المنظمات الانسانیة تحذر من تفاقم الاوضاع فی الیمن جراء تواصل العدوان السعودی
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن “يوهانس فان در كلاو” إن الخدمات التي تعمل في مجال الصحة والمياه والغذاء في اليمن توقفت بسبب عدم وصول الوقود”. وأضاف أن نفاذ الوقود يؤدي إلى تعطيل المستشفيات وسيارات الإسعاف وضخ المياه في شبكة التوزيع ويعرض الاتصالات لخطر الانقطاع، مؤكداً أن كل شيء سيتوقف إذا لم يتم التزود بالوقود والغذاء خلال الأيام المقبلة.
وأشار المسؤول الدولي إلى أن الحصار المفروض على اليمن يترك عواقب غير محمودة على وصول المساعدات الإنسانية، معرباً عن الأمل في التوصل إلى هدنة إنسانية، متوقعاً في الوقت نفسه أوضاعاً إنسانية أسوأ بكثير من تلك الحالة إذا لم يحدث أي شيء على هذا الصعيد.
من جهته لفت المتحدث باسم منظمة اليونيسف محمد الأسعدي الى ان الوضع الإنساني في اليمن صعب للغاية ويتجه نحو الكارثة، موضحاً ان لا كهرباء ولا ماء ولا وقود ما ادى الى تراجع عدد المخابز العاملة في معظم المدن. واشار الى ان الكثير من العائلات محاصرة في بيوتها جراء تواصل العدوان.
في غضون ذلك أوضحت مصادر خبرية أن عدداً كبيراً من المدن اليمنية يعاني من انقطاع تام للتيار الكهربائي منذ أكثر من ٢٠ يوماً، فيما اكدت تقارير أن معظم ضحايا العدوان السعودي – الامريكي هم من الأطفال والنساء.
في هذه الاثناء اكدت مصادر يمنية سقوط اكثر من ٢٠ شهيداً و٥٠ جريحاً جراء العدوان الذي استهدف حي الشعب في منطقة سعوان السكنية بالعاصمة صنعاء. واستهدفت غارات اخرى مطار صنعاء الدولي ومنطقة الحصبة وجبل عيبان وفج عطان ما ادى الى احداث خسائر مادية كبيرة. كما استشهد ثلاثة أشخاص وأُصيب أحد عشر آخرون بغارةٍ سعودية استهدفت مستشفى بمنطقة “السقيع” بين محافظتي تعز وعدن جنوبي البلاد.
في هذه الاثناء دعت حركة انصار الله الأمين العام للامم المتحدة للاضطلاع بدور إنساني فاعل وبنّاء ينتصر للأخلاق والقيم الإنسانية في مواجهة العدوان على اليمن. وفي رسالة بعثت بها دائرة العلاقات الخارجية لأنصار الله الى بان كي مون احاطته علما بالوضع الانساني الكارثي في البلاد، واشارت الى أن الكميات المتبقية من الوقود مهددة بالنفاد خلال ٢٤ ساعة القادمة في معظم المستشفيات المكتظة بآلاف الجرحى والمرضى.
كما اشارت الى استهداف العدوان للمناطق المدنية المكتظة بالسكان وارتكابه الجرائم البشعة ضد المنشآت الخدمية والبنى التحتية، ودعته الى رفع الحصار المفروض على البلاد دون اي مبرر.
وكان مجلس الامن الدولي فشل الجمعة، في التوافق على مشروع قرار روسي يُطالب بهدنة انسانية في اليمن. واكتفى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالحضّ على تحييد المستشفيات ومعاودة الإمدادات بالوقود تحت طائلة توقف المساعدة الإنسانية في الأيام المقبلة.
في غضون ذلك اعتبر مساعد وزارة الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان، ان أمن اليمن من أمن المنطقة وايران، مؤكداً انه من غير المقبول الصمت تجاه استمرار العدوان على هذا البلد ومواصلة الحصار لشعبه المظلوم. وقال عبد اللهيان: ان استمرار السعودية في العدوان على اليمن انما يؤدي فقط الى تقوية الكيان الصهيوني والجماعات الارهابية. واضاف: ان طهران تدعم الحوار اليمني – اليمني في المكان الذي تتفق عليه جميع الاطراف الداخلية وتعتبر اي تدخل اجنبي في شؤون هذا البلد امراً مرفوضاً.
من جانبه حمل مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين امریكا المسؤولية عن قصف اليمن والتبعات الإنسانية الناجمة عن هذا القصف، وأوضح أن هذا البلد يشهد أزمة في الأدوية والأغذية، ناهيك عن أن الحصار البحري والعملية الجوية العسكرية التي تقوم بها السعودية وحلفاؤها، يمنعان من دخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
على صعيد آخر كشف القيادي في حركة أنصار الله، علي محسن البريمي، عن أن السعودية كانت تسلح الارهابيين قبل شهور من عدوانها على اليمن، مضيفاً أن الحركة وبمساندة الجيش واللجان الثورية كشفت عن شحنات أسلحة من السعودية إلى اليمن عبر الحدود البرية.
وقال البريمي أن الحركة قبضت على عشرات من الصواريخ والدبابات وحتى الطائرات المروحية التي كانت متجهة الى الارهابيين في مدينة عدن الذين يسعون الى تفجير الاماكن العامة والبنى التحتية في المدينة.
يذكر ان الطيران السعودي يقصف بشكل هستيري ودون تمييز حتى ذخائر الاغذية في عدن، في حملة تهدف الى تجويع الشعب اليمني والانتقام منه تحت مسمى عمليات “اعادة الأمل “.
من جانب آخر أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في اول تصريح عقب تعيينه في هذا المنصب أنه جاهز للذهاب الى ايران للبحث في المسائل المختلفة ومن بينها اليمن.
وقال الجبير خلال لقاء مع معاونيه “لا يوجد حل سوى الجلوس مع ايران وفتح ابواب المفاوضات والحوارات معها لحل النزاعات بشكل مباشر، مشيراً الى دور واهمية ايران في الشرق الاوسط. واضاف: “اذا كانت امريكا واوروبا تريد المصالحة مع ايران فلا يمكن ان نكون بعيدين ونبقي هذا الخصام لانه ليس من مصلحتنا كما انه يجب التذكير ان ايران لا يوجد لديها مشاكل داخلية وان جميع حدودها مع البلدان في حالة استقرار تام”.
وقال الجبير في جانب آخر من حديثه “لاجل حفظ المصالح السعودية والحد من تدهور العلاقات يجب علينا علاج المشكلات والمسائل ونطلب من امريكا والغرب ان يكون هناك اتفاقيات جديدة مع طهران”.
ورداً على استمرار العدوان الوحشي على بلادهم خرج اليمنيون بمسيرة حاشدة في محافظة عمران منددين بهذا العدوان غير المبرر قانونياً ولا اخلاقياً. وألقيت في المسيرة كلمات من قبل محافظ المدينة والعلماء والشخصيات الاجتماعية والمنظمات المدنية اكدت جميعها على ضرورة التلاحم الشعبي وتوحيد الرأي ضد العدوان السعودي. وطالبت هذه الكلمات بوقف العدوان فوراً وإحالة منفذيه الى محكمة الجنايات الدولية، لتدخلهم في شؤون دولة ذات سيادة واستقلال كاملين.
ورغم استمرار العدوان السعودي في قتل اليمنيين وتدمير ممتلكاتهم في ظل صمت دولي مريب الا انه لم يفلح لحد الآن من تحقيق أي من اهدافه المزعومة بفضل المقاومة البطولية للشعب اليمني وقوات انصار الله والجيش.