التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, سبتمبر 19, 2024

الدور الامريكي في سقوط الرمادي 

 يعتبر سقوط اجزاء كبيرة من مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الواقعة غربي العراق بيد داعش، اول انتصار كبير لهذا التنظيم الارهابي منذ قرابة ٩ أشهر بعدما كانت القوات العراقية استطاعت استعادة محافظات ومناطق ومدن من سيطرة تنظيم داعش مثل ديالى وصلاح الدين وجرف الصخر وغيرها. لكن المفارقة هنا ان محافظة الانبار كانت تعتبر المعقل الرئيسي لتواجد المستشارين العسكريين الامريكيين في العراق ما يطرح تساؤلات عديدة حول حقيقة دور القوات الامريكية في سقوط الرمادي.

 

كان المستشارون الامريكيون يتخذون من قاعدة عين الاسد في غربي محافظة الرمادي العراقية مقرا رئيسيا لهم ليقوموا بتدريب قوات الجيش العراقي، وكانوا يقومون ايضا بعملية التنسيق بين قوات التحالف الدولي الذي يقودونه مع الجيش العراقي، وهكذا كانت محافظة الانبار المحافظة العراقية الوحيدة التي يمكن للامريكيين ان يقولوا بانهم يتواجدون على ارضها لمواجهة تنظيم داعش، لأن الحشد الشعبي العراقي كان هو الذي يتولى مهمة مواجهة تنظيم داعش في باقي المحافظات العراقية. وهنا يتبادر سؤال الى الذهن وهو كيف سمحت القوات الامريكية التي تتمتع بغطاء جوي من التحالف الدولي لتنظيم داعش بحشد قواته نحو محافظة الانبار ومدينة الرمادي؟ وكيف لم تفعل طائرات التحالف شيئا ازاء ارتال السيارات والآليات التي ادخلها تنظيم داعش الى الانبار على مرأى ومسمع القوات الامريكية المتواجدة هناك ؟     

 ان قيام داعش بحشد قواته في الانبار والتوجه نحوها يظهر بأن الضربات الجوية للتحالف الدولي وللامريكيين لم تكن مؤثرة ابدا حسب تقدير اكثر الخبراء العسكريين العراقيين وان استخلاص هذه النتيجة ليس بالامر المعقد وقد اعترفت صحيفة واشنطن بوست بأن التقدم الاخير لداعش في الانبار والرمادي يعتبر ضربة قوية للتحالف الدولي بقيادة امريكا. 

وهناك من الخبراء من يؤكد بأن الامريكيين هم من يتحملون مسؤولية الاحداث التي وقعت مؤخرا في الرمادي بسبب تقاعس الامريكيين عن تنفيذ التزاماتهم في اطار الاتفاقية الامنية وعدم قيامهم بتسليم الاسلحة للجيش العراقي وهي اسلحة اشتراها العراق ضمن عقود سابقة. 

 وقد شرح مصدر عسكري عراقي رفيع المستوى قبل ايام كيف اخلى الامريكيون الساحة لداعش في الانبار، وقال لوكالة الانباء الالمانية أن طائرات أمريكية خاصة قامت بإجلاء المستشارين الأمريكيين من قاعدة الحبانية العسكرية شرقي الرمادي ونقلتهم الى المنطقة الخضراء ببغداد”.  

 وبعد ان توضح مدى التواطؤ الامريكي مع داعش تعالت الاصوات في العراق للاحتجاج على الاعتماد على الامريكيين وقواتهم في الحرب الجارية ضد تنظيم داعش بعد ان كان الامريكيون يتهمون المستشارين العسكريين الايرانيين وقوات الحشد الشعبي بشتى الاتهامات الطائفية وما شابه ذلك. وقد طالبت النائب عن ائتلاف دولة القانون عواطف نعمة، يوم الثلاثاء الماضي، الحكومة العراقية بالاعتماد على المستشارين العسكريين الايرانيين بدلاً من الامريكان الذين أنهكوا ميزانية الدولة.

وقالت نعمة في بيان انه “على قيادات اتحاد القوى العراقية البحث عن حقيقة تنظيم داعش الارهابي وارتباط هذا التنظيم بالسياسيين والطائفيين الذين يصطادون بالماء العكر وسفرهم السري الى بعض دول المنطقة منها قطر وتركيا والاردن”.

واضافت ان “دخول قوات الحشد الشعبي الى محافظة الانبار جاء بموافقة القائد العام للقوات المسلحة”، مؤكدة ان “سواعد ابطالنا بالقوات المسلحة والحشد الشعبي ستحرر الرمادي ومحافظة الانبار من العصابات الارهابية والزمر التكفيرية”.

واشارت نعمة الى ان “الواقع اثبت ان التحالف الدولي انحاز الى تنظيم داعش الارهابي والمستشارين الامريكيين لم يخدموا القوات الامنية”.

ودعت نعمة رئيس الوزراء حيدر العبادي الى الاعتماد على المستشارين الايرانيين بدلاً من الامريكان الذين انهكوا ميزانية الدولة ووضع استراتيجية لشركائه من دون مجاملة على “دماء ابنائنا ويجب وضع النقاط على الحروف”.

ويبدو ان الحكومة العراقية قد ادركت ايضا بأن قتال تنظيم داعش لن يكون ممكنا دون قوات الحشد الشعبي كما يريد الامريكيون، ولذلك قام القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بالطلب من الحشد الشعبي بالاستعداد والتهيؤ مع القوات المسلحة ومتطوعي العشائر لتحرير محافظة الانبار بالكامل من تنظيم داعش.

وتعتبر قضية وجود المستشارين العسكريين في العراق امرا اعتياديا، فهناك بالاضافة الى وجود مستشارين عسكريين ايرانيين وامريكيين، مستشارون من نيوزيلندا واستراليا وغيرهما في العراق. ويبقى على العراقيين ان يقرروا من الآن فصاعدا الاستعانة فقط بالجهة التي تدعمهم حقا دون مقابل وان ينتبهوا للخطة الامريكية التي تنفذ سرا في العراق لإضعاف الحكومة وسوق الاوضاع نحو تقسيم البلاد.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق