التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

الشرق الاوسط واقتراب التحول الكبير 

شيئا فشيئا يتضح ان منطقة الشرق الاوسط الاستراتيجية ستمر بمرحلة مفصلية خلال منتصف العام الحالي وهناك تطورات كبرى ستحصل فيها خلال هذه الفترة وان نتائج هامة سيتم التوصل اليها وهي كفيلة بتغيير المعادلات في الشرق الاوسط بشكل كامل.

وتشير كافة التطورات إلي ان منطقة الشرق الاوسط ستشهد انهيار المعادلات التي كانت سائدة خلال العقود الثلاثة الماضية فالاتفاق النووي بين ايران والدول الست يعني ان الحرب الباردة بين الغرب وايران قد انتهت وهي حرب كانت تجري في ظلها الكثير من الحروب والمواجهات بشكل مباشر وغير مباشر واستطاعت إحداث تغييرات كبيرة حيث كانت السعودية تريد ان تكون زعيمة العرب وحلمت تركيا باعادة احياء الامبراطورية العثمانية وكان الكيان الاسرائيلي ايضا يريد إحكام قبضته على القضايا الامنية في المنطقة.

 لكن كافة المعادلات وقواعد اللعبة في هذه المنطقة التي تعتبر حيوية للغرب تتغير وهي تغييرات لا تصب في صالح الكثير من اللاعبين الكبار في المنطقة. فكيان الاحتلال الاسرائيلي بذل محاولات كثيرة لابراز قوته من اجل ان يتربع على عرش المنطقة لكنه اكتشف مبكرا بان ذلك غير ممكن دون الانتصار على حزب الله، كما ان هذا الكيان يدرك بانه لن يكون له مكان من الإعراب في حال حصول الاتفاق بين الغرب وايران.

اما تركيا التي سعت الى ايجاد اطار مناسب للعثمانية الجديدة وفعلت من اجل ذلك كل شيء، فبادر مسؤولوها بارسال الهدايا وقاموا بالزيارات وقدموا الرشاوى ودعموا الارهابيين وكل ذلك من اجل احياء الامبراطورية العثمانية من جديد لكنهم فشلوا في ذلك. فهؤلاء الذين كانوا يظنون بانهم يستطيعون القيام بالكثير من الامور نظرا لانتمائهم الى حلف الناتو قد خسروا الكثير من الفرص بسبب تورطهم في الأزمة السورية.

وفيما يتعلق بالسعودية فإن الرياض تعلم بأنها هي الدولة الوحيدة التي تستطيع القيام بحرب جوية لسنوات وتصرف الاموال الطائلة دون حسيب ورقيب لكنها تعلم جيدا بأنها لن تستطيع الصمود ليوم واحد في الحرب البرية. فالدخول في حرب برية يعني زعزعة الأمن الداخلي في السعودية وانتهاء استقرارها ورخائها ولذلك نجد ان السعودية لا تستطيع لعب دور قيادي في العالم العربي رغم صرف المليارات من الدولارات بل على العكس من ذلك كشفت الحرب اليمنية ان الكثير من قادة الدول العربية في الخليج الفارسي لا يقبلون بزعامة السعودية.

 ان قدرات ايران الهائلة من جيشها الكبير الى الحرس الثوري الى حلفائها الاقليميين في سوريا ولبنان والعراق واليمن وحضورها في العراق وسوريا ولبنان تسبب بأن تصبح ايران قوة استثنائية في المنطقة تستطيع تغيير معادلات اللعبة في اي وقت تشاء واذا تم الحصول على اتفاق نووي بين ايران والغرب فان طهران تستطيع التغلب على خصومها الاقليميين بكل قوة وتواصل نفوذها في المنطقة دون منازع.

 وتشير كافة المؤشرات إلي ان المنطقة باتت على مقربة من تغيير عميق وان اي نزاع جديد في المنطقة بامكانه ان يغير الكثير من المعادلات الراهنة ففي وقت وصل المثلث التركي الاسرائيلي السعودي الى الطريق المسدود استطاعت ايران الحفاظ على مصالحها وتسجيل انجازات جديدة وتغيير المعادلات الحاكمة في المنطقة لصالحها بشكل كامل.

 ان محور المقاومة والممانعة في المنطقة تمتلك القدرة على الحفاظ على انجازاته بشكل جيد فهو يستطيع تغيير المعادلة في سوريا حتى في اللحظات الاخيرة كما يستطيع فتح جبهة جديدة مع الكيان الاسرائيلي وادارة الصراع من العراق الى اليمن، في حين لا يمتلك المثلث التركي السعودي الاسرائيلي القدرة الكافية لاحداث تغييرات في المنطقة.

 ولن تنتهي هذه المواجهة بهذه السهولة ولن تكون هناك نهاية لهذا الصراع حتى معرفة المنتصر في المعركة وستكون هناك الكثير من الامور التي ستتوضح حتى منتصف العام الجاري فان مستقبل الشرق الأوسط يتوقف على الاتفاق النووي مع ايران ونتائج هذا الاتفاق وبانتظار ذلك يبدو ان المنطقة على مقربة من انفجار كبير.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق