التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

المقداد: الحملات الإرهابیة لن تثني السوریین عن السیر نحو الانتصار 

وكالات – سياسة – الرأي –

قال فیصل المقداد نائب وزیر الخارجیة والمغتربین السوري إن حرب الحاقدین على سوریة خلال الأسبوعین الماضیین کانت أشبه بحرب دمار شامل سخروا فیها کل الأسلحة والأموال وأوراق صحف صفراء وأجهزة إعلام غربیة وعربیة وصهیونیة ومتصهینة للوصول الى أهدافهم.

 

وأضاف المقداد في مقال نشرته صحیفة البناء اللبنانیة الصادرة السبت، إن “أعداء سوریة صبوا جام غضبهم وفشلهم وکل ما في جعبتهم من أوهام وأحلام، وأفرغوا ما في صدورهم المریضة على شعبنا خلال أسبوعین من الإعلام الکاذب ولم یترك هؤلاء في حربهم على شعب سوریة کلمة یائسة من قوامیس اللغات العبریة والأوروبیة التي استعاروها لتعزیز مفرداتهم إلا واستخدموها وتجاوزوا الخطوط الحمراء التي ألزموا أنفسهم بها وحاولوا إقناع الرأي العام من خلال دعایتهم بأنهم یمثلون المهنیة والمصداقیة بینما کانوا یتوغلون في التعابیر الطائفیة ,المذهبیة واللاإنسانیة والتخویف والتخوین کما انهم استفادوا من أساتذتهم النازیین مثل وزیر الدعایة النازي غوبلز وأخذوا بأسلوبه المجرب “اکذب ثم اکذب… فلا بد أن یصدقك بعضهم في نهایة المطاف”.

 

وأوضح المقداد أن هذه الحملة بدأت بهجوم إجرامي قامت به ترکیا على المناطق الشمالیة الغربیة من سوریة بدعم من حکام السعودیة وقطر حشد له نظام أردوغان الآف الإرهابیین الشیشان والترکمان لتنفیذ هذه “الغزوة” وتأمین التغطیة الناریة المباشرة من الجیش الترکي لهؤلاء الإرهابیین، مشیرا الى أن بعض الناجین من مجزرة اشتبرق وغیرها ذکروا أنهم شاهدوا الطیران الترکي وهو یؤمن لهؤلاء المجرمین التغطیة اللازمة لتقدمهم.

 

ولفت المقداد الى أن الجریمة التي قام بها “أحمد داود أوغلو” بانتهاکه المباشر لسیادة سوریة ووحدة أراضیها بذریعة زیارة ضریح “سلیمان شاه” داخل الأراضي السوریة کانت تغطیة مفضوحة على المخططات الترکیة وعودة الأحلام العثمانیة الى العقول المریضة لقادة حزب العدالة والتنمیة وزعیمه أردوغان السفاح.

 

وبین أن “هذه الحملة الإرهابیة التي تم التخطیط لها في الدوائر الصهیونیة وغرف العملیات السریة في ترکیا والأردن ترافقت بحملة إعلامیة رخیصة بأدواتها وبمن أشرف علیها وخطط لها ونفذها وقام هؤلاء بتصویر الهجوم على إدلب وجسر الشغور على أنه خطوة للوصول الى اللاذقیة والمحافظات الساحلیة دون أن یترددوا باستخدام أسقط التعابیر الطائفیة والإثنیة والعشائریة والعنصریة لتضلیل أبناء شعبنا بغیة الوصول الى الأهداف التي حددتها “إسرائیل” منذ بدایة الأزمة في سوریة وفي مقدمتها تغییر النظام السیاسي والاقتصادي والاجتماعي في سوریة”.

 

وأوضح المقداد أن هذه الحملة الإعلامیة العسکریة الإرهابیة تابعت مهمتها لتصل الى التشکیك بالتحالفات الإقلیمیة والدولیة التي ارتبطت مع سوریة بتاریخ واحد تمیز في الدفاع عن قضیة العرب المرکزیة فلسطین ورفض النفوذ الغربي الاستعماري بکل أشکاله ناهیك عن هیمنة العائلة المالکة السعودیة وغیرها على دول عربیة وعلى مؤسسات العمل العربي المشترك ففي ظل هذه الهیمنة، أصبحت الجامعة العربیة أداة لتنفیذ سیاسات حلف الناتو ضد الدول العربیة وسمحت له بالانقضاض على شعبنا اللیبي لیحول بلدهم الى دولة فاشلة تتحکم بها التنظیمات الإرهابیة التي شکلت خطراً بنیویاً على الأمن القومي العربي خصوصاً ضد سوریة ولبنان ومصر وتونس والجزائر والسودان ودول أخرى في المنطقة وفي أوروبا وأفریقیا.

 

وبین المقداد أن هذه الحملة لم توفر تناولها المغرض للسیاسات الروسیة فی المنطقة بما في ذلك علاقاتها المتمیزة مع سوریة وتقدیم روسیا للدعم السیاسي والمادي لسوریة في إطار من المبادئ القائمة علی احترام میثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وحقوق الإنسان وأولویة مکافحة الإرهاب الدولي الذي یهدد کل دول العالم صغیرها وکبیرها.

 

ولفت  إلی الرد السریع للقیادة الروسیة علی هذه الحملة حیث أکد وزیر الخارجیة سیرغي لافروف ونائبه میخائیل بوغدانوف بتاریخ 14 أیار “إن العلاقات بین روسیا وسوریة ممیزة وتاریخیة ومبنیة علی العواطف المشترکة بین الشعبین السوري والروسي”.

 

وتحدث المقداد عن عمق العلاقات الاستراتیجیة بین سوریة وایران ودور البلدین في مختلف جوانب الحیاة علی الصعیدین الإقلیمي والدولي وفي المنظمات الدولیة والتي أدت إلی “صیانة القضیة الفلسطینیة وحقوق الشعب الفلسطیني من الضیاع”.

 

وبين أن الدعم الذي یقدمه الشعب الإیراني وقیادته إلی سوریة في هذه الظروف یعتبر رمزا لمشاعر التضحیة التي تعبر عنها ایران إزاء الهدف النبیل الذي تحارب من أجله سوریة أعداء الأمتین العربیة والإسلامیة.

 

کما أن ارتباط سوریة المقدس مع أشقائها علی الأرض اللبنانیة وفي مقدمهم قیادة ومجاهدي “حزب الله” وامتزاج دماء أبطال الجیش العربي السوري مع دماء أبطال المقاومة اللبنانیة سواء کان ذلك علی الأرض اللبنانیة أو علی الأرض السوریة بما في ذلك الآن علی سلسلة جبال القلمون تعبر بکل إخلاص عن وحدة العرب الصادقین في مواجهة التحدیات التی تتعرض لها الأمة ووقوف ممالك وإمارات وجمهوریات عربیة إلی جانب “إسرائیل” والدول الغربیة في التآمر علی قضایانا.

 

وقال المقداد إن “الحملات الإرهابیة والإعلامیة انحسرت وتراجعت بفضل صمود شعبنا وحکمة قیادتنا ودعم الأشقاء والأصدقاء لسوریة وصمود أبطال الجیش العربي السوري والقوات المسلحة التي تؤازره وتقف إلی جانبه”.

 

وأضاف إن “معرکة تحریر أبطالنا الصامدین في مستشفي جسر الشغور ستنتهی خلال الساعات أو الأیام القلیلة المقبلة فضلا عن أن انتهاء معرکة القلمون سیفتح الباب أمام المقاومین لحسم معارك أخری في شمال سوریة وشرقها وجنوبها”.

 

وجدد المقداد في ختام مقاله التأکید علی “إن النصر لآت” ولن تنجح الحملات الإرهابیة والدعائیة في ثني السوریین عن السیر نحو الانتصار الکبیر.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق