التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

اهداف زيارة رئيس الوزراء العراقي الي أمريكا 

في أول زيارة له الى أمريكا منذ تسلمه منصبه في أغسطس/ آب ٢٠١٤ وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى واشنطن على رأس وفد رسمي رفيع استجابة لدعوة من الرئيس الامريكي باراك أوباما .

وتأتي هذه الزيارة في وقت تحقق فيه القوات العراقية والحشد الشعبي انتصارات باهرة على الجماعات الارهابية وفي مقدمتها تنظيم “داعش” الإرهابي وفلول حزب البعث المنحل في العراق .

ويضم الوفد الذي يرافق العبادي في هذه الزيارة التي تستغرق عدة أيام وزراء الدفاع والمالية والنفط والتعليم العالي ومستشار الأمن الوطني العراقي .

وقبيل مغادرته بغداد أوضح العبادي أنه سيطلب من واشنطن تسليم الأسلحة التي اشترتها بغداد من واشنطن وامتنعت الاخيرة من تسليمها حتى الآن رغم الاتفاق الامني الموقع بين البلدين وقيام العراق بدفع ثمن هذه الاسلحة .

وأضاف العبادي انه سيطالب أيضاً خلال زيارته الى واشنطن باتخاذ إجراءات حازمة لوقف تدفق الارهابيين المسلحين الأجانب الى بلده وبدعم دولي لوقف تهريب النفط والآثار من العراق الى الخارج من قبل الجماعات الارهابية .

وكانت واشنطن قد رفضت تسليم العراق ٣٤ مقاتلة من طراز  أف ١٦ إضافة الى طائرات عمودية من نوع أباتشي ورادارات واسلحة استراتيجية اخرى، إضافة الى ان أمريكا متهمة بدعم الجماعات الارهابية في العراق من خلال إنزال طائراتها اسلحة ومعدات وذخيرة وأغذية الى هذه الجماعات وهذا ما أكده عدد من المسؤوليين العراقيين وأشاروا الى وجود صور واشرطة فيديو توثق ذلك.

ويرى المراقبون ان زيارة العبادي الى واشنطن تشكل منعطفاً جديداً في تاريخ العلاقات بين العراق وامريكا والتي تسعى الاخيرة من خلالها الى تحقيق مصالحها التي فشلت في تحقيقها منذ غزوها العراق في نيسان عام ٢٠٠٣ ولحد الآن .

 ومن الناحية التاريخية تميزت العلاقات بين امريكا والعراق في زمن الديكتاتور المعدوم صدام بالتذبذب وفق ما تقتضيه مصلحة واشنطن، فخلال ثمانينات القرن الماضي دعمت واشنطن نظام صدام في حربه ضد الجمهورية الاسلامية في ايران ولكنها انقلبت عليه عند غزوه الكويت في آب / اغسطس عام ١٩٩٠ واستخدمت القوة العسكرية المفرطة ضد القوات العراقية لإخراجها من الكويت في وقت تؤكد فيه الوثائق والمعلومات المتوفرة ان واشنطن هي التي أعطت الضوء الاخضر لصدام لغزو هذا البلد .

وخلال تسعينيات القرن الماضي فرضت امريكا حظراً اقتصادياً شاملاً على العراق من خلال الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ما أدى الى إلحاق اضرار جسيمة بالشعب العراقي في جميع المجالات ولا زالت آثارها الكارثية واضحة لحد الآن خصوصاً في الجانب الصحي والبنى التحتية.   

وعندما أحست امريكا بقرب انهيار نظام صدام على يد المعارضة والشعب العراقي قامت بغزو العراق في نيسان عام ٢٠٠٣ بحجة القضاء على اسلحة الدمار الشامل وأسقطت هذا النظام بدعم من دول اخرى بينها بريطانيا وفرنسا .

ومنذ عام ٢٠٠٣ وحتى خروجها من العراق في نهاية عام ٢٠١١ ارتكبت القوات الامريكية الكثير من الجرائم بحق الشعب العراقي في وقت كانت تدعي فيه أنها أسقطت نظام صدام من اجل إنقاذ هذا الشعب.

ولجأت امريكا الى تنفيذ مؤامرة متعددة الجوانب ضد الشعب العراقي من خلال العزف على وتر الطائفية، وقد طرح نائب الرئيس الامريكي جو بايدن مشروعاً لتقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم (شيعية وسنية وكردية) إلاّ ان هذه المؤامرات فشلت بفضل وعي الشعب العراقي ومسؤولية وحكمة المرجعية الدينية في النجف الاشرف التي تمكنت من إفشال هذه المؤامرات والتي تجلت بصورة واضحة في فتواها الشهيرة التي أطلقتها العام الماضي للتصدي للجماعات الارهابية وفي مقدمتها تنظيم “داعش” والتي استجاب لها الشعب العراقي بقوة وتشكلت على اثرها كتائب وفصائل الحشد الشعبي التي لعبت دوراً كبيراً في تحقيق الانتصارات الباهرة على هذه التنظيمات بالتنسيق مع القوات الامنية العراقية وكان آخرها الانتصار الكبير الذي تحقق في مدينة تكريت التي كانت تعد المعقل الرئيس لعصابات داعش وباقي الجماعات الارهابية . 

ولعبت الدول السائرة في فلك امريكا وفي مقدمتها السعودية وقطر وتركيا دوراً  كبيراً في تنفيذ مؤامرات واشنطن ضد الشعب العراقي والتي تمثلت بقتل ابناء هذا الشعب وتخريب بناه التحتية من خلال دعم الجماعات الارهابية والتكفيرية بالسلاح والمال، وهناك ادلة كثيرة وموثقة في هذا المجال تدين هذه الدول وتؤكد دورها في زعزعة الأمن والاستقرار في العراق وفي عموم المنطقة خدمة للمشروع الصهيو امريكي في هذه المنطقة. 

وعندما احتلت الجماعات الارهابية والمتطرفة مساحات واسعة من العراق في حزيران / يونيو من العام الماضي وقفت امريكا موقف المتفرج ولم تقم بأي دور لمساعدة الجيش العراقي في صد هذه الهجمة البربرية الشرسة رغم وجود اتفاق امني بين بغداد وواشنطن يلزم الاخيرة بدعم العراق في حال تعرضه لأي تهديد يعرض أمنه واستقراره الى الخطر .

ويعتقد المراقبون ان المكانة الشعبية التي يتمتع بها العبادي والتأييد الاقليمي والدولي الذي حظي ويحظى به منذ تسلمه منصبه وحتى الآن والظرف الاستثنائي الذي يمر به العراق يحتم على واشنطن التعامل بمصداقية مع هذا البلد والوفاء بالتزاماتها وعهودها التي تضمنتها الاتفاقية الامنية بين الجانبين، وتسليمه الاسلحة التي سدد ثمنها منذ فترة طويلة والتي تصل الى عشرات المليارات من الدولارات والعراق الآن بأمس الحاجة اليها في التصدي للعصابات الارهابية من أجل تحرير أراضيه وإنقاذ شعبه من شر هذه  العصابات وخصوصا تنظيم “داعش” الذي اعترف الكثير من المسؤولين الامريكيين بأن بلادهم هي التي أوجدته ومن بينهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق