التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

السيد حسين الحوثي.. سيرة مشرفة والنصر آت 

في العام ٢٠٠٤، وفي ظل أجواء القمع الذي كانت تشنه الحكومة اليمنية المتعاونة مع السعودية على جنوب اليمن، وبعد أن تمكنت عناصر من الجيش اليمني محاصرة زعيم أنصار الله حسين بدر الدين، قام اللواء جواس بإطلاق النار من مسدسه على مناطق مختلفة من جسده، وفي اللحظات الأخيرة، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة قال حسين بدر الدين  مقولته الأخيرة {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون{ وهي آية قرآنية، مقولته الأخيرة التي خرجت من محافظة صعدة، إنتشرت لتملأ أرجاء اليمن باكمله فمن هو حسين بدر الدين الحوثي؟

١-      الولادة والمنشأ:

ولد السيد عبد الحسين الحوثي بتاريخ ١٣٧٩ من شهر شعبان، بمدينة الرويس من محافظة صعدة، ترعرع على نور الأيمان والتقوى، في رحاب القرأن على يد أبيه، ليتعلم منه العلم والعمل معا والشعور بالمسئولية إتجاه مجتمعه ودينه وحب الرسول وآل بيته، ليكبر ويشب على هذه الخصال الحميدة، فقد كان السيد حسين محل إعجاب كل من عرفه، فبعضهم إعجب به لكرمه وسخائه، والأخرون لشجاعته كانت مضرب المثل والبعض الأخر لتواضعه وكرم أخلاقه، وفريق أخر لعلمه ومعرفته، أما أخرون فمدح فيه حكمته وبعد نظره، فقد عرف عنه حبه لممارسة الأعمال الخيرية، وكان كثير الإهتمام بإرشاد الناس وإصلاحهم وتعليم أمور دينهم ودنياهم، وحل مشاكلهم. وفي غطار الحديث عن دوره الريادى والقيادي، نتناول جوانب عديدة من سيرته كالتالي:

٢-       الدور الإنساني والإجتماعي:

السيد حسين بدر الدين الحوثي والذي سافر البلدان في طلب العلوم من إيران إلى لبنان فالسودان، عاد إلى موطنه ليتحمل مسئوليته إتجاه وطنه وشعبه، فهو الذي كان يعيش معاناة المجتمع وواقعهم، عمل على تحقيق العديد من المشاريع الخدماتية، ورغم التضيقات التي كان يواجهها آنذاك من الحكومة، إلا أنه تمكن من بناء العديد من المدارس الدينية، بالإضافة إلى المستوصفات والدورات في المجال الصحي، كما طالت نشاطاته جانب إمدادات الكهرباء وإنشاء البرك، وبناء المساجد، إلى غيرها من المشاريع التي كانت حاجة ملحة لأبناء الشعب اليمني والذي جعل منه القائد والقدوة ومحل إعجاب الناس.

٣-       السيد وتقييمه لواقع الأمة، وإعلانه الصرخ بوجه الإستكبار:

اليمن الذي كان يشهد أزمات عديدة والتي كان أبرزها حرب صيف ١٩٩٤، حيث كان له الدور البارز في السعي لإجراء مصالحة، وكان رفضه رفضا قاطعا لهذه الحرب التي لن يستفيد منها أحد، بل ان الشعباليمني كله متضرر، ولكن بعد عناء في محاولة لتجنيب سفك الدماء، شعر السيد أن عشاق السلطة ذاهبون إلى الحرب فنأى بنفسه وبأتباعه أن يكونو شركاء في هذه الحرب، فخرج إلى مدينة صعدة وأعلن رفضه لهذه الحرب من هناك من خلال تنظيم المسيرات، ونتيجة للمواقف المشرفة التي قادها السيد وانصاره، صبت السلطة الظالمة جام غضبها على على السيد وأنصاره في محافظة صعدة.

تأمل السيد حسين كثيرا في واقع الأمة وبدأ يبحث ويدقق مستفيدا من تجارب الماضي، ومن خـلال غوصه في أعماق القرآن الكريم عرف الــداء الذي يفتك بجسم الأمة والذي طرحها أرضاً تئن تحت أقدام اليـهود والنصــارى إنها الثقافــات المغلوطة والعقائد الباطلة التي يسعى أعداء الدين لنشرها.

لقد كان السيد حسين عظيم الثقة بالله تربطه بالله علاقة قوية يذكرك بالمتقين الذين وصفهم الإمام علي عليه السلام بقوله: (عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم) وكان يعرف أن من أكبر أزمات الأمة أن لا تثق بالله كما ينبغي مبينا أسباب أزمة الثقة هذه، ومما يدل على ثقته العالية بالله سبحانه وتعالى أنه في الحرب الأولى وهو محاصر، وصلت إليه رسالة من الكتلة البرلمانية للمؤتمر طلبوا منه فيها أن يبعث برسالة استغاثة إلى الطاغية علي عبدالله صالح، يطالبه فيها بوقف الحرب باعتباره أحد مواطنيه، وهم مستعدون أن يفعلوا هذه الاستغاثة في البرلمان، وعندما وصلت هذه الرسالة إلى السيد حسين رمى بها وقال: (سنستغيث بالله القوي العزيز).

كان يدرك السيد بأن السلطة الظالمة، ومخاطر الأمة التي يحيكها أعداء الأمة، هدفها إركاع الشعوب وسلب إرادتهم ونهب خيراتهم، وقد حذر أبناء الشعب اليمني من هذا الخطر وما سيترتب على ذلك من دمار وخزي وانتهاك للمحرمات وللأعراض، ونهب للثروات على أيدي أعداء الأمة إذا لم يتنبه الشعب اليمني ويتحمل مسئوليته في الاستعداد لمواجهة هذه المؤامرة بكل الوسائل الممكنة ولتكن الصرخة بداية المشروع وكذلك تثقيف المجتمع وتهيئته ثقافيا للمواجهة .

 يوم الخميس ١٧ يناير ٢٠٠٢م هو اليوم الذي انطلقت فيه من حناجر السيد حسين صرخة الحق والعزة والكرامة صرخة [الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام] ليعلن بذلك ولادة فجر جديد لا مكان فيه للذل ولا للهوان ولا للخوف والاستكانة والخنوع، يوم فتح فيه السيد حسين باب العزة والحرية والمواقف المشرفة التي ستعيد للأمة مجدها وسيادتها وتخلصها من تحت أقدام أعدائها، وترفعها من المستنقع الذي قد انغمست فيه .

٤-       حرب إعلامية وعسكرية ضد شعارات أهل الحق:

لقد كان من أسوء ما ظلمت به هذه المسيرة القرآنية والشعارات المحقة، منذ انطلاقتها وبزوغ فجرها هو ما وجهت به من حرب إعلامية لا تقل شراسة عن الحرب العسكرية فأنشئت وسائل إعلامية جديدة إضافة إلى ما هو موجود من أجل تشويه هذه المسيرة القرآنية من خلال الكذب والدجل والافتراء وقلب الحقائق وتقديم المعتدي الغاشم ضحية والضحية معتد ظالم. ثم العمل الجاد في التهميش والتقليل لما حققته المسيرة القرآنية من مواقف مشرفة ومن انتصارات في كل المستويات.

وكما هي عادة التكفيريين علماء البلاط فقد أفتوا بكفر السيد حسين ووجوب قتاله والوقوف إلى جانب السلطة الظالمة ، وعليه بدأت رسائل التهديد والوعيد تتوالى على السيد حسين من جهة السلطة، وكلها كانت تتوعد السيد حسين بأنه لا بد أن يتخلى عن شعار [الموت لأمريكا الموت لإسرائيل] .

أعلن الطواغيت زحفهم على جبل مران وبعد عناء شديد وتضحيات جسيمة قدمتها السلطة قربانا للمعبد الأمريكي وصل المجرمون إلى معقل السيد حسين بعد حرب دامت أكثر من ثمانين يوما دفعت فيها أثمانا باهظة فضاعت هيبتها وكسرت شوكتها وهيأت لسقوطها وزوالها، تمكنوا من الوصول إلى مكان السيد، لتطلق عليه يد الإجرام رصاصة القتل التي احيت الشعب اليمني، ليصبح فكر السيد حسين في كل بيت، وحديث كل الشرفاء.

واليوم لا زالت المسيرة مستمرة ببركة الدماء الطاهرة التي سقطت، وأخ السيد، عبد الملك الحوثي يتابح المسيرة، وبدءت ملامح النصر تلوح، لتتحقق مقولة السيد، {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون{.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق