التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

الاستعانة بالحشد الشعبی السبیل الوحید لاستعادة الرمادی 

بعد ورود أنباء عن دخول عناصر تنظيم “داعش” الارهابي الى مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار غربي العراق وقتله المئات من المدنيين وتهجير آلاف آخرين وتدمير المؤسسات الحكومية والبنى التحتية في المدينة، استنجد أهالي المدينة بالحشد الشعبي لإنقاذهم من هذه الورطة التي نجمت عن تخاذل بعض القيادات الامنية والعسكرية وتواطئ بعض السياسيين المحسوبين على المكون السني في هذه المحافظة.

 

وتعالت الاصوات الشعبية والرسمية المطالبة بإشراك الحشد الشعبي لتحرير الرمادي وباقي المناطق التي يحتلها ارهابيو “داعش”، بعد ان أدرك الجميع ان الاستعانة بالحشد هو السبيل الوحيد لاستعادة هذه المناطق وتطهيرها من العناصر الارهابية كما حصل في السابق في محافظتي ديالى وصلاح الدين ومناطق كثيرة اخرى بينها جرف النصر “جرف الصخر” وآمرلي والضلوعية وقسم كبير من أراضي محافظة كركوك وقضاء بيجي جنوب مدينة الموصل شمال العراق.

وتولدت هذه القناعة لدى جميع القيادات الدينية والرسمية والشعبية والعشائرية العراقية بعد أن تأكدت ان ما يسمى بالتحالف الدولي الذي تقوده أمريكا لا يفعل شيئاً على ارض الواقع للتصدي للجماعات الارهابية، فيما اتهم الكثير من المسؤولين العراقيين الادارة الامريكية بالتواطؤ مع هذه الجماعات لتنفيذ مخطط اجرامي يهدف الى تقسيم العراق وتمزيق شعبه خدمة للمشروع الصهيوامريكي في المنطقة.

واستجابة للطلبات الشعبية والرسمية اكد الكثير من قيادات الحشد الشعبي استعدادهم لتحرير الرمادي وباقي المناطق التي يحتلها “داعش” بالتنسيق مع الجيش والقوات الامنية وباشراف رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي الذي وجه بتحرير كافة مناطق الانبار، فيما اعلنت لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية أنّ عمليات عسكرية واسعة بغطاء جوي ستبدأ خلال الساعات القادمة لطرد عناصر داعش من هذه المحافظة.

في هذه الاثناء وصلت طلائع الحشد الشعبي الى قاعدة الحبانية الجوية للانضمام الى التحضيرات الجارية لشن هجوم مضاد لطرد عناصر “داعش” من الرمادي . كما وصلت قوة من “كتائب حزب الله” لتعزيز دفاعات مقر الفرقة الاولى جنوب شرق الفلوجة، فيما اعلن العديد من عشائر الأنبار عن نشر آلاف من مقاتليها لحماية قضاء الخالدية والمناطق التي لم يدخلها “داعش” شرق الرمادي.

وذكرت تقارير خبرية أيضاً أن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت توجّه الى الانبار على رأس قوات عسكرية قوامها ثلاثة ألوية آلية ومغاوير مدججة بمختلف الاسلحة والمعدات القتالية استعداداً لتطهير المحافظة من جيوب الارهاب.

وتشهد العاصمة بغداد ومدن أخرى لاسيما في وسط وجنوب البلاد حالة استنفار حيث دعت فصائل الحشد الشعبي مقاتليها الى انهاء اجازاتهم والالتحاق فوراً بالمعسكرات تمهيداً للتوجه الى الرمادي.

المتحدث باسم الحشد الشعبي كريم النوري أكد من جهته أن الأحداث التي جرت خلال الأيام الأخيرة أثبتت أهمية الحشد الشعبي الذي يعتبر القوة الضاربة والركيزة الاساسية في الأمن الوطني العراقي، لافتاً إلى أن دعوة القائد العام للقوات المسلحة للحشد للمشاركة في تطهير الانبار من “داعش” جاءت في الوقت المناسب لإلحاق الهزيمة بهذا التنظيم الارهابي، مؤكداً أن المعركة ستحسم قريباً جداً.

من جانبها أكدت قيادة العمليات المشتركة في العراق الحاجة الماسة لدخول الحشد الشعبي إلى الأنبار، مشددة على أن ظروف المعركة الراهنة تستدعي موقفا وطنياً موحداً للتخلص من العصابات الارهابية.

في غضون ذلك اكد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري ضرورة دراسة الملف الامني بشكل جاد وفعلي من اجل الوقوف على الاسباب التي ادت الى الخروقات الامنية الاخيرة في الانبار.

ودعا الجبوري عند ترأسه اجتماعا استثنائياً ضم لجان الامن والدفاع والهجرة والمهجرين وحقوق الانسان النيابية، جميع الوزارات المعنية لبذل جهود اضافية لتدارك الوضع الانساني للنازحين، مؤكداً على ضرورة عدم اغفال عملية التسليح وتحشيد كافة الجهود والطاقات، مطالباً في الوقت ذاته جميع الجهات المعنية لتحمل مسؤولياتها والتفكير في اطار عملي وفعلي يكون ملزماً للجهات التنفيذية لمواجهة المشاكل التي تمر بها البلاد خصوصاً في الجانب الأمني.

ويعتقد المراقبون للشأن العراقي أن التدخلات الامريكية ومحاولاتها المتكررة لمنع مشاركة الحشد الشعبي في تحرير المناطق التي يحتلها “داعش” الى جانب الحرب الاعلامية والشائعات المسمومة التي اطلقتها الابواق المأجورة والتي كانت تستهدف إبعاد الحشد من العمليات العسكرية بحجج طائفية واهية، كانت من اهم الاسباب التي استفادت منها الجماعات الارهابية لتوسيع رقعة عملياتها الاجرامية في الرمادي وعموم محافظة الانبار، ما يعيد الى الاذهان ضرورة اشراك الحشد في العمليات باعتباره السبيل الوحيد لتطهير المناطق المحتلة من هذه الجماعات الارهابية.

 

 

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق