التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 25, 2024

متی سینفجر الجولان المحتل فی وجه الکیان الإسرائیلی؟ 

المقاومة الشعبية السورية، الاسم الذي لم نألف سماعه منذ عقود من الزمن سمعناه خلال الايام الماضية بكثرة وبكثافة في جميع النشرات الخبرية العربية تقريبا.

والفضل يرجع الى اربعة مجاهدين سوريين من هضبة الجولان استشهدوا وهم يؤدون واجبهم الجهادي في تحرير ارضهم المحتلة وقتال المحتل.

فحسب الرواية الإسرائیلية فان هؤلاء الاربعة استهدفوا في اطار عملية عسكرية بالقرب من الجدار الصهيوني المشيد بين المناطق المحتلة وباقي الاراضي السورية قرب معسكر على خط وقف إطلاق النار جنوبي مجدل شمس.

وبغض النظر عن الانتقادات الموجهة للمقاومة الشعبية السورية في سكونها خلال عشرات السنين فان المحللين السياسيين والعسكريين يعتبرون تبني ابناء الجولان عملية كهذه واسدال الستار عن منظمة وصفت نفسها بالمقاومة الشعبية السورية بشرى لانطلاقة حركة مقاومة كثيرا ما كانوا يتوقعون خروجها الى النور اسرع بكثير من هذا التوقيت.

وهنا يسجل المحللون بعض من الملاحظات في هذا الاطار:

– اعلنت قوات المقاومة السورية مسؤوليتها عن هذه العملية متوعدة الکیان الإسرائیلي بعمليات اكثر دقة في المستقبل القريب لتؤكد بان ما سعى اليه هؤلاء المجاهدون هو بداية لمشروع جهادي يكون تعبيراً عن نهاية وقف اطلاق النار سعت تل أبيب جاهدة ابقاءه حياً على طول حدود فلسطين المحتلة مع سوريا.

– ان بدء عمليات هذه المقاومة رسالة واضحة الى من يهمه الامر بان المقاومة الشعبية على طول الحدود الشمالية مع فلسطين المحتلة قد ولدت وان ربط هذه الجبهة مع  الجنوب اللبناني سيتحول الى كابوس يقض مضاجع الکیان الإسرائیلي ومن يدور في فلكه في المنطقة.

– المصادر الصحفية اكدت ان ثلاثة من الشباب الذين استشهدوا هم من الدروز وهذا الاعتراف بحد ذاته ياتي ليؤكد مرة اخرى ان الطوائف المختلفة من الشعب السوري يؤيدون محور المقاومة ويمكن لم شمل الشعب السوري داخل اطاره، وان مخاوف الكيان الإسرائیلي من اندلاع مقاومة كبيرة ومؤثرة كما نراها في جنوب لبنان هي في محلها وانهم سيرون مفاجآت اكثر في المستقبل القريب.

– جاءت العملية بعد ايام قليلة من القصف الجوي الإسرائیلي على رتل عسكري للجيش السوري وحزب الله داخل الاراضي السورية، لتؤكد للجميع أن خيارات محور المقاومة مفتوحة على كل الجبهات في الرد على العدوان وانها وحدة متكاملة في النضال ضد العدو الصهيوني.

وتكون تاكيدا لما قاله الرئيس السوري بشار الاسد في نهاية ٢٠١٣ وصرح به الامين العالم لحزب الله السيد حسن نصر الله قبل اشهر وفي حفل تأبين الشهيد جهاد عماد مغنية وباقي القادة الشهداء في القنيطره بشكل واضح، مؤكدين لقادة الكيان الإسرائیلي اذا اردتم الحرب فلتكن كما تشاؤون. وجاء ليؤكد ان ما يقال على لسان قادة المقاومة ليس كلاما في الهواء وان محور المقاومة هو محور متكامل لديه کامل القوة في ان يضرب الكيان الإسرائیلي في أي مكان يريد وفي أي وقت يشاء.

وبغض النظر عن انها تكون عملية نفذت من قبل عدد من الشباب او عملية فردية لمجموعة ارادت ان تعلن رفضها للاحتلال فيجب ان توضع هذه العملية في اطار البرنامج الشامل والمتكامل للمقاومة الذي يسعى الى دحر الاحتلال الإسرائیلي من الاراضي المحتلة.

فعلى كل حال ان هذه العملية تعتبر خطوة في الطريق الصحيح لانها اذا نجحت في تحقيق انتصارها الاول فستغير الكثير من المعادلات ليس فقط في فلسطين وسوريا بل في الشرق الاوسط باكمله.

وهذا ما اكده السيد ابراهيم الامين رئيس تحرير جريدة الاخبار ايضا عندما اشار إلی أنه “حتى ولو خرج من يقول ان هذه المحاولات كانت عملا فرديا ناجما عن حماسة او خلافة فان ما حصل يمثل الاشارة الاقوى الى ما يهم المقاومة والى من يرعب العدو”.

رعب إسرائیلي تجسد في تجييش وتحشيد المنظمات الارهابية لخلق فوضى في هذه المنطقة واعطاء الذرائع للجيش الإسرائیلي في اعلان حالة الطوارئ في هذه المنطقة وضربها.

وهذا ما شهدناه خلال الايام الماضية من اعطاء الضوء الاخضر لاندلاع معارك بين جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وحلفائها من جهة وجهاديين قريبين من تنظيم داعش الإرهابي من جهة اخرى في هضبة الجولان على مقربة من المواقع الاسرائيلية في الشطر المحتل منها، وهي سابقة لم نشهدها خلال السنوات الاربع الماضية من الازمة السورية ناهيك عن اعتبار القذائف التي تطلق من قبل هذه المنظمات الارهابية وتقع في الجولان بانها نيران صديقة لا يلزم الرد الإسرائیلي عليها.

ان شهداء القنيطرة مهدو الطريق لبدء انتفاضة الجولان وقد سار في دربهم شهداء مجدل شمس وكان اول انتصار لهم هو التحركات الشعبية في الجولان المتحل الذي اجبر الكيان الإسرائیلي على تسليم جثامينهم والتعاطف الذي نالوه من المواطنين واقامة مجالس العزاء لهم في انحاء مختلفة منها.

وبعكس ما نراه من سكوت وخنوع في الاوساط الاعلامية العربية عن اسباب هذه العملية الجريئة فان الصحافة الإسرائیلية مازالت مشغولة في الاجابة على جملة من الاسئلة حول مستقبل الاحتلال في الجولان وانعكاسات انتفاضة محتملة في هذه المنطقة على الكيان الإسرائیلي.

ويقوم هذا الكيان اليوم بكل ما يستطيع من محاولات ضد الشعب الفلسطيني للحيلولة دون انتفاضة في الضفة الغربية، فهل يجب ان ننتظر انفجارها في وجهه بالجولان المحتل؟

اليوم جميع المحللين باختلاف انتماءاتهم يتكلمون عن ساعة الصفر التي سيعلنها محور المقاومة في الجولان. فهل تم تداول هذه القضية ايضا في لقاء وزير الدفاع السوري مع نظيره الايراني في طهران؟ لننتظر ونرى.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق