التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

“رسالة من إيران” 

سياسة – الرأي –

ترجمة مروة الشامي

أرسل وزير الخارجية الإيراني اليوم الاثنين رسالةً الى العالم،

نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية

جاء فيها : لقد حققنا تقدمًاكبيرًا في سويسرافي وقتٍ سابقٍمن هذا الشهر.مع الدول الخمسدائمة العضوية فيمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإضافة إلى ألمانيا، اتفقناعلى المعايير لإزالة أيّ شكٍ حول الطبيعة السلمية البحتة لبرنامج إيران النووي ورفع العقوبات الدولية ضد إيران. ولكنمن أجل إبرام الاتفاق النووي المتوقع، يلزم المزيد منالإرادة السياسية. وقد أظهر الشعب الإيراني عزمه عبر اختيار طريق الكرامة. لقدحان الوقت بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائهاالغربيين لحسم خياراتهم بين التعاون والمواجهة،بين المفاوضات والمزايدات،وبين الاتفاق والإكراه .مع القيادة الشجاعة والجرأة على اتخاذالقرارات الصائبة، يمكننا وينبغي علينا تخطّيهذه الأزمة والانتقال إلى العمل الأكثر أهمية. منطقة الخليج في حالة اضطراب.إنها ليست مسألة ارتفاع وهبوط الحكومات : ما يجري هو تمزّق النسيج الاجتماعي والثقافي والديني للبلدان بأكملها الى أشلاء.لقد نجت إيران – بفضل شعبها المرن الذي وقف بحزمٍ في وجه الإكراه،في حين أنه أبدى شهامةً لفتح آفاق جديدة من المشاركة البناءة القائمةعلى الاحترام المتبادل – من عواصف عدم الاستقرار الناجمة عنهذه الفوضى. ولكن، لا يمكننا أن نكون غير مبالين للتدمير الذي يسيرغوره من حولنا،لأن الفوضى لاتعترف بالحدود.

كانت إيران واضحة : إنّ نطاق المشاركةالبناءة لدينا يمتدإلى ما بعد المفاوضات النووية. علاقاتنا الجيدة مع الدول المجاورة هي على رأس أولوياتنا. منطقنا هو أنّ القضية النووية هي أعراضعدم الثقة والصراع ، وليست سببًا لهما . وبالنظر إلى التطورات الحديثة في مجال الوقاية من الأعراض،فقد حان الوقت لإيران، وغيرها ممّن لديهم مصلحة بذلك ،للبدء في معالجة أسباب التوتر في منطقة الخليج الفارسي. السياسة الخارجية الإيرانية هي شمولية في طبيعتها. هذا لايعود لعادةٍ أوتفضيل، ولكن لأنّالعولمة جعلت من كافة البدائل باطلة.السياسات الدولية لاتعمل في فراغ .لا يمكن السعي لتحقيق الأمن علىحساب انعدام أمنالآخرين. لا يمكن لأية دولة أنتحقق مصالحها دونالنظر إلى مصالح الآخرين. هذه الديناميكيات هي أكثر وضوحًا في منطقة الخليج من أية منطقةٍ أخرى في العالم . نحن بحاجة إلى تقييمٍ واقعي للواقع المعقد والمتشابك هنا،والى سياساتٍ متسقة للتعامل معه، كمكافحة الإرهاب مثلًا.

لا يستطيع المرء أن يواجه تنظيمالقاعدة وإخوتها الأيديولوجيين ، مثل ما يسمىبـ”الدولة الإسلامية”، التي ليست إسلامية ولادولة، في العراق ،في حين أنه يدعم أفعالها فياليمن وسوريا. هناك ساحات متعددة حيث تتقاطع مصالح إيران وأصحاب الشأن الرئيسيين الآخرين. وقد طال انتظار إنشاء منتدىًللحوار الجماعي في منطقة الخليج الفارسي، لتسهيل المشاركة. وإذاأراد أحدهم البدء بمناقشة جادة للنكباتالتي تواجهها المنطقة ، فسيكون اليمن مكانًا جيدًا للبداية. لقدعرضت إيران نهجًا معقولًا وعمليًا لمعالجة هذه الأزمة المؤلمة وغير الضرورية. تدعوخطتنا الى وقفٍ فوريٍ لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية ، وتسهيل الحوار داخل اليمن، مما يمكنه أن يؤدي إلى تشكيل حكومة وحدةٍ وطنيةٍ شاملة. علىمستوىً أوسع، ينبغي أن يستند الحوارالإقليمي الى المبادئ المعترف بها عمومًا والأهداف المشتركة، ولاسيما احترام السيادة والسلامة الإقليمية والاستقلال السياسي لجميع الدول، حرمة الحدود الدولية،عدم التدخل فيالشؤون الداخلية، التسوية السلمية للمنازعات، عدم جواز التهديد أواستخدام القوة؛ وتعزيزالسلام والاستقرار والتقدم والازدهار في المنطقة.

يمكن أن يساعد الحوار الإقليمي في تعزيز التفاهم والتفاعل على مستوى حكومات الدول، القطاع الخاص والمجتمع المدني، ويؤدي إلى اتفاقٍ حول مجموعة واسعة منالقضايا، بما فيذلك تدابير بناء الثقة والأمن؛ مكافحةالإرهاب والتطرف والطائفية،ضمان حرية الملاحة وحرية تدفق النفط والموارد الأخرى؛ وحماية البيئة. ويمكن أن يشمل الحوار الإقليمي في نهاية المطاف المزيد من ترتيبات عدم الاعتداء الرسمي والتعاون الأمني. وفي حين يجب أنيبقى هذا التعاون بين أصحاب الشأن الإقليميين ذوي الصلة،لا بدّ مناستخدام الأطر المؤسسية القائمة للحوار، وخاصةً الأمم المتحدة، حيث يمكن للأمين العام أن يزوّد هذاالتعاون بالمظلة الدوليةاللازمة. من شأنالدور الإقليمي للأممالمتحدة، الذي ساعد في إنهاء الحرب بين إيران والعراقفي عام 1988، أن يساهم في تخفيف المخاوف والقلق،وخاصةً في البلدانالصغيرة، بالإضافة الى تزويد المجتمع الدولي بضمانات وآليات لحماية  مصالحها المشروعة، وربط أي حوار إقليمي مع القضايا التي تمتد بطبيعتها خارج حدود المنطقة. لايمكن للعالم أن يستمر في تجنّب معالجة جذور الاضطراب في منطقة الخليج الفارسي، ويجب ألّايهدر أحدٌ هذه الفرصة الفريدة للمشاركة .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق