستمر عملية التصويت لمدة ثلاثة أيام عبر سبع بطاقات انتخابية لاختيار رئيس الجمهورية ومرشحي المجالس النيابية في الدوائر القومية والنسبية والمرأة، على أن تعلن النتائج الأولية في السادس عشر من الشهر الجاري مع منح مهلة طعون في النتائج لمدة أسبوعين. وتشترك في الانتخابات أحزاب متحالفة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم، مقابل أحزاب المعارضة المقاطعة، التي تسعى لحشد الجماهير للخروج في مظاهرات تتزامن مع إعلان النتائج، وتطالب المعارضة بتأجيل الانتخابات للمشاركة في عملية حوار شامل وإلغاء القوانين المقيدة للحريات وتشكيل حكومة انتقالية تشرف على صياغة دستور دائم للبلاد وإجراء انتخابات نزيهة .

وفي سياق متصل توقعت‌ المفوضية العليا للانتخابات نسبة تصويت بين ١٥ إلى ٤٥ في المئة من جملة الذين يحق لهم التصويت في السودان. حديث المفوضية جاء في ظل مقاطعة المعارضة للانتخابات، وغياب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن مراقبتها. لكن مراقبين من الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والصين وصلوا إلى السودان. وتعهدت منظمات محلية أيضاً بمراقبة الانتخابات بمستوى يضمن نزاهتـها. وقال عبد الحليم ضيف الله، نائب رئيس تحالف منظمات المجتمع المدني بالسودان، إنهم أعدوا من التحالف ٧ آلاف مراقب بتدريبهم التام لضمان نزاهة الانتخابات .

وكانت المفوضية القومية للانتخابات قد استبقت انطلاق التصويت بالتأكيد على اكتمال الترتيبات لبدء العملية الانتخابية في جميع ولايات السودان الـ ١٨، في حين تم إلغاء العملية في سبع دوائر انتخابية بولاية جنوب كردفان نتيجة الأوضاع الأمنية فيها، ولا سيما أن المنطقة تشهد حرباً أهلية بين الحكومة والحركة الشعبية (قطاع الشمال)، منذ أكثر من ثلاثة أعوام .

من جهته، رجح رئيس مفوضية الانتخابات، مختار الأصم، أن لا تتجاوز نسبة التصويت المعدل العالمي المحدد بين ١٥ و ٤٥ في المائة ممن يحق لهم التصويت. وكانت مفوضية الانتخابات قد قدّرت من يحق لهم التصويت بحوالى ١٣ مليوناً و٣٠٠ ألف شخص .

وانقسمت آراء الشارع السوداني إزاء الانتخابات الجديدة. ورأى كثيرون ممن استطلعتهم “العربي الجديد” أن النتيجة محسومة لصالح البشير لغياب المنافس، فيما كان بعضهم يؤكد أنه لا يعلم بمواعيد الانتخابات. كما أشار آخرون إلى اتجاههم للمقاطعة، بينما قال غيرهم إنهم سيتوجهون لمراكز الاقتراع .

امنياً، فقد أعدّت الشرطة السودانية ٧٥ ألف عنصر، بينهم ضباط لتأمين العملية الانتخابية، فضلاً عن إعلان الجيش وجهاز الأمن سعيهم الحثيث لحماية الانتخابات .كما قامت السلطات الأمنية السودانية بدفع تعزيزات إلى مناطق النزاعات، ولا سيما في إقليم دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وجاءت الخطوة بعد إعلان الجبهة الثورية، التي تضم الحركة الشعبية قطاع الشمال والحركات المسلحة الدارفورية، أنها ستقاوم الانتخابات بالقوة. وبالفعل نفذت الحركة الشعبية (قطاع الشمال)، هجمات عدة بمناطق في جنوب كردفان .

ويتوجه ١٣ مليوناً و٣٠٠ ألف سوداني إلى صناديق الاقتراع في ولايات السودان الثماني عشرة كافة، في وقت تباينت مواقف المواطنين بين مؤيد للانتخابات أو رافض لها. وتتوزع رغبات الناخبين بين مؤيد وآخر مقاطع وثالث يؤيد الرئيس الحالي عمر حسن البشير ويتمنى إبعاد الوجوه التي حوله .

دولياً، وفيما يشبه عدم الاعتراف المبكر بالعملية الانتخابية قال الاتحاد الأوروبي إن الانتخابات تجري في بيئة غير مناسبة، وهو موقف رفضته الخرطوم .

وترجمت هذه الدعوات الاوروبية لتأجيل الانتخابات بمقاطعتها من قبل الاتحاد الأوروبي ودول الترويكا، (والتي تضم أمريكا وبريطانيا والنرويج). وامتنعت تلك القوى الدولية عن تمويل ومراقبة الانتخابات. كما استبقت نتائجها بتأكيد عدم الاعتراف بها فضلاً عن الإشارة إلى أن الانتخابات المنتظرة ستتم في بيئة غير مواتية. وفشلت القوى الدولية في إقناع الحكومة السودانية بتأجيل الانتخابات لحين التوصل إلى تسوية شاملة عبر الحوار الوطني، الذي دعا له الرئيس السوداني عمر البشير، في يناير/كانون الثاني من العام الماضي لتتمكن كافة القوى السياسية السودانية من المشاركة في الانتخابات بعد تهيئة المناخ للعملية .

الى ذلك ، ذكرت وسائل اعلامية عدة أن قوات الأمن السودانية في مدينة بورتسودان شمال شرق البلاد فرقت بالقوة أمس الأحد مظاهرة شارك فيها عشرات الطلاب للدعوة إلى مقاطعة الانتخابات، وقد تدخلت الشرطة لتفريقهم أثناء وجودهم في المحطة الرئيسية للحافلات في المدينة الساحلية. ومن الجدير بالذكر أن هذه الانتخابات هي الاولى في السودان منذ انفصال جنوب السودان عام ٢٠١١ .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق