آخر المستجدات علی الساحة العراقیة
لا تزال المعارك الدائرة بين قوات الجيش العراقي مدعومة بالحشد الشعبي من جهة والجماعات المسلحة من جهة أخرى تشهد تقدما ملحوظا لصالح الشعب العراقي, ومزيدا من الإنتصارات, وعودة للأهالي إلى مدنهم وبيوتهم, خاصة في مدينة الأنبار من محافظة الأنبار والتي شهدت في الآونة الأخيرة تهجيرا قسريا من قبل الجماعات المسلحة, بعد أن كانت جماعات داعش قد سيطرت على المدينة, وإفساحا في المجال أمام القوات العراقية لإحكم الطوق على الجماعات الإرهابية, فيما أعداد المتطوعين يشهد ازدیاداً مستمرا ومتسارعا من أبناء الشعب العراقي الذين يعلنون عن استعدادهم للانضمام إلى قوات الجيش للدفاع عن الوطن وسيادته.
عودة النازحين:
في هذا الإطار, اكدت مصادر مطلعة ان محافظ الانبار اعلن عن عودة الآلاف من العائلات الأنبارية التي خرجت ونزحت جراء الحوادث الأمنية الأخيرة حيث اضاف الراوي في بيان له أن هناك صعوبة كبيرة في عملية إيصال المساعدات الإنسانية، نتيجة تقطع الطرق، لكننا نعمل جاهدين من أجل وصول الدعم اللازم للمدنيين.
سیاسیاً:
دعت المرجعية الدينية العليا، الجمعة، المسؤولين الى تحري الدقة في اختيار القيادات الأمنية، وفيما حذرت من تكرار ما حدث في محافظة نينوى، دعت الى الاعتماد على النفس في توفير ما تحتاجه المعركة. وقال ممثل المرجعية في كربلاء السيد أحمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني بمدينة كربلاء إن على المسؤولين تحري الدقة في اختيار العناصر القيادية لاشغال المواقع المهمة التي تتمتع بالحس الوطني والكفاءة العالية وان يؤمن بأن المعركة الحالية هي معركة للدفاع عن هذا البلد من شرور الإرهابيين، مشيراً إلى أن “المسؤول وفي اي موقع لابد ان يؤمن ايمانا حقيقيا باحقية معركته حتى يقاتل بشجاعة وبسالة.
كما حث ممثل المرجعية على الاستعانة بالكوادر الزراعية لانتشال العراق من الفقر الزراعي وتوفير الأمن الغذائي للبلاد، مشيراً إلى أن “العراق يتمتع بكل العوامل المتاحة لأن يكون من الدول الزراعية المتقدمة.”
في سیاق متصل بحث الرئيس العراقي فؤاد معصوم، مع وفد أممي، السبل الكفيلة لتفعيل دور الأمم المتحدة في حشد التأييد الدولي لإقامة مؤتمر يختص بشؤون النازحين والمتضررين من خطر الإرهاب في العراق، والذي من المؤمل عقده في الفترة القريبة المقبلة. وحث معصوم الأمم المتحدة على إعادة مكاتب وكالاتها المتخصصة للعمل انطلاقا من بغداد، مشيرا إلى أن دور المنظمة الدولية ضروري لهذه المرحلة لدعم الشعب العراقي في حربه ضد الإرهاب ومن أجل مساعدة اللاجئين وعودتهم إلى ديارهم بعد توفير المستلزمات الضرورية لحياتهم الطبيعية فيها.
شعبيا:
على صعید آخر, تحدث نائب عن محافظة الموصل طالب عبد الكريم المعماري أن تشكيل المعسكرات التي تستقبل المتطوعين لتحرير المدينة بدأ منذ اغسطس حيث اضاف قائلا في تصريح متلفز إن المعسكر الأول للمتطوعين في منطقة دوبران استقبل حوالي ٣٤٧٥ متطوعاً في المرة الأولى ليلتحق بها في وقت لاحق اكثر من ١٧٠٠ مقاتل ويعقبهم ٦٠٠ متطوع. وحسب مصادر اخرى فان عناصر التنظيم بدأت بوضع كتل اسمنتية حول محيط مدينة الموصل وواصلت حفر خندق أمني تمهيداً لمواجهة عملية عسكرية محتملة.
صلاح الدين:
وقد افادت مصادر امنية من محافظة صلاح الدين ان انتحاريا كان يقود سيارة مفخخة استهدف بها قوة أمنية في محيط بيجي مما أسفر عن مقتل ضابط وجرح سبعة جنود فيما افادت المصادر نجاة قائد عمليات صلاح الدين من تفجير السيارة المفخخة.
وعلى صعيد آخر أعلنت القوات العراقية أن طائراتها ضربت تجمعات لداعش شمال شرق تكريت، كما قصفت بالمدفعية مواقع للتنظيم في الأنبار، فيما أكدت واشنطن أنها ستتعاون مع بغداد لوقف الهجمات على مصفاة بيجي. وأحبطت هجمات في بيجي، فيما لا تزال المواجهات على الطرق المؤدية للمصفاة مستمرة، ووصل الدعم العسكري من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي إلى تل جراد والبو جواري والمزرعة.
وتجري المواجهات الأعنف في مساحة كيلومترين بين منطقة المزرعة ومصفاة بيجي فضلا عن معارك أخرى على أطراف طريق الصينية. وأكدت مصادر عسكرية أن مباني المصفاة لا تزال تحت سيطرة القوات الأمنية، أما مخازنها على الأطراف، فتعرضت لعمليات تخريبية من قبل عناصر داعش، ولا تزال المواجهات شبه يومية هناك.
كردستان:
في محافظة كردستان, اكدت مصادر بان القوات الأمنية في مديرية مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس المحافطة اعلنت أنها استطاعت القبض على الإرهابي رعد الخزرجي الملقب بعبد المجيد وهو المسؤول عن التفجيرات الأخيرة في كركوك وأربيل حيث كان الخبير في الشؤون الأمنية الكردية حاجي كركوكي قد قال سابقا إن للجماعات المتشددة المندرجة تحت اسم تنظيم داعش اليد العليا في تفجيرات السليمانية واربيل.
وكان تنظيم داعش نشر اليوم على تويتر صوراً لعملية إعدام ١٠ أشخاص بالرصاص في العراق والحديث هذه المرة أنه استبدل اللون البرتقالي الذي اعتاد أن يجبر ضحاياه على ارتدائه باللون الأزرق حيث ان الصور نشرت على حساب ولاية شمال بغداد.
وكانت القوات العراقية سيطرت في ٢٠ ديسمبر ٢٠١٤ على الحدود بين العراق وسوريا في المحور الواقع بين ناحية ربيعة وقضاء سنجار بعد معارك عنيفة مع تنظيم داعش الذي كان مسيطرًا على المنطقة منذ أغسطس الماضي وعلى مساحات واسعة من سهل نينوي بعد معارك ضارية مع القوات العراقیة وأجبرها تنظيم داعش على الانسحاب من المنطقة، وأدت سيطرة التنظيم على تلك المناطق التي تسكنها أقليات دينية من المسيحيين والأيزيديين والشبك والكاكائية إلى نزوح عشرات الآلاف منهم، وحدوث كارثة إنسانية كبيرة من جراء محاصرة آلاف من الأيزيديين في جبال سنجار، حيث توفي المئات من النساء والأطفال وكبار السن بسبب الجوع والعطش وحرارة الجو آنذاك.
الکرمة:
وفي الكرمة غرب العاصمة بغداد تستمر عمليات القصف على معاقل التنظيم. وبعد مضي ٣ أسابيع على المعارك تقترب القوات الأمنية من مركز الناحية، إلا أن العبوات الناسفة والمباني الملغمة لا تزال حجر عثرة أمام التقدم السريع. ومن جهة أخرى دكت مدافع القوات الأمنية تجمعات داعش في منطقة البو ريشة في محافظة الأنبار غرب العراق، وسط أنباء عن إلحاق خسائر كبيرة بالعدد والعدة في صفوف التنظيم. ونفذت القوات الأمنية إنزالا جويا في ناظم الثرثار لإسناد القطعات هناك، بينما وجه طيران الجيش ضربات استهدفت معاقل وتجمعات التنظيم في قواطع العمليات المختلفة.
الموصل:
فیما تندلع مواجهات عنيفة بين قوات «البيشمركة» الكردية وتنظيم داعش غرب الموصل, وانباء عن سقوط عشرات القتلي في صفوف داعش, اشتبكت قوات «البيشمركة» الكردية في محور سنون بقضاء سنجار غرب الموصل بمحافظة نينوي، مع مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي، الأمر الذي أسفر عن مقتل ١٧ من مسلحي التنظيم، كما قتل خمسة آخرون خلال محاولتهم زرع عبوة ناسفة في إحدی قرى قضاء مخمور شمال غربي العراق. وقالت مصادر كردية إن البيشمركة دمرت خلال العملية أربع سيارات للإرهابيين وقتلت من فيها، ولم تشر المصادر إلى وقوع إصابات أو خسائر في صفوف البيشمركة.
وأشارت إلى أن الإرهابيين الخمسة قتلوا خلال قيامهم بزرع العبوات الناسفة في قرية الخالدية غرب قضاء مخمور، لافتة إلى أن المناطق القريبة من الجبهات التي تتواجد بها قوات البيشمركة تشهد عمليات زرع عبوات ناسفة مفخخة بهدف عرقلة تقدمها باتجاه المواقع التي يسيطر عليها مسلحو التنظيم لاسيما الطرق الرئيسية.
هذه المساعي التي تبذلها كل الأطراف ترخي بظلالها على الساحة العراقية في جو من التفاؤل والأمل, في عودة العراق إلى حالة من الأمن والأستقرار.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق