التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, سبتمبر 19, 2024

خروج الیونان من منطقة الیورو ونتائجه المتوقعة 

 تتوجه الأنظار على الصعید الاقتصادي نحو الإتحاد الأوروبي في أجواء احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو نتيجة لعدم قدرتها على سداد ديونها المتزايدة مما سوف ينعكس على السوق الأوروبية خاصة والأسواق العالمية عامة، ففي الأعوام القليلة الماضية كان الحديث عن خروج اليونان يعد من المحرمات، اما اليوم فقد أصبح مطروحا بشكل متزايد مع تنظيم انتخابات جديدة غير معروفة النتائج في هذا البلد، ويهدد بالتسبب بمأزق للاتحاد المالي وبلبلة المشروع الاوروبي بشكل اجمالي. ويجتهد محللون اقتصاديون في توقع حجم الخسارة المالية في حال ما إذا خرجت اليونان من الإتحاد الأوروبي، وقال أقلهم تشاؤما إن الرقم سيصل إلى تريليون دولار، مشبهين ما سيقع في حال الخروج بانهيار بنك ليمان برذرز الأمریكي في سبتمبر/أيلول ٢٠٠٨ -وكان ذلك حينها ذروة الأزمة المالية العالمية- بينما كان آخرون أكثر تشاؤما ورأوا أن الخسارة لا يمكن حسابها وأن الضرر فوق المتوقع.

 

ومن الذين يدعمون وجهة النظر الأخيرة، عضو منتدى ري ديفاين الاستشاري في بروكسل سوني كوبر الذي نقلت عنه صحيفة غارديان البريطانية مؤخرا أن من يقول إن انسحاب اليونان من منطقة اليورو ليس مهما لا يعرف عما يتحدث أو أن له مآرب أخرى، إذ أن الضرر الاجتماعي والسياسي الذي سينتج عن ذلك لا يمكن حصره، وفي عرض مختصر لأبرز العواقب المترتبة يمكن ذكر التالي:

١ – بعد خروج اليونان لن يكون هناك ما يمنع تكرار الامر، وخروج اليونان ستترتب عنه عواقب كبرى بالنسبة لاثينا، لكنها ستكون اكبر بالنسبة للدول التي تجد صعوبة في الالتزام بتعهداتها المالية. وبكلام اخر، فان هذا السيناريو قد يرغم دولا اخرى تواجه صعوبات اقتصادية على الاختيار ما بين البقاء في اليورو او الخروج منه. وبالتالي قد يشكل خروج اليونان بداية لتفكيك الاتحاد المالي بعد ١٣ عاما على اقامته، فضلا عن انه سيشكل اعترافا بالفشل من قبل الاوروبيين الذين يتخبطون منذ سنتين للخروج من ازمة الديون.

٢ – سيسدد هذا الاحتمال ضربة شديدة الى المشروع الاوروبي بمجمله الذي ينص على دمج جميع بلدان الاتحاد الاوروبي مع الوقت في منطقة اليورو، باستثناء بريطانيا والدنمارك اللتين ترفضان ذلك.

٣ – بالنسبة للمنضمين حديثا، فان الامر سيكون صعبا للغاية، اذ سيعني انه بالرغم من جهودهم الهائلة من اجل الدخول الى الاتحاد الاوروبي، فان مستقبلهم لن يكون مضمونا، ما قد يفقدهم الثقة في المشروع الاوروبي. كما ستكون الخيبة كبيرة بين الذين يتطلعون للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، ما قد يحملهم على التخلي عن مشروعهم.

٤ – على الصعيد الرمزي، ان ترك اليونان التي كانت مهد الديمقراطية، تخرج من منطقة اليورو وربما ايضا من الاتحاد الاوروبي كما تنص عليه المعاهدات الحالية، سيسدد ضربة للمبادئ الجوهرية التي يقوم عليها البناء الاوروبي.

٥ – عملتا الفرنك والليرة سوف تعودان من جديد في حالة خروج اليونان من منطقة اليورو، حيث إن الرئيس السابق للبنك الاحتياطي الأمريكي آلان جرينسبان يعتقد أن خروج اليونان يعني نهاية العملة الموحدة.

٦ – خروج اليونان سوف يترك البنك المركزي الأوروبي حاملًا للمليارات من الدولارات التابعة لديون اليونان بقليل من الاختيارات والحلول المتاحة.

٧ – من المتوقع أن يتسبب ضعف الاقتصاد الأوروبي بالعديد من الصدمات الاقتصادية لسوق الطاقة العالمي والصادرات العالمية.

وفي عرض لأهم الدول التي ستتضرر بشكل كبير نتيجة خروج اليونان من منطقة اليورو نذكر الآتي:

إسبانيا:

ستكون مدريد من أكثر المتضررين نتيجة خروج اليونان من منطقة اليورو، فاقتصادها يعاني من صعوبات جمة، وأمام فشل اليونان في مواجهة أزمتها المالية وطلبها المزيد من حزم الإنقاذ، قالت صحيفة غارديان إن رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أبلغ البرلمان بأن بلاده تجد صعوبة في إيجاد الأموال بسبب ارتفاع كلفة القروض إلى أرقام فلكية. علما بأنها لم تلجأ لبرنامج إنقاذ.

إيطاليا:

يترقب الإيطاليون الأخبار الواردة من اليونان وأيديهم على قلوبهم، آملين أن تجري الرياح بما تشتهيه السفن، فالأخبار السيئة ستكون وبالا على إيطاليا إحدى دول العالم التي تعاني من أكبر ديون عامة، بلغت في مارس/آذار الماضي رقماً قياسياً بتخطيها عتبة ١٩٤٦ مليار يورو، أي ما يعادل ١٢٠% من الناتج المحلي الإجمالي، مما جعلها في خضم أزمة الديون في منطقة اليورو.

بريطانيا:

أكدت صحف بريطانية أن مسؤولين من البنك المركزي ووزارة الخزانة وهيئة رقابة الخدمات المالية يعدون خططا لمواجهة احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو، فضمن السياق، خفض بنك انجلترا (البنك المركزي البريطاني) من توقعاته لنمو الاقتصاد البريطاني العام الجاري إلى ٠.٨%، بعد أن كانت ١.٢%.

ولمواجهة الأسوأ، قال رئيس بنك السير ميرفن كنغ خلال عرضه لتقرير التضخم الربع سنوي الصادر من بنك انجلترا إن منطقة اليورو تمزق نفسها، وبريطانيا لن تكون بمنأى عن ذلك.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق