التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

حقوق الانسان الغربی والعربی تجاه مهاجری میانمار… 

 ميانمار تلك الدولة الواقعة جنوب شرق آسيا والتي لا تزيد نسبة المسلمين فيها عن ٤%، لم تستطع احتواءهم وحمايتهم اذ بدأت موجة عنف شديدة ضدهم حيث يتعرض المسلمون هناك لأبشع أنواع القتل والتعذيب من احراق للأحياء الى تدمير للبيوت وقتل للنساء، وقد دفعت هذه الأحداث بالعديد من المسلمين الى الهجرة ليحفظوا أنفسهم وأموالهم فصعدوا على زوارق الموت التي شقت طريقها في البحار مرتطمة بأمواج قهرٍ رسمت حلقة جديدة من المعاناة وخطت رواية جديدة من القهر والظلم تكشفت فيها حقائق جديدة وسقطت معها أقنعة كثيرة.

 

 

ومن أولى الحقائق التي ظهرت هي طبيعة منظمات حقوق الانسان التي رغم كل تلك المذابح التي تعرض لها المسلمون والمجازر التي وقعت بحقهم لم تتمكن من فعل أي شيء تجاهها وكانت الادانة التي لا تأتي الا نادراً واذا جاءت تكون متأخرة هي جُلُّ ما تجيده منظمات حقوق الانسان، اضافة الى هذا لم تقدم المنظمات الدولية أي مساعدة للمهاجرين اذ كانوا يتعرضون لظروف قاسية وشديدة ويضطرون الى الدخول بشكل غير شرعي الى دول متعددة لا تؤمن لهم أبسط مقومات الحياة، وكانت نتيجة اخر محاولات الهجرة وفاة ١٠ اشخاص كانوا في قارب يقل ٣٥٠ شخصاً من أقلية الـ”روهينغيا” المسلمة حاولوا الدخول الى تايلند التي رفضت لهم السماح بذلك فظلوا يكافحون نحو أسبوع في عرض بحر أندامان (الواقع بين تايلاند وماليزيا) من دون طعام أو مياه شرب، ما أسفر عن وفاة عشرة أشخاص، ورُميت جثثهم في البحر في ظل سكوت دولي مطبق.

 

من جهة أخرى هناك دول عربية اسلامية تشاهد ما يحدث وتمضي في سبيلها، وتشاهد القتلى فلا تدفنهم وتشاهد الجرحى فلا تضمدهم، فأين السعودية التي تعتبر نفسها حامية مصالح المسلمين والمدافعة عنهم!؟ وقد اكتفت دول مجلس التعاون ببيانها الختامي للدورة ١٢٦ المنعقدة على مستوى وزراء الخارجية الذي ادان القمع والمجازر الوحشية التي ترتكب بحق المسلمين في ميانمار دون أن تقدم دول النفط هذه أي مساعدة عملية تنقذ الأبرياء والأطفال و المهاجرين.

 

اضف الى هذا أن هذه الدول لم تفتح أراضيها للمسلمين الفارين من الموت كما فتحتها عام ٢٠٠٣ للطيران الأمريكي الذي غزا العراق وجلب لشعبه الموت، ولم تمول هذه الدول أي مشروع لإنقاذ مسلمي ميانمار كما مولت السعودية والامارات الحرب الاسرائيلية الأخيرة على غزة حسب ما ذكرته صحيفة الغارديان، اضف الى ذلك أیضاً أن جماعات تكفيرية في العالم العربي والاسلامي تقوم بذبح المسلمين تتلقى دعماً سعوديا وهذا ما أكده رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، وأحد رئيسي لجنة التحقيق في تفجيرات ١١ سبتمبر السناتور بوب غراهام الذي قال إن ”السعودية لا تكتفي بدعم المجموعات المسلحة في أنحاء العالم فحسب، بل إنها تختار العناصر الأكثر تطرفاً بينها”، كما أن العدوان السعودي العربي الذي استهدف شعب اليمن المسلم يكشف وبوضوح أن السعودية وحلفها لايهمهم الا منافعهم وأما بالنسبة للمسلمين والاسلام فلا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل.

 

إن السلوك العربي والعالمي هذا تجاه مسلمي ميانمار يتصف بالاهمال فلا تبدي الدول العربية الاسلامية والنفطية أي مبادرة لمساعدة مسلمي ميانمار أو احتواء المهاجرين الفارين من الموت ومن طرف آخر فإن قوانين حقوق الانسان أصبحت حجة لغزو الدول ونهبها لاغير، واذا ما نظرنا نظرة خاطفة الى وضع الأمة العربية والاسلامية من العراق الى ليبيا مروراً بسوريا واليمن ومصر وغيرهم ممن يعاني ويلات سببتها دول عربية اسلامية سنجد أن هذه الدول تدعي الاسلام وتسلك سلوكاً أشبه بسكاكين البوذيين الذين يذبحون مسلمي ميانمار، فاختاروا يا مسلمي ميانمار سكاكين البوذية أم الضمائر العربية!

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق