التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

ما هي حقيقة الاسباب وراء تقدم داعش في الرمادي العراقية وتدمر السورية؟ 

 في الايام الاخيرة كان واضحا تقدم داعش بشكل ملحوظ في مدينتي الرمادي التابعة لمحافظة الأنبار العراقية ومدينة تدمر الاثرية في سوريا. ومع هذا التقدم استحوذ داعش على مساحات واسعة من كلتي الدولتين. فما هي الاسباب الحقيقة وراء هذا التقدم المفاجئ؟ وهنا يأتي الحديث عن لعبة الحرب الاعلامية والدعم المالي والفكر الارهابي الذي لعب الدور البارز في التوسع الاخير لداعش.

 

اولاً. الحرب الاعلامية: ان احد اهم الاسباب لتقدم داعش هو ما تقوم به من ادارة حرب اعلامية باستخدام التكنولوجيا الحديثة ونشرها عبر الشبكات الاجتماعية مثل فيس بوك وتويتر لما له من دور في التاثير على الشباب. بالاضافة الى عرض مشاهد متلفزة عن التنظيم من تدريبات او عمليات بما يشابه مشاهد هوليود. ولا ننسى الخطبة التي القاها ابو بكر البغدادي في الموصل منذ حوالي عام وكيف تم تصويره بانه خليفة المسلمين، حيث ان هذا الامر يزيد من اندفاع بعض الشباب للسعي للانتماء الى “دولة الخلافة” حسي تعبيرهم، حيث شاهدنا شباباً من الداخل الفلسطيني انضمت الى داعش لتحارب في العراق وسوريا وتنسى القضية الفلسطينية والاقصى بسبب “دولة الخلافة”، وهذا ايضا ما يفسر استقطاب الشباب من اوروبا وامريكا للانضمام الى داعش.

ثانياً. الدعم المالي والفكري: ان العامل المهم لهذه التنظيمات هو الدعم المالي والفكري، فهناك دول تحمل نفس الفكر الذي تحمله هذه الجماعات التكفيرية وقد كان ذلك واضحا من خلال الخطب الدينية كامثال السديس الذي اعلن في خطبته اثناء الحملة السعودية على اليمن انها حرب سنية شيعية. وهناك الكثير من هؤلاء المشايخ الذين يروّجون للفكر التكفيري ويدعون إليه، ويقومون ايضا بتأمين الدعم المالي لهذه التنظيمات بشكل مختلف من جمع تبرعات الى شركات نفعية تكون خاصة لهذه التنظيمات باسماء وهمية. فهناك شبكات منتشرة في جميع دول العالم وبالاخص في الدول الغنية مثل الدول الخليجية.

ثالثاً. زرع الخوف عند الناس: ان الطريقة التي يتعامل بها داعش عند الدخول الى اي منطقة هي طريقة ارهابية ممنهجة تماما، حيث يقوم بالادعاء بتطبيق الشريعة الاسلامية ثم يقوم باعمال وحشية من قطع رؤوس وصلب وحرق واساليب اخرى ربما لم نشاهدها بعد. ان هذا الاجرام زرع الخوف والرعب بين الناس تجاه تنظيم داعش الإرهابي فكان له الاثر في تسريع سقوط المناطق بيد هذا التنظيم، وذلك لعدم مواجهة التنظيم من ابناء المنطقة نفسها، وغالبا ما نشاهد فرار الناس مع عوائلهم خوفا من بطش داعش.

رابعاً. الاسلحة المتطورة: لدى تنظيم داعش ترسانة اسلحة متطورة ومن صناعة دول مختلفة روسية وامريكية و حتى اسرائيلية. ففي العام الماضي اقام التنظيم عرضا عسكريا في مدينة الرقة السورية لما يملكه من صواريخ ودبابات وعربات مسلحة، كان قد استولى عليها من الجيشين السوري والعراقي. كما لدى داعش اسلحة محمولة متطورة تم التزود بها عبر رميها من طائرات مجهولة المصدر ربما تكون تركية او طائرات التحالف. ويمتلك داعش ايضا اسلحة محرمة دوليا كغاز الكلور، حيث اثبت تحقيق دولي بالتعاون مع قوات البيشمركة الكردية من خلال جمع عينات من التربة والملابس لمنفذ عملية انتحارية، استخدام غاز الكلور في ٢٣ كانون الثاني/ يناير. ما يؤكد أنه ليس لدى داعش اي حرمة من استخدام اي نوع من هذه الاسلحة، كما جاء في صحيفة الإندبندنت ان هناك هواجس تتحدث عن امتلاك داعش لاسلحة نووية من باكستان. وهذا ما يفسر بالدعم اللامحدود لهذا التنظيم الإرهابي من قبل الجهات الداعمة.

خامساً. الخطط العسكرية والانتحارية: ان الخطط المستخدمة من قبل تنظيم داعش ساعدته على السيطرة على مدن واسعة مثل الرمادي وتدمر، والمثال على ذلك استخدام التنظيم لعمليات انتحارية عبر عربات مفخخة وخطط عسكرية متقدمة. ففي الرمادي قام داعش باستخدام حوالي ٢٧ عملية انتحارية والدخول من عدة محاور للسيطرة على المدينة، وكذلك الامر في تدمر فقد ساعدته الاستفادة من عربات همر امريكية مصفحة وصواريخ محمولة متطورة بالاضافة الى تكتيكات عسكرية اكتسبها من اجهزة استخباراتية مختلفة.  

وجود البيئة الحاضة لداعش، والتي ربما تكون في بعض الاحيان عبارة عن خلايا نائمة، حيث راينا في بعض المشاهد عند دخول داعش لبعض المناطق كيف يقوم بعض الاهالي باستقبال المسلحين، يكون له اثر اضافي لتقدم داعش. كما ان لداعش استراتيجيات اخرى في انتخاب المدن المستهدفة من اجل توسيع دولته، حيث بالسيطرة على مدينة تدمر مثلا يقوم بزيادة الخناق على مدينة دير الزور السورية وقطع جميع امدادات الجيش السوري عنها. كما يسعى داعش للاستيلاء على مدن غنية نفطيا.

والسؤال هنا اين دول التحالف الـ٦٠ الاقوى في العالم والتي تملك احدث الاسلحة والتكنولوجيا، من اجل توقيف توسع داعش في مدينتين صحراويتين مكشوفتين امام طائرات التحالف؟! فالقضية باتت مكشوفة، إن الدعم الاول والاخير لتنظيم داعش يأتي من دول التحالف نفسها.

كل الاسباب التي تم ذكرها كان لها الدور البارز في تقدم داعش في الرمادي وتدمر، وهنا لا نريد القول ان لدى داعش قوى خارقة وانما تم تحليل الاسباب بشكل واقعي من اجل معرفة كيفية توقيف تمدد داعش، والا فإن خطر هذا التنظيم الإرهابي سيبقى يتوسع ليصل الى مدن اخرى.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق