التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

فجر ليبيا .. التشكيل المريب 

 منذ انطلاق أحداث الثورة في ليبيا عام ٢٠١١ بدأ تشتت الشعب الليبي في اتجاهات عدة، بين مناصرين للرئيس السابق معمر القذافي ومغرر بهم بحلم الحرية وأطراف ممولة من هنا وهناك، ثم عادت وتحولت التشتتات إلى تجمعات وتحالفات سياسة وقتالية بين موالين لأصحاب الحكم الجديد أو مستفيدين منه معترف بشرعيتهم من ما يسمى بالمجتمع الدولي وآخرين متضررين أو طامعين بالسلطة كتحالف فجر ليبيا الذي يحاول أصحابه تقديمه على شكل ثورة لاستعادة الثورة. لكن الواقع أن التصرفات التي تقوم بها هذه المجموعة لا تقل بشاعة عن تصرفات الجماعات الإرهابية في باقي أنحاء العالم.

 

فقد دخلت ليبيا منذ اليوم الأول لأحداث الإنقلاب على الحكم السابق في فتن وقتال داخلي لا يعرف الرحمة، تزايد وتضاعف بشكل غير مسبوق مباشرة بعد سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك، حيث تحولت المواجهات إلى قتال دموي لا يعرف الرحمة، حتي بات اللاعبون الأساس على الساحة يتوزعون على ثلاثة أطراف أساسية هم النظام الحاكم المدعوم أمريكيا وأوروبيا وتنظيم داعش الإرهابي ومجموعة فجر ليبيا ذات التشكيل المريب ليس فقط بسبب الأطراف التي تشكلت منها بل في قدراتها العسكرية وتصرفاتها الإرهابية علي الأرض. 

وأقل ما يمكن أن يقال حول مجموعة فجر ليبيا إنها جماعات بربرية تهاجم المدن تسرق وتقتل بلا رحمة، زعمت في البداية أنها تريد تحرير العاصمة وإعادة الحرية للشعب الليبي، فإذا بهم قد حولوا العاصمة إلي مدينة للموت والإجرام، وبالتالي هي ليست أقل من أنها مجموعة فجر ليبيا الإرهابية، التى تكونت من مجموعة من الجيش الليبي السابق يقودهم المطلوب للمحاكمة صلاح بادي، صاحب التاريخ الدموي في مناطق بني وليد وتاورغاء وسرت، وقد أقدم هذا التنظيم لأربعين يوماً متواصلة علي قصف مطار طرابلس وبعض مناطق العاصمة بالصواريخ والمدافع، نتج عن ذلك تدمير مطار طرابلس، المطار الأساسي والأكبر لليبيا، كما خلّف هجومهم هذا العشرات من القتلى الأبرياء في صفوف المدنيين نتيجة قصف المناطق السكنية، مثل غوط الشعال وقصر ين غشير وغيرها كما تسبب قصفهم في نزوح قرابة ٢٠٠٠ مواطن خارج مدينة طرابلس أكثر من نصفهم نزحوا نحو تونس هرباً من الموت.

وقامت قوات فجر ليبيا، بعد إنسحاب قوات الزنتان والجيش الليبي خارج العاصمة بالسيطرة على العاصمة، وقد استباحت قواتهم كل ما مرت عليه في العاصمة من سرقة ونهب وقتل وخطف وتدمير، والجميل في الأمر أنهم ومع كل تصرفاتهم ما زالوا يقومون بمحاولات إعلامية للحصول على نوع من الشرعية، فأحيوا المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، وقام المؤتمر بتكليف رئيس وزراء للبلاد، فكانت توزيعات مشبوهة للمناصب، أما السلطة الرسمية المنتخبة بعد القذافي والتى أتت عبر انتخابات رسمية، فجرمت هذه المجموعة واعتبرتها تنظيماً إرهابياً وأصدرت قراراً بحل كل التشكيلات المسلحة وتسليم أسلحتها للجيش الليبي، ولكن أبت مجموعة فجر ليبيا الانصياع لها، وعليه فجر ليبيا هي الآن بنظر الماسكين بالسلطة الحالية مجموعة إرهابية وقادتها مطلوبون للعدالة على خلفية إرتكاب جرائم قتل بحق المدنيين وسرقة ونهب الممتلكات الخاصة والعامة، ويذكر أنها تقوم خلال هذه الفترة بالتعاون مع مجموعة أبوعبيدة الزاوي المصنفة إرهابية أيضا بالعدوان على مدينة ورشفانا. 

أما وبقراءة دقيقة ومتمعنة لإعلام الكثير من الدول اللاعبة على ساحات الدول المتأزمة سنجد ببساطة أن الدول الأوروبية وأمريكا تحاول دعم السلطة الحالية لاستعادة العاصمة من قوات فجر ليبيا، إذ أن هذه الدول تستسفيد من وضع يدها على الثروات الليبية بثمن متندن مقابل أثمان باهظة لأسلحتها التي تبيعها للحكومة، وهناك داعش الممول من السعودية وبعض الدول الخليجية، وكما هو الحال في سوريا، تأتي فجر ليبيا علي شاكلة مجموعة جبهة النصرة الإرهابية، الممولتين والمدعومتين إعلاميا ومخابراتيا من قبل قطر وتركيا، الباحثتين عن أدوار وأرباح من الحرب الدائرة. 

وكما قام الكيان الإسرائيلي، الحليف الأساسي لأمريكا، وباعتراف صريح منه، باستقدام أعداد ضخمة من المرتزقة الأفارقة لتوجيه الأحداث الليبية لصالحه، قام حلفاء داعش وفجر ليبيا الإرهابيتين باستجلاب مرتزقة لصالح المجموعات التي يدعمونها، وفي الخلاصة جميعهم يستغلون الشعب الليبي ويبنون على دمائه أرباحهم وسياساتهم. ولا يبدو في الأمد القريب أي بريق أمل بقرب نهاية هذا النزاع الدموي.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق