التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, سبتمبر 19, 2024

أصوات الشعب المغربی ترتفع إحتجاجاً علی زیارة بیریز المرتقبة 

تتصاعد في الآونة الأخيرة دعوات الشعب المغربي المطالبة بإلغاء زيارة رئيس الكيان الإسرائيلي إلى البلاد للمشاركة في الاجتماع الافتتاحي لـ”مبادرة كلينتون العالمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا” المقرر عقده ما بين ٥ و٧ مايو/ أيار المقبل بمدينة مراكش. صحيح أن هذه الزيارة ليست الأولى له إلى المغرب، لكنّها الأولى في ظل رئيس وزراء ينتمي إلى حزب إسلامي(العدالة والتنمية)، وتأتي في ظل ظروف إقليمية حساسة جداً، فما هي الحقيقة؟ وما هي ردود الأفعال على هذه الزيارة؟

تأتي زيارة رئيس الكيان الإسرائيلي للمغرب في وقت تصرخ فيه القدس من التهويد الصهيوني واجتياح المستوطنين لها وتسارع خطط بناء الهيكل الذي يستهدفون بناءه على أنقاض المسجد الأقصى. رغم ذلك وافق ملك المغرب (رئيس لجنة القدس) على استقبال بيريز هذه المرة، بينما رفض استقباله وهو رئيس الدولة الصهيونية في أكتوبر ٢٠١٠!

الزيارة المقرّرة لبيريز ستكون الثالثة لو تمّت، فقد زار بيريز المغرب سنة ١٩٩٦ لحضور مؤتمر اقتصادي بمدينة الدار البيضاء، وحينها، كان المغرب قد وافق على فتح مكتب الاتصال الإسرائيلي إلا أن المغرب علق علاقاته مع الكيان الإسرائيلي في أكتوبر ٢٠٠٠ احتجاجًا على سياسة القمع الإسرائيلية إزاء الانتفاضة الفلسطينية، واشترط “إحراز تقدم في عملية السلام” قبل إعادة فتح ممثليته. كما سبق لبيريز أن زار المغرب سرًّا في نهاية السبعينيات؛ للقاء الملك الحسن الثاني، الذي كان يلعب دور وساطة في الصراع العربي الإسرائيلي، وحينها كان المغرب قد وافق على فتح مكتب الاتصال الإسرائيلي. لكن في أكتوبر ٢٠١٠، رفض ملك المغرب لقاء شيمون بيريز؛ ما اضطر رئيس الکیان الإسرائيلي لإلغاء زيارة كانت من المقرر أن يقوم بها إلى المغرب لحضور “المنتدى الاقتصادي العالمي”؛ ما يعني أنه دعي ٤ مرات للمغرب، نجح في الدخول مرتين ورُفض مرة واحدة.

جريمة في حق القدس

رغم موافقة الملك يأبى الشعب أن تتم زيارة شمعون بيريز للمغرب دون ضجة، إذ أعلنت مجموعة من التنظيمات المغربية المناوئة للکیان الإسرائيلي عن احتجاجاتها ضد هذه الزيارة، منادية بمنعه من الحضور، وبقطع أيّ علاقة يمكن أن تجمع المغرب بالكيان الإسرائيلي.

وقال خالد السفياني، منسق “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” (غير حكومية) إن “زيارة بيريز اعتداء على شرف المغاربة وكرامتهم واستخفاف بمشاعرهم وقناعاتهم.”

وفي بيان لها، اعتبرت المجموعة استقبال المسؤول الاسرائيلي في المغرب “جريمة في حق فلسطين وفي حق القدس وتزكية ودعم للجرائم الصهيونية ولأعمالها العدوانية الرهيبة وإهانة لكرامة المغاربة واستفزاز لمشاعرهم واحتقار لأرواح الشهداء المغاربة “.

دعوات للقبض على “مجرم الحرب

من جانبه، طالب المحامي والحقوقي عبد الرحمن بن عمرو، الملك، رئيس الدولة المغربية بحكم صفته رئيس لجنة القدس، بتحمل مسؤوليته في منع زيارة شيمون بيريز للمغرب، بعد دعوة “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” لمنع الزيارة.

وقال عبد الرحمن بن عمرو إنه تقدم مع محامين آخرين بشكاوى للنيابة العامة في حق بيريز لاعتقاله لو دخل المغرب؛ حيث سبق له أن ترافع في قضايا سابقة ضد زيارة وزيرة خارجية الکیان الإسرائيلي السابقة رئيسة حزب كاديما “تسيبي ليفني”.

وذكر “بن عمرو” أن: “(شيمون بيريز) له تاريخ إجرامي يعلمه الجميع من الشعوب والأوطان، ولا بد أن يطبق القانون عليه باعتقاله كأي مجرم حرب دولي”، وقال: “كلنا نعلم أن الكيان الإسرائيلي لا يحتكم إلى الشرعية الدولية ولا يعترف بها”.

ولكنه عبر عن أسفه من “عدم تفاعل الدولة” مع قضايا سبق أن رفعها لاعتقال أو منع زيارات قيادات صهيونية للمغرب؛ حيث قال: “ليس لدينا قضاء وحكومة مستقلين، وهم يخضعون لقرارات خارجية غربية “.

طعنة للشعب الفلسطيني

من جانبه طالب عبد الحميد الأمين، منسق الشبكة الوطنية للتضامن مع الشعوب، جميع المناهضين لـ “الصهيونية والامبريالية” في المغرب، التصدي بكل الأساليب المشروعة، للزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الاسرائيلي، شمعون بيريز، إلى مدينة مراكش. وفي نفس السياق، أصدرت الشبكة الوطنية للتضامن مع الشعوب بيانا في الموضوع، نددت فيه بما أسمته “الزيارة المشؤومة”.

وطالبت الهيئة في ذات البيان من المسؤولين المغاربة منع الزيارة، احتراما لالتزاماتها بشأن القضية الفلسطينية ولمشاعر الشعب المغربي، وأعلنت الهيئة عزمها تقديم طلب للنيابة العامة باعتقال شمعون بيريز، إذا حل بالمغرب .

حملة على الإنترنت

كذلك أطلق نشطاء مغاربة حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب بمنع دخول بيريز إلى البلاد، وذلك تحت شعار “أوقفوا زيارة المجرم بيريز للمغرب”، إذ وصفوه بأنه “إرهابي صهيوني كبير يستوجب أن يتم منعه من دخول المملكة”.

وشدّدت الحملة على أن الخطوة “تطبيع مع كيان غاضب ومجرم”، وأن بيريز “هو كبير الإرهابيين الصهاينة”؛ الأمر الذي يستوجب منعه فورًا .

وقد توّحد في رفض زيارة شمعون بيريز، الإسلاميون واليساريون، كما استنكرتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، التابعة لجماعة العدل والإحسان الإسلامية، ووصفت شمعون بـ”كبير الإرهابيين”، معتبرةً في بيان لها، أن استقباله يعدّ “استهتارًا جديدًا بمشاعر الشعب المغربي المناصر للقضية الفلسطينية.”

بدورها، أعلنت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، التي يرأسها محمد بنجلون الأندلسي، عضو حزب الاستقلال المحافظ، عن رفضها المطلق لزيارة بيريز، إذ طالب الأندلسي الحكومة المغربية بقطع كل حبال التطبيع مع الکیان الإسرائيلي تحت غطاء أي شكل من أشكال التعاطي، سواء “كان تجارياً أو سياسياً أو على شكل زيارات علمية وثقافية واقتصادية.”

وأشار بنجلون إلى أنه “يحق لأي مواطن رفض استقبال من لا يجده أهلاً لترحابه وضيافته، فكيف بشخصية “إسرائيلية” كانت في العلن تحمل في يدها مشروع السلام مع الفلسطينيين، بينما في اليد الأخرى كانت تقوم بنقيض ذلك، من خلال تشجيع تهويد القدس وبناء المستوطنات”.

وتجتمع المبادرة، التي تأسست عام ٢٠٠٧، بمبادرة من الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، وتَستدعي للاجتماع قادة عالميين من أجل التفكير وصياغة وتفعيل حلول مبتكرة للمشاكل الراهنة في المجتمع الدولي.

وتستدعي المبادرة لاجتماعاتها الافتتاحية، حسب موقعها الإلكتروني، قيادات دول، حاليين وسابقين، وحائزين على جائزة نوبل، وعلماء، والمئات من المدراء التنفيذيين، ورؤساء المؤسسات والمنظمات غير الحكومية، والمتبرعين، ووسائل الإعلام، وقدمت التزامات لتحسين حياة أكثر من ٤٣٠ مليون شخص في أكثر من ١٨٠ دولة.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق