التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

مصر 25 يناير بين موجة التفجيرات والصدامات 

لا احد في هذه المعمورة ما عدى اعداء مصر كان يتمنى ان تمر الذكرى الثالثة لانتصار ثورة الشعب المصري التي استبشرت بها الامتان العربية والاسلامية على انها ستكون في خدمة قضاياها المركزية، وموجة التفجيرات والصدامات في الشارع تأكل ابناءها في وقت كان مفروضا ان يكون هؤلاء الابناء صفا واحدا ضد اعداء مصر. لكن اعداء مصر من القوى الاقليمية والدولية الغاشمة لم يتركوا الثورة لحالها بل التفوا وشاغلوها وحرفوا مسارها عبر الصدام في الشوارع وخلق المزيد من التنازع والتنافر لشق وحدة الشعب المصري واضعافه وهذا ما يحدث اليوم.

ولسنا بصدد تسمية المقصرين فالجميع اسهموا بذلك وفي المقدمة نظام الرئيس مرسي وجماعته الذين فقدوا البوصلة واعتمدوا سياسات المساومات مع واشنطن والكيان الصهيوني ظنا منهم ان الاعداء سيتركوهم لحالهم. لكن الاحداث والتطورات التي شهدتها الثورة المصرية ونغصت مسيرتها طيلة السنوات الثلاث من عمرها اثبتت وبدون شك ان الجهات الخارجية من قوى دولية واقليمية لم تكن بعيدة عنها. لان تصلب عود ثورة 25 يناير وشموخها سيضر بمصالحها وخاصة الكيان الصهيوني الذي كان يرى في نظام حسني مبارك عمقه الاستراتيجي.

فالاعداء وحتى اليوم لم يتركوا الشعب المصري لادارة اموره للوصول الى تحقيق شعاراته، التي رفعها ابان الثورة لبناء نظام ديمقراطي يشارك فيه جميع ابناء الشعب المصري بل يحاولون تمزيقه وتشتيت صفوفه وضرب استقراره لئلا تتحقق الوحدة الوطنية.

وما شهدته بالامس شوارع القاهرة وبعض المدن المصرية الاخرى من صدامات بين ابناء الوطن الواحد لاتخدم الا اعداء مصر والمتربصين بها الدوائر وهذا ما يرفضه العقلاء والحريصون على سلامة هذا البلد الشامخ في التاريخ والاقليم لئلا يقزم ويكون اسيرا لمساعدات اقتصادية يقدمه نظام قبلي استبدادي تجاوزه الزمن والمتضرر الاكبر من الثورات العربية.

ان ساسة مصر ومفكريها ونخبها متوجسون جدا من الدور التخريبي للنظام السعودي الذي حارب بشراسة عبد الناصر في الماضي ليكون هو من يتحكم بالقرار العربي وفشل وسيفشل هذه المرة باذن الله لان مصر الكنانة وتاريخها وحضارتها وشعبها اقوى من الجميع. وما تشهده مصر اليوم من عمليات ارهابية هي حصيلة للتنسيق بين النظامين الصهيوني والسعودي المتربصين بالقرار المصري ومصادرته عبر اضعاف البلد ودفعه للمزيد من التبعية. ان هذه الاوضاع المأساوية جعلت مصر اليوم في منعطف تاريخي خطير ان لم يبادر عقلاءها ورجالها ومفكريها لانتشالها من هذا المازق الخطير الذي يضرب وحدتها الوطنية واستقرارها، فانها ستنزلق الى هاوية لا يعلم مداها الا الله. فالمعارضة اليوم في الشارع لاتقتصر على جماعة الاخوان ومناصريهم من الاسلاميين بل انسحبت الى القوى الوطنية كحركة 6 ابريل والاشتراكيين الثوريين وقوى اخرى ستتبعهم لانهم بطبيعتهم يرفضون حكم العسكر الذي سيكون بالتأكيد امتدادا لنظام مبارك الذي ثار عليه الشعب واسقطه املا ببناء نظام  ديمقراطي يشارك فيه جميع ابناء الشعب دون استثناء وليس كما تعامل الرئيس مرسي في مصادرة القرار لنفسه وجماعته وهذا ما اعترفوا به واعتذروا عنه لكن بعد فوات الآوان.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق