آخر التطورات علي الساحة اليمنية
دخلت الهدنة ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، الأحد ١٧/٥/٢٠١٥، يومها الخامس، ﻓﻲ وقت ﻣﺎﺯﺍﻝ المواطن ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻳﺤﺎﻭﻝ فيه ﺍﻟﺘﻘﺎﻁ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ بعد ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻣيدﺍﻧﻴﺔ ضد الجماعات التكفيرية ﻭﻗصف جوﻱ ﺍﺳﺘمر ٤٨ يوﻣﺎ، حولت معظم ﻣﺤﺎفظات ﺍلجنوب ﺇﻟﻰ مدن منكوبة بما فيها عدن والضالع وابين، اضافة الى العاصمة اليمنية صنعاء.
وعلى الصعيد الانساني، فقد تمكنت سفينة المساعدات الإيرانية من عبور سلطنة عمان ومن المتوقع ان تصل الى قبالة السواحل اليمنية. وفي هذا الإطار قال رئيس منظمة الاغاثة بجمعية الهلال الاحمر ان السفينة الايرانية المحملة بالمساعدات الانسانية الى الشعب اليمني لم تخضع لاي تفتيش وان جميع افراد طاقمها سالمون. الجدير بالذكر أن السفينة تحمل ٢٥٠٠ طن من المواد الإغاثية المشتملة على المواد الغذائية والأدوية والاجهزة الطبية والمواد الإغاثية الأخرى كالخيم والبطانيات والوسائل المنزلية، اضافة الى نشطاء وأطباء وصحافيينَ من دول غربية وعربية.
من جهته اعلن المتحدث باسم لجنة الامن القومي في البرلمان النائب حسين نقوي حسيني ان جمهورية ايران الاسلامية، لا تنتظر لدعم الشعب اليمني اذنا من اية مؤسسة دولية، وقال: اننا لن نتدخل في اليمن ولو كنا نتدخل لتم محو النظام السعودي من الاسبوع الاول، واكد النائب نقوي حسيني: ان سفينة المساعدات الإنسانية الايرانية ستصل بالتأكيد الى اليمن وستخرق جدار التهديدات، وقال: اننا سنواصل سفينة الانقاذ الى اليمن ولن نسمح لاي قوة بتفتيش او وقف هذه السفينة.
في الجانب الآخر كشف مصدر مقرب من الرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي توجيهه الخميس، بسحب سفير بلاده لدى طهران “على وجه السرعة”. وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة “الأناضول”، إن “هادي الذي يقيم في الرياض، وجّه بسحب سفيره لدى طهران على وجه السرعة”. إلا أنه لم يصدر أي بيان رسمي عن السلطات الرسمية اليمنية بشأن ذلك، كما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات في طهران بشأن الموضوع ذاته. يأتي ذلك في الإطار الذي تسعى فيه إيران لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني جراء ما يتعرض له من عدوان همجي تشنه السعودية، بالإضافة إلى المساعي الدبلوماسية لإيقاف العدوان.
ميدانيا فإن التقارير تشير إلا أن العدوان السعودي وخلال الهدنة الإنسانية لم يتوقف عن اعتداءاته إذ ما زالت مقاتلاته ومدفعيته تقصف في عدة محافظات. ففي صعدة، استشهد ٩ أشخاص وأصيب آخرون جراء قصف طائرة “أباتشي” لسيارة كانت تمر في منطقة الصافية مديرية الظاهر، كما قتل ٤ صوماليين وأصيب آخرون بقصف مقاتلة لسيارة أخرى كانت تمر في منطقة البقع مديرية كتاف. وقالت مصادر طبية ومحلية لـ”اليمن اليوم” إن القوات السعودية واصلت قصف المناطق الحدودية، خصوصا مديريتي الظاهر وشدا محافظة صعدة والمزرق في حجة بالدبابات. ويتم القصف، وفقا للمصادر، من موقع عسكري مستحدث خلف جبل تويلق الذي سبق لرجال القبائل أن سيطروا عليه ضمن مواقع عسكرية سعودية عدة. كما استشهد شخص وأصيب ٣ آخرون جراء تجدد العدوان السعودي فجر الخميس على مديرية حرض محافظة حجة. وقالت مصادر محلية لـ”اليمن اليوم” إن المقاتلات السعودية شنت ٩ غارات على منطقة المعاين. وفي صنعاء، قالت مصادر أمنية لـ”اليمن اليوم” إن العدوان شن منذ ظهر الأربعاء وحتى فجر الخميس ١٣ غارة جوية على معسكر العرقوب في خولان-صنعاء. وأشارت المصادر إلى أن العدوان لم يتسبب بسقوط ضحايا. وفي محافظة إب، قالت مصادر أمنية لـ”اليمن اليوم” إن ٤ مواطنين أصيبوا جراء غارات جديدة شنتها المقاتلات السعودية، مساء الأربعاء، على منتجع بن لادن في منطقة حراثة.
أمميا، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، إن “رسالتنا واضحة إلى السعودية ومفادها وقف العنف”، مؤكدا على أن “إيران لديها دور لكي تقوم به، ودور إيجابي يمكن أن تلعبه من أجل إنهاء الأزمة في اليمن”. وتابع: “لقد أوضح بان كي مون (الأمين العام) مرارا موقفه حيال ضرورة وقف العنف، وأن تركيزه الحالي منصب على ذلك.. نحن نسعى إلى هدنة إنسانية مفتوحة.”
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد غادر العاصمة صنعاء بعد زيارة استغرقت يومين التقى خلالها اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وقيادات جماعة أنصار الله. ولد شيخ أكد قبيل مغادرته صنعاء التوصل إلى اتفاق مبدئي بين مختلف الأطراف اليمنية لنقل الحوار اليمني اليمني تحت رعاية الأمم المتحدة إلى جنيف خلال مدة أقصاها نهاية مايو الجاري. ومن المقرر أن يقدم السيد ولد الشيخ إحاطته إلى مجلس الأمن خلال جلسته القادمة عن الأوضاع الإنسانية، حيث سيقدم تقريراً مفصلاً عن لقاءاته التي أجراها مع الأطراف السياسية في اليمن، حول نقل الحوار إلى العاصمة السويسرية “جنيف”. وكان ولد الشيخ قد التقى قبيل مغادرته وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان، وناقش اللقاء الأوضاع والمستجدات التي يمر بها اليمن في ضوء ما يتعرض له من عدوان وحصار، كما ناقش دور وزارة الداخلية ومؤسساتها في تسهيل وصول المساعدات الإغاثية التي ستقدمها الأمم المتحدة إلى المواطنين في مختلف محافظات اليمن، الذين يعانون من أوضاع معيشية وإنسانية صعبة جراء العدوان والحصار، وفقا لتأكيد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية.
وأكد الرويشان استعداد وزارته لتقديم الدعم الكامل لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة وكافة منظماتها العاملة وتوفير الحماية لها لتأدية مهامها في الميدان. وكان ولد الشيخ ناقش في لقائه مع اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام التحضيرات الجارية لمؤتمر الحوار اليمني اليمني في جنيف برعاية الأمم المتحدة والترتيبات اللازمة لذلك. وقد أبدى المبعوث الأممي استعداده لبذل كافة الجهود لالتئام اليمنيين على طاولة الحوار في القريب العاجل. وأكد ولد الشيخ أن الأمم المتحدة حريصة على دور المؤتمر الشعبي العام، باعتباره أكبر الأحزاب اليمنية وأكثرها خبرة وديناميكية وكونه حزبا وسطيا يراهن على دوره في المرحلة القادمة مع بقية الأحزاب الأخرى.
إلى ذلك تتجه الأنظار في الساعات القليلة القادمة للحظات وصول سفينة المساعدات الإيرانية التي ينتظرها الشعب اليمني، وما ستحمله الساعات القادمة بعد انتهاء مدة الهدنة الإنسانية، وسط جو من التفاؤل حيال المساعي المبذولة من قبل جهات متعددة كايران والأمم المتحدة في وقف العدوان السعودي على اليمن.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق