السید حسن نصرالله: حروبنا دفاعیة والمعرکة ما زالت طویلة
أطل الأمين العام لحزب الله ليل أمس الثلاثاء عبر الشاشة مستعرضا لأبرز التطورات في المنطقة عموما والميدانية على الساحة اليمنية والسورية خصوصا، مرورا بالمشروع الأمريكي لتقسيم العراق ومحذرا من امتداد هذا المشروع الى الدول الحليفة لأمريكا ومشاريعها في المنطقة.
جميع حروبنا “محور المقاومة” في المنطقة هي حروب دفاعية من لبنان الى سوريا فالعراق واليمن، جملة استهل بها السيد نصرالله حديثه قبل الغوص بشرح المعطيات وتفنيدها، مستعيدا ما قاله قبل حوالي شهرين عندما تحدث عن تحضيرات الجماعات المسلحة لما بعد ذوبان الثلج مشيرا الى أن الحزب لن يصدر بياناً رسمياً يعلن فيه بدء معركة القلمون، إلّا أن “العملية عندما تبدأ ستتكلم عن نفسها وستفرض نفسها على الإعلام”.
كما أكد سماحته على هزيمة السعودية في اليمن متحديا الأوساط السعودية من الحديث عن انجاز واحد فقط من خلال عدوانها علی الیمن، كما لم يغفل نصرالله عن التحذير من مشروع أمريكا في المنطقة، الهادف الى تقسيم العراق أولا ثم تقسيم بلاد أخرى وصولا لتقسيم الدول المتحالفة معها كالسعودية وغيرها.
هزيمة السعودية في اليمن والتضليل الاعلامي:
تحدث السيد نصرالله عن الوضع اليمني منذ بدء العدوان السعودي-الأمريكي، مشيراً إلى أنه “قبل ٤٠ يوماً أعلنت السعودية الحرب على اليمن، وبعد ٢٦ يوماً أعلنت انتهاء عملية عاصفة الحزم وانتقلت إلى عملية إعادة الأمل، ومنذ ذلك الوقت العدوان لا يزال مستمراً” ورأى «أننا مجدداً أمام عملية خداع كبيرة، والادعاء السعودي بتحقيق كامل أهدافه أكبر خداع وتضليل»، قائلاً: “أشيروا لي إلى هدف واحد تحقق منذ بداية العدوان”.
وسأل السيد نصرالله: “هل أعادت السعودية الشرعية المدعّاة إلى اليمن؟ هل تمكنت من منع تمدد الجيش اليمني واللجان الشعبية إلى حيث يريدون التمدد؟ هل صادرت سلاح أنصار الله كما ادّعت؟”. مؤكدا بأنه “لم يتحقق شيء على الإطلاق، ونحن أمام فشل سعودي واضح وصريح وانتصار يمني صريح وواضح». وأضاف أنهم «وضعوا أهدافاً كبيرة تحتاج إلى حرب طويلة، وما زالوا يبحثون عن جيوش يستأجرونها، فانتقلوا إلى وضع أهداف تبدو متواضعة وقابلة للتطبيق.”
وانتقد نصرالله السعودية، مؤكداً أن “هدفها السيطرة على اليمن وإعادته إلى الهيمنة الأمریكية والسعودية”، لافتاً إلى أن “التحالف العربي نزل عن نصف الشجرة إلى كعبها، واضعاً أهدافاً يستطيع أن يقول إنها تتحقق، وهو يستخدم أسلحة محرمة دولياً”. ورأى أن ما قامت به السعودية حتى الآن هو “تعقيد العملية السياسية وإبعاد الحوار السياسي، وانعقاد المؤتمر في العاصمة السعودية الرياض يعني تعطيل الحوار، وهذا عكس الأهداف التي ادّعت تحقيقها”. وأكد أن “هناك إرادة يمنية قاطعة وحاسمة بعدم الخضوع وعدم الاستسلام وعدم التراجع»، وأن «هناك مسؤولية على العالم والدول والشعوب، ومنها شعوب منطقتنا، لمواجهة ما يقوم به هذا العدوان على المستوى الإنساني”، وأن “على دول العالم أن تعمل على إيصال المساعدات من خلال خرق الحصار بأي ثمن وبأي شكل”.
المشروع الأمريكي لتقسيم العراق والمنطقة:
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أكّد في كلمته ان مشروع أمريكا هو تقسيم دول المنطقة على أسس طائفية وعرقية، معتبرا ان الامريكي يكشف مشروعه عبر القانون الذي يعمل عليه الكونغرس، والذي يهدف الى “تسليح الأكرد والعشائر السنية”، واعتبر السيد نصرالله انه لا حجة لأمريكا باعطاء سلاح لمرجعية عراقية بشكل مباشر دون أخرى.
وقال انه بات من الواضح ان هناك محاولة أمريكية لتعجيز الحكومة العراقية والجيش العراقي عن مواجهة “داعش”.
وحول السعي الامريكي لضرب الجيش العراقي، قال السيد نصرالله انه “لا يجب السكوت عن المشروع الاميركي الذي تطال تداعياته كل دول المنطقة وفي مقدمتها السعودية”، واعتبر ان “مشروع التقسيم الاميركي يدخل المنطقة في حروب أهلية قد تستمر مئات السنين”، كما شدد على ان “المشروع الاميركي لا يقتصر على العراق ونحذر من أن هذه الخطوة تؤسس لمرحلة خطيرة جدا”، مؤكدا على وجوب التصدي للمشروع التقسيمي الامریكي ووأده في مهده.
ورأى نصرالله أن “أجيالنا لا يجوز أن تسكت عن هذا الأمر، فهذه المنطقة مصيرها واحد وتاريخها واحد، ولا يجوز أن نرتكب الخطأ نفسه الذي ارتكبته الأجيال التي استسلمت وسلمت فلسطين إلى إسرائيل”.
نصرالله للشعب السوري ردا على الحرب النفسية: نحن معكم وحيث يجب أن نكون سوف نكون
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تحدث في الشأن السوري أیضاً، وقال انه “في الآونة الأخيرة وبعد سقوط جسر الشغور شهد العالم موجة من الشائعات والضخ الاعلامي التي تهدف لاحداث حرب نفسية”، مؤكدا ان العالم اليوم “أمام حرب نفسية تريد ان تنال من ارادة السوريين ومن عزيمتهم وصمودهم وتريد ان تحقق ما لم تستطع تحقيقه عسكريا.”
وأوضح أن “ما نحن أمامه الآن هو حرب نفسية تريد أن تنال من إرادة السوريين ومن عزيمتهم وصمودهم، وتريد من خلال الحرب النفسية أن تحقق ما لم تستطع تحقيقه عسكرياً، فيجب ألا يصغي أحد إلى هذه الأكاذيب، وهذه الحرب النفسية ليست بجديدة، بل بدأت منذ بدء الأزمة السورية”.
وجزم نصرالله بأن «ما يقال عن الموقف الإيراني غير صحيح»، مستشهداً بكلام “المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي، الذي قال إن إيران تفاوض على النووي فقط ولا شيء على حساب حلفائها، وهذا ما يؤكد أن إيران لم تتخلّ عن سوريا”، وكذلك الأمر بالنسبة إلى روسيا، التي «تؤكّد كل المؤشرات وقوفها إلى جانب سوريا». وأوضح أن “ما يحلّ أحياناً في الميدان يجب أن نبحث عن أسبابه الميدانية لا عن أسبابه الدولية”، متسائلاً: “كيف ينهار الجيش السوري وهو يحقق إنجازات وانتصارات يومية؟ وفي أي حرب هناك جولات، من يربح الجولة لا يعني أنه ربح الحرب ومن خسر جولة لا يعني أنه خسر الحرب، والجيش السوري وحلفاؤه ربحوا جولات عديدة في السنوات الأربع الماضية”.
وتوجه نصرالله إلى الشعب السوري بالقول: “كنا وسنبقى معكم وحيثما يجب أن نكون سنكون، وفي الأيام الأخيرة ذهبنا إلى أماكن لم نذهب إليها سابقاً، ونحن دخلنا إلى سوريا بناءً على تشخيص واضح هو أن الدفاع عن سوريا يعني الدفاع عن لبنان وفلسطين وكل المنطقة”.
يذكر أنه و قبل ساعات من اطلالة السيد نصرالله حاولت المجموعات الارهابية شن هجوم مباغت على مواقع مجاهدي المقاومة في القلمون الا أن وحدات خاصة تصدت لها وكبدتها خسائر فادحة حيث تحدثت مصادر مختلفة عن مقتل ١٦ مسلحا وجرح ٣٠ آخرين، كما تم تدمير ٦ آليات عسكرية بصواريخ موجهة كما أظهرت فيديوهات عرضتها وسائل الاعلام وتناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق