كفة الميزان تميل مجدداً لصالح الجيش السوري ومعركة القلمون تعنون لمرحلة جديدة
بعد التقدم الميداني للجماعات المسلحة في كل من الجنوب السوري وإدلب وجسر الشغور، واطلاق عاصفة من الشائعات من قبل وسائل اعلام الدول الراعية للجماعات الارهابية المسلحة حول تقهقر الجيش السوري وتخلي حلفاء سوريا عنها واقتراب “عاصفة حزم سورية”، بدأ الجيش السوري يستعيد زمام المبادرة من جديد، لتميل كفة الميزان مجددا لصالح الجيش السوري والقوات المساندة له، وذلك بعد الظهور العلني للرئيس السوري بشار الأسد في زيارة لمدارس أبناء الشهداء في دمشق، والذي تحدث فيه عن أن التراجع في معركة لا يعني خسارة الحرب.
الظهور العلني للرئيس بشار الأسد جاء بعد يوم من ظهور مماثل للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، تضمن رسائل تطمين إلى الداخل السوري حيث أكد على أن المقاومة وحليفيها الايراني والروسي لم ولن يتخلوا عن سوريا بل كانوا وسيبقون متمسكين بخيارهم السوري، كما أكد على جهوزية المقاومة لمعركة القلمون المرتقبة، الأمر الذي عنون لمرحلة جديدة في سوريا على المستوى الميداني.
لم تتأخر رسائل الرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصرالله، لتبدأ بعدها سلسلة من الانتصارات حققها الجيش السوري والمقاومة الاسلامية ضد الجماعات الارهابية المسلحة على جبهات السويداء ودرعا والقلمون وجسر الشغور وريف اللاذقية.
ففي جبهة القلمون، استمر تقدّم مقاتلي حزب الله والجيش السوري في جرود جبال القلمون بين لبنان وسوريا لليوم الثالث على التوالي، في اشتباكات “موضعية” مع مسلحي المعارضة السورية، ولا سيّما إرهابيي “تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة”.
وبعد التقدّم الكبير أول من أمس في جرود بلدة عسال الورد السورية ووصلها بجرود بريتال اللبنانية، وتشكيل طوق على المسلحين يقطع طريقهم جنوباً في الجبال ومن الجنوب الشرقي باتجاه الزبداني، تابعت القوات المهاجمة طرد المسلحين من جرود الجبة، وسيطرت على عدة بقعٍ في الجبال، بينها “صير عز الدين” و”وادي الديب” و”شميس عين الورد” و”قرنة جور العنب”. ومن المتوقّع أن يستمر التقدّم اليوم وبسط كامل السيطرة على جرود الجبة، وسط حالة من الانهيار في صفوف المسلحين، الذين فرّوا في اتجاه جرود بلدة فليطا التي لا تزال طرقاتها مفتوحة باتجاه جرود عرسال اللبنانية. وبحسب المعلومات، فإن التقدّم الذي يحرزه الجيش السوري وحزب الله يذكي الخلافات بين الفصائل المسلحة، ويدفعها إلى تبادل تهم التخوين، في ظلّ سعي بعضها إلى إبرام تسوية مع الحكومة السورية لتسوية أوضاع المسلحين.
وترجّح مصادر متابعة أن تكون “المعركة في طلعة موسى، حيث يتحصّن المسلّحون ويقيمون السواتر والدشم، مع وجود خطوط إمداد مفتوحة باتجاه جرود عرسال”.
وفي محيط إدلب، بدأ العد العكسي لاستعادة جسر الشغور، وذلك في ظل الاستعدادات التي بدأها الجيش السوري وقوات حزب الله، وسط انباء عن قيام حزب الله بنقل قوة مقاتلة مع عشرات الاختصاصيين في الأسلحة الخاصة، وخصوصاً الصواريخ، إلى مناطق على تخوم إدلب وجسر الشغور، وعن وصول شحنة صواريخ روسية يحتاجها الجيش في معركته هذه.
ومن ناحية أخرى أثرت سيطرة الجيش على تل الزينونة، شمالي قمة النبي يونس، إيجاباً على تحركات الحشود العسكرية شمال الغاب، بانتظار ساعة الصفر نحو مشفى جسر الشغور، بعد تحقيق انتشار الجيش السوري على جميع الجبهات.
ويوم أمس، أحرز الجيش السوري والقوى المساندة له تقدماً على جبهات جبال اللاذقية، إذ سيطرت على رويسة الملوحة وتلة الزينونة وتلة الرشوان، شمال قمة النبي يونس، في ريف اللاذقية الشرقي. وتشرف القمم التي سيطر عليها الجيش على قرية مرج شيلي (القريبة من دورين) التي أصبحت تحت السيطرة النارية المباشرة للجيش، حسب مصادر ميدانية. كما تنكشف أمام القمم التي استعاد الجيش السيطرة عليها قرية جب الأحمر، أحد أقوى مواقع تمركز المسلحين غرب سهل الغاب، والمحاذية لجبال الساحل السوري. ويأتي بدء المعارك على جبهة ريف اللاذقية بغية انتزاع تقدم صعب في الجبال الوعرة، بهدف تأمين التغطية النارية للسهل المنبسط شرقي الجبال، بدءاً من الغاب، وصولاً إلى وسط مدينة إدلب.
وفي درعا والقنيطرة، تصدى الجيش السوري لهجوم من الجماعات المسلحة على قرية خربة غزالة بريف درعا الشمالي الشرقي، ما اسفر عن مقتل كامل أفراد المجموعة التكفيرية. كما أحبطت وحدة من الجيش محاولة مجموعة إرهابية الاعتداء على نقطة عسكرية في بلدة الحراك شمال شرق درعا بنحو ٣٠ كم وقضت على معظم أفرادها ودمرت آلياتهم.
كما دمرت وحدات من الجيش السوري بناء على معلومات دقيقة رتل آليات بمن فيها من أفراد التنظيمات الإرهابية بين قرية أم العوسج ومدينة الحارة بالتزامن مع القضاء على العديد من إرهابيي جبهة النصرة المدرجة على لائحة الارهاب الدولي في تل المال بريف درعا الشمالي الغربي.
وأكد مصدر عسكري أن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة قضت على إرهابيين من تنظيم جبهة النصرة في الطيحة وكفرشمس بريف درعا”.
وفي بلدة مسحرة القريبة من الأراضي المحتلة بريف القنيطرة دمرت وحدة من الجيش آليات ومعدات كانت بحوزة إرهابيين ينتمون إلى تنظيمات مختلفة تنضوي بأجمعها تحت زعامة “جبهة النصرة”. وفي شرق قرية الرشيدة بريف السويداء الشرقي أوقعت وحدة من الجيش عددا من إرهابيي تنظيم داعش الإرهابي بين قتيل ومصاب خلال عملية نوعية نفذتها ضد تحركاتهم.
تركيا تنفي نية التدخل العسكري في سوريا وتدعم برنامج تدريب المعارضة
نفى رئيس الحكومة التركي أحمد داود أوغلو السبت ٩ مايو/ أيار أن تكون أنقرة تخطط للتدخل عسكريا في سوريا، وفق ما أوردت وسائل إعلام محلية.
وقد أعلنت وزارة الخارجية التركية مؤخرا عن بدء تدريب وتجهيز عناصر من وصفتها بـ”المعارضة السورية المعتدلة” خلال أيام، وذلك بعد إعلان الأردن البدء بتدريب عدد منهم.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية إن تدريب عناصر المعارضة السورية سيكون وفق الاتفاقية التي وقعت بين أنقرة وواشنطن فيما يخص برنامج التدريب، الذي يشمل ٥٠٠٠ من عناصر المعارضة السورية كل عام، بينهم ما بين ١٥٠٠ – ٢٠٠٠ في تركيا.
يشار إلي أن أمريكا لم تتجاوب مع مساعي سعودية قطرية تركية لإقامة منطقة عازلة في الشمال السوري، وطرحت كبديل عنه برنامجاً لتدريب وتسليح الجماعات المسلحة، حيث تضع الدول الخليجية وتركيا القضية السورية على رأس أولوياتها بعد أربع سنوات من الرهان الخاسر على اسقاط النظام السوري، وهو الهدف الذي بذلت فيه الكثير من الأموال والعتاد، وجندت لأجله عشرات الآلاف من المتطرفين الأجانب، دون أن تتمكن من تحقيقه.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق