آخر التطورات علي الساحة النيجيرية والتصدي لـ”بوكو حرام” 

لا يزال يطغى على الساحة النيجيرية الإرتكابات التي تنفذها جماعة ما يعرف بـ” بوكو حرام”، وهي التي لا تختلف لا من حيث الأهداف المعلنة ولا الإعتداءات التي تنفذها بحق النيجيريين عن غيرها من الجماعات الإرهابية الأخرى في سوريا والعراق وغيرهما، وتشير المصادر الأمنية النيجيرية ومن خلال التحقيقات التي تجريها مع عناصر من بوكو حرام تم اعتقالهم، إلي أن التنظيم يتلقى الدعم الكامل من تنظيم القاعدة مع الإشارة إلى أن تنظيم القاعدة نفسه يلقى الدعم من دول غربية وإقليمية. كما أن الجماعة بدأت تشهد انتشارا في كل من تشاد والكاميرون. وفي تقرير لآخر التطورات التي تشهدها الساحة النيجيرية في الأيام الأخيرة الماضية من إعتداءات الجماعة وعمليات الجيش في مواجهتها والتصدي لها نعرض بعض المجريات الأخيرة كالتالي:

رئيس نيجيريا يؤدي اليمين ويتعهد بمحاربة بوكو حرام:

وعد الرئيس النيجيرى الجديد محمد بخارى وفي خطاب تنصيبه رئيسا للبلاد يوم الجمعة الفائت بالعمل مباشرة على معالجة التحديات الكبيرة التي تواجه بلاده وخاصة تمرد جماعة بوكو حرام، مضيفا أن “بوكو حرام مجموعة من الناس المجانين الذين لا دين لهم، وأنهم أبعد عن الإسلام مما يمكن أن نتصور”. وأوضح أنه سيقيم مركزا جديدا للقيادة العسكرية في ميدوغري شمالي شرقي البلاد، معتبرا أنه لا يمكن تحقيق النصر على بوكو حرام من مركز القيادة في العاصمة أبوجا وسط البلاد. كما وعد ببذل كل ما يسعه للإفراج عن آلاف الرهائن الذين اختطفهم متمردو بوكو حرام ومن بينهم 219 تلميذة اختطفن في أبريل/نيسان 2014 في بلدة شيبوك شمالي شرقي البلاد(3).

الجيش النيجيري يعلن مقتل 30 عنصر من بوكو حرام

أعلنت وزارة الدفاع النيجيرية الاثنين أن نحو 30 من جماعة بوكو حرام(3) من بينهم من يشتبه بأنه زعيم أجنبي قتلوا في مواجهات مع قوات الجيش. من جهة أخرى اتهمت الحكومة الجماعة بقتل عشرة أشخاص ذبحا، في هجوم بمنطقة شمال شرقي البلاد الأحد الماضي. 

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع كريس أولوكولادي في بيان إنه عثر على آلاف اليوروات بجوار جثة قائد في الجماعة من جنسية أجنبية(2) بعد أن صدت القوات بنجاح هجوما على منطقة مافا شمال شرقي نيجيريا، مشيرا إلى مقتل عشرات آخرين. وأضاف أن آخرين (دون أن يحدد عددهم) من الجماعة فروا بعد أن لحقت بهم إصابات متفرقة. وأشار إلى أن الجيش استولى على بنادق ومدفع رشاش وقاذف صاروخي وذخائر متنوعة.

قتلى لبوكو حرام بمايدوغوري

أفاد مصدر في الشرطة النيجيرية بارتفاع حصيلة ضحايا هجوم جماعة بوكو حرام على مسجد في مدينة مايدوغوري، إلى 26 قتيلا(5) وقال المصدر إن الحصيلة الأكبر من القتلى وقعت حين أصابت قذيفة مبنى مقسما لعدد من الوحدات السكنية.

أسرى للجماعة بيد الجيش:

قال وزير الداخلية في النيجر حسومي مسعودو أمام البرلمان إن بلاده اعتقلت في الأشهر القليلة الماضية 643 شخصا ووجهت لهم اتهامات مرتبطة بإعتداءاتهم المتنوعة على المدنيين(1).

وأرسلت النيجر ثلاثة آلاف جندي للانضمام إلى قوة إقليمية مشتركة مع تشاد والكاميرون ونيجيريا بهدف سحق تمرد بوكو حرام الذي راح ضحيته الآلاف. وأضاف مسعودو أنه “جرى تفكيك العديد من شبكات بوكو حرام والخلايا النائمة التابعة لها في منطقة ديفا الواقعة في جنوب النيجر على الحدود مع نيجيريا.

الأعمال الإرهابية التي نفذتها جماعة بوكو حرام خلال الأيام الثلاثة الماضية:

– قتل 7 أشخاص على الأقل وأصيب 12 آخرون(5)، عندما فجر مسلحو التنظيم قنبلتين في حفل زفاف، في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا، الجمعة. وقد وقع الانفجاران اللذان تتابعا بفارق دقيقتين في بلدة نائية، قبل ساعات من خطاب القسم للرئيس محمد بخاري.

– هاجم مسلحو جماعة بوكو حرام المتطرفة مدينتين في شمال شرق نيجيريا حيث أضرموا النار في مبان عامة ونهبوا متاجر ومحطات وقود، وفق ما افاد سكان وضابط في الشرطة الاحد الماضي. ولم تتوافر اي حصيلة حتى الان، وخصوصا ان الاتصالات مقطوعة مع مدينتي غالدا وفيكا في ولاية يوبي منذ وقوع الهجومين(6).

وقال ابو بكر مايغورو احد سكان فيكا عاصمة الولاية والتي تبعد 150 كلم من داماتورو ان “مسلحي بوكو حرام وصلوا في شاحنتي بيك اب وعلى متن دراجات نارية عدة قرابة الساعة التاسعة ليلا وبدأوا يطلقون النار في كل الاتجاهات والقوا قنابل يدوية على مركز الشرطة ما اجبر عناصره على الفرار والسكان على ملازمة منازلهم”.(2)

واضاف ان المتطرفين احرقوا ايضا مجموعة من مساكن الموظفين و13 سيارة(6).

واورد ابراهيم صغير وهو ايضا احد سكان المنطقة “لقد احرقوا كل اعمدة شبكة الاتصالات”.

واكد الشاهدان انه تم استنفار جنود في بوتيسكوم التي تبعد 50 كلم(3)، واكد ضابط شرطة في بوتيسكوم هذا الهجوم لفرانس برس من دون ان يدلي بحصيلة للضحايا.

وفي غالدا التي تبعد 20 كلم من فيكا، وقع هجوم اخر قرابة الساعة السابعة صباحا وقال احد السكان محمد غربا ان “المسلحين هاجموا مدينتنا عبر اطلاق النار في كل مكان لإخافة السكان قبل ان يدخلوا المتاجر وينهبوها”. واضاف “توجهوا الى فيكا بعدما هاجموا غالدا”.

وفي هذا الإطار تعمل الدول الثلاث نيجيريا وتشاد والكاميرون على التنسيق والتخطيط معا ضمن لجنة مشتركة للتصدي لمحاربة هذه الجماعة الإرهابية.