لهذه الأسباب لا تقولي أنا تعيسة 

مع وفرة تعابير اللغة العربية، نستخدم بعض العبارات التي قد لا نعي تأثيرها علينا وعلىى من يسمعنا ننبث بها. فالتعاسة التي تقطع شوطاً كبيراً بعد الغضب والحزن والتعب والملل وتكاد تحتوي على هذه المشاعر السلبية كلّها، عبارة لا تستحقّ أبداً أن تستخدميها وأن تُسميها على نفسك. اكتشفي الأسباب.

يُصرّ علم النفس على أن الفكر متى يقتنع بفكرة معيّنة يسيطر على الجسم ويكاد يكتب صفحات المستقبل، من هذا المُنطلق ترين التركيز على أن تُقنعي نفسك بالتفكير الايجابي وأن تركّزي على نقاط القوّ’ في حياتك وعلى أروع لحظاتها وانجازاتها بهدف انخراطك كلياً في سلوك طريق الايجابية. في الناحية الموازية، فإنّ نطوقك الدائم بعبارة “أنا تعيسة” تُقنع عقلك الباطني بها وتجعله يضع حدّاً لا بل نقطة نهائية لراحتك واسترخائك، لأحلامك وأفراحك ولاستمتاعك بلحظات السعادة التي قد تمرّ في حياتك على اعتبار أنّ: في أسوأ الحالات النفسية التي قد يصل اليها الكائن البشري.

وأن تمرّي في حالات من الغضب والحزن أو المزاج السيء فهذا لا يعني أبداً أن تطلقي على نفسك عبارة التعاسة التي تعني أنّك مجرّدة من كلّ مقومات الراحة النفسية أنّك لست في حضن عائلة، ليس لديك أصدقاء، أحلامك منتهية، لا تحلمين، لا تفكرين ولا تخططين وجسمك مستسلم لحالة الاكتئاب منذ فترة طويلة ولم تستطع لا المساعدة النفسية ولا تلك الطبية أن تُخرجك منها.ولا شكّ أنّ الغالبية الساحقة التي تستخدم هذه العبارة “السلبية” بعيدة كلّ البعد عن التوصيف الدقيق للكلمة زالمشكلة التي تعترضها هي آنية ثانوية ليس الاّ.

من جهة أخرى، ولأاننا نعي مدى ايمانك وثقتك بالله عزّ وجلّ عزيزتي، إنّ استخدام عبارة التعاسة قد يضعك أمام النّاس في حالة من الجبر ومحاولة إن لم تكن مقصودة من جهتك لتجاهل الخالق الذي يستطيع أن ينشلك من القعر متى وضعت القليل من ثقتك بمشيئته. وأي موقف قد تمرّين فيه حين تلجأي الى هذه العبارة أمام من يعاني فعلاً من مصائب الحياة الكبرى وقُدّر له ألا يعرف منها الاّ الجانب القاسي المظلم؟! لذا لا يجوز أن تستلمي للتعاسة بهذه السرعة، ولتوصيف حالتك النفسية مهما كانت صعبة، تقدّ/ لك اللغة عشرات العبارات التي قد تُشفي غليلك من جون أن تجرّك الى التطرّف وقطع الأمل نهائياً.