التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

صنعاء وسایغون علی مدار زمنی واحد 

 قبل اربعين عاما وتحديدا في ٢٩ ابريل ١٩٧٥ شنت قوات فيتنام الشمالية هجوما واسعا على مدينة سايغون التي كانت تعتبر المقر الرئيسي للقوات الموالية لامريكا حيث استطاعت قوات فيتنام الشمالية السيطرة على سايغون بشكل كامل خلال ٢٤ ساعة وهكذا تقبلت واشنطن الهزيمة في فيتنام بعد ٢٠ عاما من القتال.

 

وقد وجه التورط الامريكي في الأزمة الفيتنامية ضربة كبيرة الى مكانة واشنطن على الصعيد الدولي كما تسبب بتكلفة عالية للبيت الأبيض، وقد شكلت حرب فيتنام كارثة كبيرة بالنسبة الى الامريكيين حيث انهم لا يستطيعون حتى الآن ورغم مرور ٤٠ سنة على تلك الحرب بأن ينجوا من التبعات الاخلاقية والسياسية لتلك الحرب.

وكان الامريكيون يعتمدون على قواتهم الجوية طوال ٢٠ عاما من الحرب التي جرت في فيتنام من اجل ايجاد تفوق عسكري، وكانت الطائرات الامريكية تقصف في كل يوم مواقع الفيتناميين الشماليين بالقنابل العنقودية وكانوا يرشون الغابات ومزارع الفيتناميين بالمواد الكيميائية لكي يجبروا الفيتناميين الشماليين على الاستسلام، وفي حين كانت واشنطن تعلن ان هدفها من شن الهجوم على فيتنام هو منح الحرية والديمقراطية للشعب الفيتنامي، كان الفيتناميون الشماليون يقولون باستهزاء ان الامريكيين يقتلون الفيتناميين لكي يحررونهم.

وهكذا كان الامريكيون يقفون في مواجهة كل ابناء الشعب الفيتنامي وليس الجيش الفيتنامي فحسب، وتكرارا للتاريخ يبدو ان السعودية الان قد تورطت في أزمة تشبه حرب فيتنام وذلك بدعم امريكي حيث يمكن ان تجلب الحرب اليمنية نتيجة مشابهة لحرب فيتنام للقادة السعوديين وهكذا يمكن القول بان سايغون وصنعاء قد أصبحتا على مدار زمني واحد. 

ويتعرض اليمن الى غارات جوية سعودية منذ قرابة شهرين ويشكل الاطفال والنساء والمدنيون معظم ضحايا هذه الغارات، لكن القادة السعوديين لم يتمكنوا من تحقيق اي من اهدافهم في اليمن، ويبدو انهم اصبحوا بمفردهم وباتوا وحيدين في التحالف الذي شكلوه لضرب اليمن. 

ويقال ان ابناء الشعب اليمني باتوا ايضا يقولون باستهزاء ان الغارات الجوية السعودية هي عمليات قتل وابادة للمدنيين العزل من اجل الحرية والديمقراطية، ويعتبر وصول السعودية الى هذه المرحلة وقوفا في وجه كافة ابناء الشعب اليمني وستكون هزيمة مدوية للرياض. 

ولو بقي الامريكيون لمدة مئة عام أخرى في فيتنام لما استطاعوا السيطرة على ذلك البلد لأن الفيتناميين كانوا يقاتلون في بيوتهم ومن اجل بيوتهم ومن اجل وجودهم، وهذا المصير نفسه هو الذي ينتظر السعوديين في اليمن. 

ومن جهة أخرى هناك من يعتقد بأن حرب اليمن يمكن ان تكون فخا او مستنقعا للسعوديين واذا نظرنا الى طبيعة اداء السعوديين وغاراتهم نجد بأن هذا الهجوم سيكون مستنقعا سيغرق السعوديون فيه.

وهناك من المحللين من يعتقد بأن الدول التي تعتبرها السعودية حليفة لها قد ارادت توريط السعودية في الأزمة اليمنية لكي تستطيع الاستحواذ على ثروات السعودية البالغة مئات المليارات من الدولارات وهكذا يمكن القول إن حرب اليمن ستكون فخا للسعودية.

ومهما قيل فإن خلق هذه الأزمة في اليمن سيكون بمثابة اللعب بنار تتوسع في كل لحظة، فاليمن بلد كبير ولديه حدود بحرية تمتد لألفي كيلومتر ولديه موقع استراتيجي بالقرب من البحر الأحمر وخليج عدن والمناطق الاستراتيجية من افريقيا ويمكن لليمن ان يتحول الى “لغم” يهدد وجود السعوديين وحلفائهم في حال انفجاره. 

 

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق