الذكري السابعة والستون للنكبة الفلسطينية … وتستمر المقاومة
يعود يوم الخامس عشر من أيار حاملاً معه ذكرى جرح الإنسانية الأكبر، جرح فلسطين الطاهرة. فلسطين التي لم تستكن للمحتل منذ أن دنسها برجسه عام ١٩٤٨م، تبكي اليوم أمة العرب وأمة الإسلام، وترى شعوب المنطقة قد نسوها ونسوا أقصاها، وراحوا يُعملون سكاكينهم في رقاب بعضهم، يدمرون بلدانهم، يشوهون الأجساد يقطعون الرقاب ويأكلون القلوب، يتباهون بالعمالة ويفتخرون ببيع المقدسات.
إنها ذكرى نكبة فلسطين، يوم هُجِّر شعبٌ عربيٌ مظلومٌ عن أرضه، وأُعلن عن قيام دولة الشر المسماة اسرائيل. منذ ذاك العام وحتى يومنا الراهن يعاني الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة ويلات هذه الغدة السرطانية، فالسرطان الإسرائيلي مرضٌ مميتٌ لا حل له سوى استئصاله من جسد أمتنا العربية والإسلامية. وقد عايش العرب خلال كل هذه السنوات مختلف جرائم الصهيونية من دير ياسين وبحر البقر صبرا وشاتيلا، قانا، مروحين والشجاعية و… والقائمة تطول، إذ يعجز اللسان عن إحصاء كل مجازر الصهيونية في حق الإنسانية والطفولة، فما تعانيه الشعوب العربية من هذا الكيان الغاشم يفوق كل تصور وكل خيال.
ومن التراب العابق بطيب دماء الشهداء نبتت وردة حمراء قانية سميناها المقاومة، وأخذت عزمها من عزم هذه الأرض المقدسة، فسطرت ملاحم بطولية وأعادت بوصلة التاريخ نحو فلسطين لتقول للعالم أجمع أن أمهات هذه الأمة مازلن قادرات على ولادة الأبطال ممن يرفضون الذل والهوان، ويحملون دماءهم على أكفهم، ويعيرون الله جماجمهم ولسان حالهم يقول لبيك يا فلسطين. فكانت حركة فتح وحماس وحزب الله وأمل والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية نموذجاً طيباً لإرادة الشعوب ورغبتها بالحياة الكريمة بعيداً عن ذل وهوان الاحتلال.
لقد غيرت حركات المقاومة في المنطقة معادلات التاريخ، وأعادت عبر تضحياتها الأمل في تطهير فلسطين وفي عودة المهجرين إلى بيوتهم التي كانوا قد هجروا منها عام ١٩٤٨م، ولربما تكون تجربة المقاومة الإسلامية في لبنان وتمكنها من تحرير جنوب لبنان وإعادته إلى الوطن لبنان، تجربة فريدة في تاريخ هذه الأمة، عندما أثبت رجال هذه المقاومة قدرتهم على هزيمة العدو وإجبار جيشه “الذي لا يقهر” على الفرار خانعاً ذليلاً من ضربات هؤلاء الرجال. هذا الجيش الذي تمكن عام ١٩٤٨م من هزيمة جيوش الدول العربية مجتمعة ، يعجز اليوم عن إلحاق هزيمة واحدة بفصائل المقاومة، وما حرب لبنان عام ١٩٩٦م وحرب تموز عام ٢٠٠٦ وحروب غزة في ٢٠٠٨ و ٢٠١٢ و٢٠١٤م إلا شاهداً على هذا العجز.
في هذه الظروف وعندما تتمكن المقاومة من تحقيق ما عجزت عنه جيوش عربية، نشهد المحاولات الشيطانية لتشويه صورة هذه المقاومة خدمة للكيان الإسرائيلي، ونرى وسائل الإعلام الغربية والعربية قد أعلنت حربها على هذه المقاومة سعياً منها لعزلها وإبعادها عن قواعدها الشعبية بغية القضاء عليها. وما نشاهده اليوم من تدمير لسوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا وحصار واستهداف لإيران ولكل دولة رفضت الإعتراف بهذا الكيان الغاصب ومدت يد العون لفصائل المقاومة في وجه هذا المحتل، إنما يأتي إنقاذاً للمحتل وتماشياً مع المخططات الهادفة إلى تدمير هذه الأمة وإبقاءها راضخةً أمام دول الاستكبار العالمي وعلى رأسهم أمريكا الراعي الرئيس للكيان الإسرائيلي.
في هذا اليوم ونحن نعيش الذكرى السابعة والستين للنكبة الفلسطينية، ينبغي علينا أخذ الدروس والعبر من التاريخ، والحفاظ على المقاومة برموش عيوننا علنا نعيش يوماً نرى فيه فلسطين محررة طاهرة، يجب علينا الحفاظ على المقاومة لكي لا يأتي يوم نعيش فيه نكبة أخرى في بلد عربي أو إسلامي آخر.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق