التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

بوکوحرام والقاعدة وداعش، یجمعهم الهدف الإرهابی والمخطط الأمریکی 

 إن انتشار الإرهاب في العالم لم يكن صدفةً، أو دون تخطيطٍ مسبق. فلو سلمنا لمقولة أن الأمور بدأت تخرج من أيدي الجميع، الى أننا لا نستطيع تقييم النتائج من دون الحديث عن الأسباب. فأمريكا واستخباراتها الى جانب جهاز الموساد وباقي أجهزة الإستخبارات الغربية والعربية، كان لها الدور الأساس في بناء أرضية مشروع الإرهاب الذي كانت بدايته مع تنظيم القاعدة. لكن المشروع وبحسب مخططيه كان يحتاج لأكثر من وجهٍ يظهر من خلاله، وإن كان الهدف واحداً. فكان تأسيس بوكو حرام الإرهابية، ثم جاءت جبهة النصرة التي خفَّ زخمها مع صعود تنظيم داعش. وهنا يأتي الحديث عما يجمع بوكوحرام بالقاعدة وتنظيم داعش الإرهابي. والحقيقة أن الهدف المشترك لهم ليس فقط هو ما يجمعهم. بل إن المخطط الواحد لهذه الحركات الإرهابية، هو أيضاً ما يجمعهم. وبالتالي، فإن أمريكا التي صنعت الإرهاب، وتموله هي التي تقف وراء هذه المجموعات وترعاها. فكيف يمكن وبالدليل، إثبات مسؤولية الطرف الأمريكي في صناعة الإرهاب، وتقسيمه لمجموعاتٍ مختلفة المكان والزمان، بحسب المصلحة الأمريكية؟

في مقال نشرته FOX NEWS بتاريخ ٢٤ اذار ٢٠١٥ بالإنكليزية وكتبه فريان خان، وهو مدير تحرير مجمع البحوث حول الإرهاب في ولاية فلوريدا، والذي يقدم دراسات حول الإرهاب الدولي، تحت عنوان: المجموعات الإرهابية القاتلة، داعش، القاعدة وبوكو حرام يتدربون معاً في مخيمات مشتركة في صحراء موريتانيا، تحدث فيه عن حقائق تؤكد أن المدير والمخطط لهذه الحركات واحد وهو الأمريكي. ويمكن مراجعة المصدر باللغة الإنكليزية في موقع www.foxnews.com لكننا سنشير لما يمكن استخلاصه من هذه المقالة:

يشير الكاتب في مقالته الى معلومات دقيقة من مصدرٍ له في موريتانيا، يؤكد فيه أن أكثر ثلاث تنظيمات إرهابية سيئة السمعة في العالم، وهي القاعدة وبوكوحرام وداعش، يعملون بشكل جماعي في مخيمات تديرها القاعدة في صحراء موريتانيا. حيث أن العشرات من المجندين من أمریكا وكندا وأوروبا، يتم تلقينهم ما يوصف بالجهاد العنيف وتدريبهم لهجمات. والهدف من ذلك بناء قوةٍ تتماشي مع ما يدعيه أصحاب الفكر المتطرف والتكفيري من بناء الخلافة المزعومة وتمددها. وهنا نشير الى ما ذكره الكاتب:

إن التنظيمات الإرهابية الثلاثة، داعش، بوكو حرام والقاعدة، لديها روابط في مخيمين في الأراضي النائية في موريتانيا، البلد الشاسع في شمال افريقيا، حسب فريان خان. فالجمهورية الإسلامية ذات الكثافة السكانية المنخفضة، استطاعت الصمود في وجه مظاهرات ما عرف بالربيع العربي وبقيت ثابتة، لكنها تتقاسم الحدود مع بلد مضطرب، هو مالي وليست بعيدة من نيجيريا معقل بوكو حرام.

ثم يتحدث الكاتب عن معلومات تفيد بأن ٨٠ متدرباً على الأقل، تم تجنيدهم من أمريكا وكندا، وبعض أجزاء أوروبا، بما في ذلك فرنسا، وتم التعرف على أنهم يتدربون في هذه المخيمات حسب المصدر الذي اعتمد عليه الكاتب والذي زار المخيم وحصل على وثائق. ثم يشير الكاتب الى أن كل سكان موريتانيا الذين يقدر تعدادهم بثلاثة ملايين، يتركزون بمحاذات الساحل، حول العاصمة نواكشوط، بينما بقية البلد هي صحراء قاحلة وقليلة السكان وهذه المعسكرات بعيدة عن المناطق المأهولة. ويشير خان الى أن “هذه ليست وجهة للسفر.. السبب الوحيد للذهاب الى هناك من بلد غربي هو التدرب على الإرهاب.”

بعدها يثبت الكاتب كيف يتم التعاطي مع هذه التنظيمات ورعايتها من خلال حديثه عن اطلاق سراح خمسة إرهابيين بارزين من بيهم الرجل الثالث في تنظيم أسامة بن لادن، وهو الأمر الذي شجع قيادة المعسكر. فكلهم كانوا يقبعون في السجن المركزي بالعاصمة نواكشوط وتم إطلاق سراحهم بعد أحداث الشغب التي وقعت يوم ٢٤ من شهر كانون الثاني حيث أخذ السجناء رهينتين من حرس السجن وهددوا بإعدامهم وبعض أفراد أسرهم. يقول خان: “تم حل القضية.. ثم تم إطلاق سراح المعتقلين في ٢٣ من شهر شباط وهم أحرار لمواصلة أنشطتهم الجهادية”.

ثم يشير الكاتب خان الى أسماء وأرقام لإرهابيين خطرين ما يزالون في السجن، وسيشكل إطلاق سراحهم، دعماً إضافياً للإرهابيين في المعسكر بحيث سيتمكنون من التنقل بسهولة أكثر. ومن بين أكثر الارهابيين البارزين في السجن: ولد أحمدناه، الذي شارك في محاولة اختطاف فاشلة لدبلوماسي ألماني سنة ٢٠٠٧ والذي تمكن من اختطاف مواطنين إيطاليين، سيرجيو سيكالا وزوجته أفيلومني كابورى في العام ٢٠٠٩، سيدي ولد سيدن، الذي عوقب لمشاركته في هجوم قتل أربعة سياح فرنسيين قرب ألاك في ديسمبر ٢٠٠٧. ماكسيم هوشار من فرنسا تم التعرف عليه في العام ٢٠١٤ على أنه السياف الذي قطع رؤوس ١٨ أسيراً من سوريا الى جانب عامل الإغاثة الأمريكي بيتر كاسينغ، قد سافر مرتين الى موريتانيا.

بعدها يتحدث خان عن العلاقات القوية التي تربط موريتانيا وبوكوحرام وذلك بتفاعلها مع القاعدة في مجال التدريب وخطوط الإمداد، كما التمويل والسلاح. بالإضافة الى مراكز الاكتتاب وشبكات الجريمة المنظمة في موريتانيا التي تسهل تمدد تنظيم داعش الإرهابي في شمال ووسط أفريقيا كما يقول خان. ويقول إنه بالإضافة الى معسكري القاعدة الأساسيين للتدريب، هناك ٧٠٠٠ مسجد و ١٠٠٠ محضرة تخلق فرصاً لاستخدام هذه المؤسسات الدينية كمراكز للتدريب والدعاية، على حد تعبير خان.

وينتهي مؤكداً أنه وبناءً علی الأسباب التي تقدمت، كان هناك الكثير من الحوادث المرتبطة بالإرهاب شنها جهاديون في العام ٢٠٠٥. بما في ذلك اغتيال القاعدة لأربعة سياح فرنسيين في ألاك، هجمات على السفارة الاسرائيلية والفرنسية، مواجهات بين القوات الأمنية الموريتانية وعناصر من القاعدة في تفرغ زينه، قطع رؤوس ١٢ جندي موريتاني، قتل المواطن الأمريكي كريستوف ايرفن ليكت، اختطاف ثلاثة مواطنين اسبان، اختطاف مواطن ايطالي وزوجته وبعض الهجمات الأخرى التي تم اجهاضها ضد بعض السفارات.

لا شك أن المعلومات التي يكشفها الكاتب تدل وبشكل مباشر على أمرين أساسيين: الأول أن الارتباط بين هذه الجماعات الإرهابية أمر راسخ وقديم، والثاني هو أن أمريكا هي التي تدير هذه الجماعات وتمولها. وهنا يأتي السؤال الأبرز: ماذا تخبئ لنا الأيام المقبلة من مفاجآتٍ قد تحملها، على صعيد الإرهاب الدولي، والذي يظهر انه متغلغلٌ في بلادنا؟ والى أي مدى تشارك أنظمتنا العربية بهذه المؤامرة والتي تدفع ثمنها شعوب المنطقة؟

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق