التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, سبتمبر 19, 2024

الحشد الشعبي العراقي تجربة جديدة لقلب معادلات الصراع 

لا شك ان المعادلات العالمية الكبرى تتغير باستراتيجيات سياسية معقدة، والواضح دائما ان السياسة العالمية تلعب دورا مهما جدا في تجسيد اطر وانظمة الحياة في الدول كافة. وبما ان القدرات العالمية مرتبطة في ايامنا هذه بعدد من القيادات، لا بد بعد استحضار تاثيرها على المجتمع استعراض تاثير قرار المرجعيات العراقية على الوضع الامني والسياسي في العراق، فبقليل من التدقيق ستظهر القدرات العراقية في ارتباطها بمرجعياتها وقرارهم. ولا شك ان ما حصل بعد دخول داعش الى الموصل خير دليل على ذلك، فالحشد الشعبي استطاع منذ تاسيسه بنداء من المرجعيات ان يحرر اجزاء من العراق ويقربها من النصر المحسوم على الارهاب كما نصرها على العدوان الامريكي من قبل. فكيف يمكن ربط النصر العراقي بالحشد الشعبي؟ وهل يمكن الفصل بينهما؟

رابع اقوى قوة ضاربة عالميا

بعدما اعلن داعش الدخول رسميا  الى العراق وسيطرته على اجزاء من محافظة الموصل تاسست قوة سميت بالحشد الشعبي العراقي، في إطار التلبية الجماهيرية لنداء المرجعية الدينية بالعراق في الثالث عشر من حزيران عام ٢٠١٤ وذلك بهدف القضاء على الارهاب ومحاربته. وقد اظهر الشعب العراقي بسالة في القتال لم تشهدها دول عديدة، وقد اثمرت قدرة هذا الشعب علي دحر الارهابيين من مناطق واسعة من العراق وتكبيدهم خسائر لم تكن الجماعات الارهابية تتوقعه في العراق.

القوة التي ابداها الحشد الشعبي في صراعه مع التكفير والارهاب كانت لافتة ومميزة مما جعل مجلة “نيوز ويك” الامريكية الشهيرة تضع الحشد الشعبي العراقي في المرتبة الرابع عالميا باعتباره من اقوى القوى الضاربة في العالم.

واعتبرت المجلة الامريكية ان الحشد الشعبي يعد الرابع على مستوى العالم في تصنيفها لأخطر قوى ضاربة، بعد القوات الخاصة البحرية الامريكية نيفي سيل ومجموعة الفا الروسية وفرقة ايكو كوبرا النمساوية.

والواضح ان كلام المجلة الامريكية جاء بعد انضمام اكثر من ١٠٠٠ مقاتل من ابناء العشائر العراقية في محافظة الانبار غربي العراق، الى قوات الحشد الشعبي لمحاربة تنظيم “داعش” الارهابي. حيث اقاموا عرضا عسكريا كبيرا في قاعدة عسكرية ببلدة عامرية الفلوجة، حضره مسؤولون سياسيون وامنيون وزعماء عشائر عراقيون في خطوة  لتعزيز دور عشائر الأنبار، كبرى محافظات العراق، في القتال ضد هذا التنظيم الارهابي.

النصر مؤكد للشعب وقيادته

قوات الحشد الشعبي العراقية تظهر يوميا قدراتها الميدانية، وتبين للعالم اجمع ان النصر حليف المجاهدين وان الحفاظ على الارض والعرض ليست مهمة محصورة بالجيش والقوى الامنية فحسب، بل على العكس للشعب الدور الاكبر والاساسي في الوقوف بوجه اي تهديد يطال بلادهم والتغلب عليه.

والواضح على مر الايام، ان المقاومة الشعبية اثبتت دورها في دحر الاعداء والمحافظة على البلاد، ومما لا شك فيه ان المقاومة الاسلامية في لبنان احد اهم التجارب العربية التي استطاعت بعديدها القليل وعتادها المتواضع دحر الصهاينة من الاراضي اللبنانية.

وكما هي الحال في كل حركات المقاومة الشعبية، لا بد من وجود قيادة حكيمة تستطيع توجيه بوصلة المجاهدين نحو الاخطار المحدقة بهم، ولا شك ان مرجعيات العراق قد قامت بدورها على اكمل وجه واستطاعت بقيادتها الحكيمة تشكيل مقاومة شعبية عراقية بامتياز عملت في الايام الماضية على اجبار داعش التخلي عن مطامعه في جزء كبير من العراق.

فقرار المرجعيات السياسية العراقية كان ولا يزال، العامل الابرز في استنهاض همم الشباب العراقي والعمل معهم على حماية الارض التي طمعت بها الدول الاجنبية والعربية وداسها الارهاب وعمل على تمزيقها، وكما ظهر في الاعلام ويظهر يوميا بقيت الكلمة الفصل للشعب العراقي وقياداته ومرجعياته وها هي النتيجة تظهر محاكية النصر، فلا بد للعراق ان ينتصر على الارهاب.

نظرية المقاومة الشعبية اذاً هي الحل لكل معضلة سياسية وامنية تهدد البلاد، فهذه المقاومة التي نجحت تجربتها في لبنان، تظهر نجاحات متتالية في العراق وهذه النظرية التي رسمت بالذهب في الايام السابقة تظهر اليوم قدرتها على تغيير معادلات المعركة وقلب الطاولة السياسية على الارهاب وصناعه واهله، وتبقى قاعدة الشعوب على مر الازمان “اذا الشعب يوما اراد الحياة  فلا بد ان يستجيب القدر”.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق