التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

عصرُ دمار اليمن ربيعُ الروابط السعودية الاسرائيلية 

 تجتاح منطقتنا العربية سلسلة تحولات وتغيرات سياسية واسعة تشكل مفترق طرق لمستقبل المنطقة بأسرها وتحظى هذه التحولات باهتمام ومتابعة وتدخل من دول كثيرة يأتي على رأسها السعودية التي باتت عنصرا فعالا في مجريات التحولات في المنطقة مستخدمةً سلوكاً يثير الشكوك ويطرح العديد من الأسئلة حول نية السعودية والجهة التي تعمل لصالحها.

السعودية رغم تأكيداتها على استقلاليتها في الكثير من خطابات الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وبعض مسؤولي السعودية ورغم تنويههم على محورية القضية الفلسطينية والأهمية الخاصة التي يشكلها المسجد الأقصى, لم تستطع تلميع صورتها أمام الرأي العام وإبعاد شبهة التعاون مع الكيان الاسرائيلي عنها فالوقائع والأحداث كشفت حقائق عديدة حاولت السعودية مراراً التستر عليها وما خبر هبوط الطائرة السعودية في الكيان الاسرائيلي الا واحدا من هذه الأحداث.

 يشكل خبر هبوط الطائرة السعودية في مطار بن غوريون الإسرائيلي الواقع جنوب شرقي تل أبيب ضربة محكمة أظهرت دفائن العلاقات التي تجمع السعودية مع الكيان الاسرائيلي وخاصة أن الطائرة كانت خالية من الركاب حسب ما أكدته صحيفة يديعوت أحرانوت الاسرائيلية وهذا ما يثير شكوكا بتواجد وفد سعودي رفيع المستوى قدم الى الكيان الاسرائيلي للتشاور واجراء محادثات مع مسؤولين كبار حول أوضاع المنطقة ولعقد صفقات جديدة مع الكيان الاسرائيلي وهذا ما تسبب بإحراج  كبير للسعودية أمام الرأي العام العربي والاسلامي.

صحيفة يديعوت أحرانوت كانت قد أكدت أن الطائرة لم تهبط هبوطاً اضطرارياً وادعت الصحيفة أن هبوطها جاء لإجراء عمليات صيانة على الطائرة لا أكثر ولم توضح الصحيفة ما الحاجة ان تتم عمليات الصيانة في الكيان الاسرائيلي وخاصة أن الهبوط ليس اضطرارياً!

لا حاجة لأن تقوم السعودية بتبرير هذا الهبوط واظهار الحجج والبراهين فالتاريخ مليء بالشواهد التي تدل على متانة العلاقة السعودية الاسرائيلية المتنوعة حتى في مجال النقل الجوي. ففي عام ٢٠١٤ في الثالث والعشرين من أيلول بدأت رحلات تقل الحجاج والمعتمرين الفلسطينيين من مطار بن غوريون الى جدة وذلك عن طريق الخطوط الجوية الأردنية, فما هذه الوقائع الا دلالات تظهر رغبة سعودية اسرائيلية مشتركة باقامة روابط سياسية ودبلوماسية بينهما بشكل علني ليتسنى للبلدين العمل معاً بشكل أكثر تنسيقاً وبعيداً عن الضغوط.

التعاون بين السعودية والكيان الاسرائيلي لا يقتصر على النقل الجوي بل هناك مصالح حيوية وهامة لكليهما ففي الوقت الحاضر يشكل الملف اليمني نقطة ارتكاز متينة تجمع السعودية مع الكيان الاسرائيلي فالعدوان السعودي على اليمن جاء بهدف محاربة التحرر ومنع الديمقراطية من الانتشار واضعاف الدول التي تساند القضية الفلسطينية وهذه الاهداف طالما كان الكيان الاسرائيلي يطمح الى تحقيقها وهذا ما أكده بوعاز بيسموت محرر الشؤون الخارجية والسفير الاسرائيلي السابق في موريتانيا اذ اعتبر أن اليمن بات يعيش فوضى شاملة كما أن سيطرة الحوثيين على الحكم بات يثير مخاوف اسرائيل فالضربة العسكرية السعودية –حسب تعبير بيسموت- اصبحت حاجة ملحة وخاصة بعد التقصير الأمريكي في حماية اسرائيل ومصالحها.

التنسيق المشترك بين السعودية والكيان الاسرائيلي في العدوان على اليمن واضح من خلال الدعم الخفي الذي يقدمه هذا الكيان للسعودية, هذا الدعم يبدو واضحا في الاعلام الاسرائيلي الذي يحلل على مدار الساعة كافة مجريات العدوان السعودي على اليمن بأدق تفاصيله ولا تُخفي الوسائل الاعلامية الاسرائيلية ابتهاجها باصرار السعودية على تدمير اليمن واحراقه وهذا ما صرح به محللون سياسيون ومسؤولون اسرائيليون كثر وهذا ما شجع السعودية على الاستشراس في عدوانها على مدن اليمن وبنيته التحتية اذ أن الطيران السعودي استهدف منطقة البقع في محافظة صعدة بـ١٦٠ صاروخ ناهيك عن استهداف مطار صنعاء الدولي بصاروخين، وذلك لإعاقة وصول المساعدات لليمنيين حتى المساعدات الانسانية منها وهذا يشبه السلوك الاسرائيلي في حروبه الى حد كبير.

نقاط متعددة تشكل تقاطعاً بين السعودية والكيان الاسرائيلي فمن التعاون في مجال النقل الجوي الذي بات واضحاً وعلنياً الى تطابق السلوك تجاه حقوق الانسان فالكيان الاسرائيلي يقتل المدنيين ويعتدي على غزة والسعودية تقتل المدنيين وتعتدي على اليمن اضافة الى أن كليهما يمنع وصول المساعدات الانسانية والطبية للمدنيين, اضف الى ذلك أن قمع الحريات والديمقراطيات صفة مميزة لكليهما ناهيك عن مواقف موحدة ومشتركة تجاه جميع تحولات المنطقة ومجريات احداثها, كل هذه قرائن والدلالات تؤكد بكل قاطعية وجود تعاون وتنسيق كبير ويومي بين السعودية والكيان الاسرائيلي رغم أن ما يجري خلف الكواليس أكثر وما خفي أعظم.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق