التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

الاحتلال الاسرائيلي للجزر السعودية, آل سعود يدفنون رؤوسهم بالتراب 

 لا عجب أن يستغرب الكثير من الشعوب العربية وأبناء السعودية أن الكيان الاسرائيلي يحتل منذ زمن بعيد أراض سعودية تناساها حكامهم وتخلوا عنها خوفا من أن تسبب لهم مشاكل هم بغنى عنها مع الاحتلال الاسرائيلي. نعم ليس مستغربا أن يجهل معظم العرب هذه الحقيقة، فالاعلام العربي الى حد كبير خاضع لرغبات العائلة الحاكمة التي اشترت بأموال نفط شعوبها المغصوب حتى أقلام الكتاب وآراء المفكرين .

نسبة كبيرة من الشعب السعودي والشعوب العربية تغيب عنها فكرة الجزر والممرات البحرية السعودية المحتلة من قبل الكيان الاسرائيلي منذ عام ١٩٦٧ وحتى يومنا هذا، «صنافير» مساحتها ٣٣ كلم مربع و«تيران» مساحتها ٨٠ كلم مربع هما الجزيرتان اللتان نتحدث عنهما، ولهذه الجزر موقع استراتيجي بالنسبة إلى الكيان الاسرائيلي كونها تحرس منفذه الوحيد إلى البحر، وحاليا يقيم عليهما محطة كبيرة للإنذار، وينشر فيهما آلاف الألغام ولو وضعت أي دولة فيهما معدات عسكرية لاستطاعت أن تشل حركة السفن الإسرائيلية عبر ميناء إيلات وخليج العقبة كليا، فأهميتهما كبيرة جدا بسبب الموقع الاستراتيجي الحساس، حيث تقعان في بوابة مضيق تيران وهو ممر مائي عرضه ٤,٥ كلم بين شبه جزيرة سيناء وشبه جزيرة العرب، ويفصلان خليج العقبة عن البحر الأحمر، وبهذا فموقعهما يسيطر على بوابة خليج العقبة وإيلات، وهما يعادلان في الأهمية بالنسبة للموقع كجزر “حنيش” التي استرجعتها اليمن من أريتريا عبر التحكيم الدولي .

كما تعتبر مضائق تيران، وهي التسمية الحقيقية لها، المنفذ التجاري للكيان الاسرائيلي نحو آسيا وأفريقيا الذي أطلق اسم «تيران» على مجموعة من دباباته، ولهذه الجزيرة أهمية استراتيجية في المنطقة، إذ تشكل أضيق مقطع في المضيق الذي يمر به كل ملاحة موانئ العقبة الأردني وإيلات، وتحتوي الجزيرة اليوم على حقول الألغام أكثر مما قد تحويه قارة بأكملها .

وهذا يعني أن هناك مضيقين أوسعهما بين مدينة شرم الشيخ بسيناء وجزيرة تيران وفيه ممران أعمقهما وأوسعهما هو ممر «إنتربرايز» إلى الغرب عمقه ٩٥٠ قدماً وممر «جرافتون» المحفوف بالشعاب المرجانية عمقه ٢٤٠ قدماً، والمضيق الآخر بين جزيرة «صنافير» وجزيرة العرب ضحل عمقه ٥٤ قدماً وممره ضيق. وجزيرتا «صنافير» و«تيران» التابعتان للأراضي السعودية وقد احتلهما «الكيان الاسرائيلي» في حرب ٦٧ بسبب موقعهما الاستراتيجي الهامّ، ولأنهما تقعان على بوابة مضيق تيران بعد أن استعارتهما مصر من السعودية لإغلاق المضيق أمام الملاحة «الإسرائيلية»، ثم خسرتهما مصر في تلك الحرب كما خسرت صحراء سيناء، والغريب أنّ أنور السادات لم يُطالب بهما ضمن اتفاقية «كامب ديفيد» لأنهما في الحقيقة جزيرتان سعوديتان؟! تبرأت السعودية منهما وألقت بتبعيتهما على مصر، ومصر “السادات” آنذاك تبرأت منهما، وقالت إن هذه الأراضي تابعة للسيادة السعودية .

وفي ٤ تشرين الأول ١٩٥٦ احتل الكيان الصهيوني مضائق تيران التابعة لأرض السعودية ومنها وصل إلى قناة السويس مع فرنسا وبريطانيا. وكانت هذه المضائق محل خلاف حول ملكيتها مع مصر، إلا انه بعد أن احتلها الإسرائيلي أصبح وكأن الأمر لا يعني السعودية، بل تركت مصر تفاوض في شأنها حتى انسحب منها الكيان الصهيوني في ما بعد. لكنه في عام ١٩٦٧ وخلال الحرب استولى عليها مرة ثانية واستولى كذلك على جزيرة «صنافير» السعودية ثم عاد الإسرائيليون وانسحبوا من مضائق تيران لكنهم أعادوا احتلالها في نهاية شهر آب، وتقول وثائق أمريكية كشف عنها أنّ الملك فيصل أبدى امتعاضه وطلب الانسحاب من تيران سراً خوفاً من الإحراج، إلا أن الكيان الاسرائيلي تعهد أن تظل تيران منزوعة السلاح، وأن لا يمنع الإسرائيليون من حرية المرور من خلال هذه المضائق .

وتذكر الوثائق أن رد الإسرائيليين على عرض فيصل كان سلبيا، وقد جاء الرد على لسان اسحاق رابين حين كان سفير الاحتلال الإسرائيلي في أمريكا، والذي قال إنه “لا خلاف على ذلك فالقضية أنّ ثلاثة من رجال فتح مسلحين برشاشات بإمكانهم إغلاق المضائق، وهي حساسة جداً بالنسبة لنا”، وذكر بأنه سيجري ترتيبات بالنسبة لهذه القضية ضمن اتفاق أكبر بين الكيان الاسرائيلي والسعودية. وفي شهر نيسان ١٩٦٨ قدم الملك فيصل شكوى إلى أمريكا بأن جزيرة «صنافير» قد تكون هي الأخرى معرضة للاحتلال من قبل الكيان الاسرائيلي، وعندما تحققت أمريكا من ذلك وجدت أنها محتلة منذ حرب حزيران ١٩٦٧ أيّ منذ عشرة أشهر من دون أن يعلم الملك فيصل والحكومة السعودية بذلك .

ويذكر أن مصر وقبل الاحتلال الإسرائيلي قامت باستئجار جزيرتي تيران وصنافير من السعودية، لتصبح مياه مدخل الخليج مصرية فيحق لها السيطرة البحرية عليها، وبمجرد أن اكتسبت هذا «الحق القانوني»، قامت بإقفال الخليج في وجه الملاحة الإسرائيلية، كما فرضت التفتيش البحري على كافة السفن التي تطلب المرور في المضيق، فاكتسبت منطقة شرم الشيخ تبعاً لذلك أهمية سياسية وعسكرية كبيرة .

أما الآن بحسب معاهدة كامب ديفيد تخضع الجزيرة لسيطرة قوات دولية متعددة الجنسيات ووضع قوة للمراقبة؛ للتأكد من امتثال مصر والكيان الاسرائيلي للأحكام الأمنية الواردة في اتفاقية السلام بينهم والمتعلقة بفتح خليج تيران، وبحسب البروتوكول العسكري لمعاهدة كامب ديفيد وضعت كل من جزيرة صنافير وجزيرة تيران ضمن المنطقة (ج) المدنية التي لا يحق لمصر بتواجد عسكري فيها مطلقاً وقامت السلطات المصرية بتحويل الجزيرة الى محمية طبيعية كما تزعم وقد طرحت السلطات السعودية إقامة مشروع جسر سعودي-مصري يمر على جزيرة تيران وصنافير ويتصل بسيناء لتسهيل التبادل التجاري ونقل الحجاج، الا أن المشروع ألغي بعد الرفض الاسرائيلي للبدء به بعد أن حددت له ميزانية ثلاث مليارات دولار ومدة زمنية قدرت بثلاث سنوات لإتمام مشروع بناء الجسر . 

تتبع الجزر المحتلة في تقسيمها الاداري الى امارة منطقة تبوك في السعودية وهي مسجلة رسميا لدى الامم المتحدة بأنها تابعة للسعودية مما يثبت ويؤكد أن تلك الأراضى سعودية محتلة، من هنا بديهي التساؤل عن نخوة حكام السعودية المفاجئة عند الحديث عن الجزر الايرانية الثلاث والتي تتهم الامارات الجمهورية الاسلامية الايرانية بالاستيلاء عليها بالقوة (هناك وثائق رسمية عدة تكذب هذا الادعاء)، فتخرج السعودية بحميتها الجاهلية مدافعة عن وحدة الأراضي العربية ورافضة ظلم الامارات الشقيقة .

فعلا تترجم السعودية مفاهيم الشهامة والنخوة على طريقتها فتدمر اليمن على أهله بحجة دفاعها عن شرعية رئيس استقال وانتهت مدة ولايته “عبد ربه منصور هادي” وترضخ للضغط الاسرائيلي وتتنازل عن الجزر المحتلة على مبدأ السماحة والرحمة مع جارها الكيان الاسرائيلي، كما يعود لها فضل نشر الاسلام الأمريكي الحضاري بعد جهد دام سنين طويلة عمره من عمر تأسيس مملكة “الخير” متمثلا بداعش وأخواتها، حقا لو صحت ضمائر آل سعود لرموا بأنفسهم في البحر خجلا .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق