“الرمادي” أسقطت ورقة التوت !!
مهدي منصوري
كثيرا ما كانت تتعالى الاصوات في العراق ومنذ مدة طويلة خاصة للقائمين على ادارة الحكم هناك ان بعض الشركاء في العملية السياسية هم سياسيون في النهار وارهابيون في الليل.
وقد كانت هذه التصريحات التي تنطلق من حناجر المسؤولين تواجه بعض النقد اللاذع بحيث يصل الى حد الرفض، الى ان حان الوقت للحكومة العراقية ان تضع الاصبع على الجرح وان تقوم بعملية جراحية معقدة بحيث تدفع عن الشعب العراقي المزيد من الآلام والمعاناة التي عاشها خلال السنوات العشر الماضية، وذلك باعلان الحرب على الارهاب المنظم والذي يلبس غطاء سياسيا تكشفت بعض حقائقه للشعب العراقي وبصورة شفافة بحيث ازالت الحالة الضبابية التي كانت ترى فيها القضايا والامور.
واولى هذه القضايا هو ما أفصحت عنه بثينة شعبان مستشارة الاسد عن اسماء بعض الساسة العراقيين الذين طالبوا الاسد بفتح الحدود لدخول الارهابيين والقتلة الى العراق، وقد ذكرت اسماء بعضهم وهم في الصف الاول السياسي الذين يملأون الدنيا وكل يوم صراخا وزعيقا ضد العملية السياسية ونعتها بالطائفية والظالمة وغيرها من النعوت التي هدفها الاساس هو ارسال رسائل اليأس لابناء الشعب العراقي من اجل ان يرفعوا دعمهم للحكومة العراقية، وقد كان من هؤلاء ألسياسيين ولازال يحتل مواقع متقدمة في العملية السياسية كالارهابي الهارب طارق الهاشمي وبعض الشخصيات التي اصبحت ابطال شاشة الفضائيات المأجورة والتي جندت نفسها لهذا الغرض.
وقد جاء متأخرا وبالامس والذي يعزز ماذكرته بثينة شعبان هو شريط فيديو تم نشره على مواقع الانترنت والذي يظهر فيه نائب الامين العام لقيادة قطر العراق لحزب البعث المقبور عبد الباقي السعدون الذي القى لومه الشديد على بعض السياسيين الذين وصلوا الى البرلمان او تغلغلوا في بعض المواقع العسكرية والسياسية المهمة بأموال الحزب والدعم الاقليمي، ولكنهم لم يؤدوا المهمة المناطة بهم وكما ينبغي وبذلك سقطت ورقة التوت عن عورات هؤلاء السياسيين الذين ثبت عداؤهم للشعب العراقي قبل غيره.
واليوم الجيش والشعب العراقي يخوضان حربا مقدسة ضد الإرهاب المنظم في المنطقة الغربية والتي حذرت منها وبالدرجة الاولى الحكومة العراقية وكذلك بعض الاوساط السياسية الوطنية خاصة بعد الاعتصامات التي أصبحت نعم الحاضنة للارهاب والارهابيين، وهنا نجد ان هؤلاء السياسيين الذين ذكرتهم بثية شعبان أخذوا يدينون العمليات العسكرية ويعتبرونها تعديا على مكون معين، وليست مواجهة للارهاب، وقد أخذت رحلاتهم المكوكية الى واشنطن لاستجداء الاميركان للوقوف معهم ولكن وجدوا ان الوضع هناك مختلف جدا بحيث عادوا بخفي حنين.
واضافة الى ما ذكر فان بعض الاعترافات التي اظهرتها بعض الفضائيات العراقية لبعض الضباط الكبار في حزب البعث الذين تم اعتقالهم بالجرم المشهود في الانبار، فانهم اكدوا انه تم تجنيدهم وتقديم الدعم لهم من قبل بعض الدول الاقليمية من اجل مواجهة الحكم القائم ومحاولة اسقاط العملية السياسية.
وواضح ان السعودية كان لها قصب السبق في هذا الموضوع لان من يتابع الاعلام السعودي المقروء والمسموع والمرأي والذي جند كل الطاقات لابراز الحالات السلبية للحكم القائم من اجل ان يتحقق الهدف المرسوم.
ومن الملاحظ ان الحكم العراقي ورغم حداثته الا انه اثبت انه في حالة من القوة والقدرة بحيث لم تستطع هذه المحاولات اليائسة، ان تفت في عضده بل ان استمراره وبدعم شعبي واسع قد كشف المستور الذي فضح اولئك الاقزام من السياسيين الذين لبسوا اكثر من وجه من اجل خداع الشعب العراقي واغفاله، الا انهم وقعوا في الفخ قبل ان يوقعوا فيه هذا الشعب.
ومن المهم جدا وفي نهاية المطاف ان بعض السياسيين قد طالبوا من مستشارة الرئيس الاسد تزويدهم بالادلة التي ثبت تورط هؤلاء السياسيين وغيرهم في هذا المشروع التآمري من اجل ان ينالوا جزاءهم العادل امام القضاء ليكونوا عبره لمن اعتبر. ولكي تكون الصورة واضحة للشعب العراقي وهو مقبل على الانتخابات التشريعية القادمة من ان يلفظ هؤلاء وامثالهم لكي يعيش حياة آمنة مستقرة.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق