التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

أسباب و تداعيات انضمام عشائر الانبار للحشد الشعبي 

 أكدت عشائر محافظة الانبار العراقية استعدادها للوقوف إلى جانب قوات الجيش والحشد الشعبي لتحرير محافظتهم من ارهابيي تنظيم “داعش” التكفيري.

ودعا زعماء القبائل ومجلس المحافظة في الانبار إلى تنظيم مؤتمر للقبائل الوطنية لتأكيد ولائها للوحدة العراقية ووقوفها مع القرار الشعبي والرسمي في محاربة الإرهاب.

ووصفت عشائر الانبار الشيوخ والسياسيين المحسوبين على المحافظة الذين وقفوا إلى جانب ” داعش ” بالخونة وأنهم لايمثلون اهالي المحافظة وعشائرها، وحذرتهم من أنهم سينالون جزاءهم على أيدي أبناء العشائر.

الشيخ رافع عبد الكريم شيخ عشيرة البوفهد وهي من العشائر السنية المعروفة في غرب العراق وصف تنظيم ” داعش ” بأنه الأداة المنفذة للمؤامرات الاجنية الرامية إلى تشويه صورة الاسلام الناصعة من خلال ارتكاب الجرائم البشعة بإسم الاسلام والاسلام منها براء.

وقال الفهداوي في مؤتمر صحفي : ” علينا أن نقف مع إخواننا ممن لديهم القوة والمعنوية للتصدى إلى “داعش” ونكون رأس الرمح للمقاتلة وسيأتي اليوم الذي سنسحقهم ونقضي عليهم قريباً”.

الأمر الملفت في موقف عشائر الانبار هو التحذير الشديد الذي وجهته إلى بعض السياسيين والشيوخ المحسوبين على المكون السني الذين وقفوا إلى جانب “داعش” والذين وصفتهم بالخونة، حيث هددت بانزال اشد العقوبات بهم على يد ابناء العشائر التي تقاتل “داعش” إلى جانب القوات الامنية والحشد الشعبي.

ورغم المرارة التي يشعر بها شيوخ العشائر في الانبار بسبب خيانة بعض سياسيي وشيوخ المحافظة ومساعدتهم لداعش في احتلال مدنهم وأراضيهم، فإنهم اكدوا استعدادهم التام للانضمام إلى الحشد الشعبي لاستعادة هذه المناطق وتحريرها من الارهابيين بمساعدة القوات الامنية.

موقف العشائر هذا والذي يُعد الاقوى منذ دخول ” داعش ” إلى العراق يمكن النظر اليه من عدة جوانب باعتباره يمثل تحولاً كبيراً باتجاه دعم الجيش والحشد الشعبي:

١ – هذا الموقف يأتي في إطار الاستجابة الشعبية المنقطعة النظير لفتوى ” الجهاد الكفائي ” التي اطلقتها المرجعية الدينية في النجف الاشرف لتحرير المدن والمناطق التي احتلتها الجماعات الارهابية وارتكبت فيها أفضع الجرائم لإدخال الرعب في نفوس المدنيين الأبرياء لاسيما النساء والاطفال ودمرت البنى التحتية لتلك المناطق.

٢ – موقف عشائر الانبار الداعم للجيش والحشد الشعبي سيعطي زخماً قوياً للشعب العراقي في حربه ضد الارهاب ويقوي لديه الأمل بأن معركته ضد ” داعش ” وباقي الجماعات الارهابية ستحسم لصالحه وستؤدي إلى دحر الارهابيين واجتثاثهم من المناطق التي احتلوها بسبب تخاذل وتواطئ بعض السياسيين والشيوخ المحسوبين على تلك المناطق.

٣ – موقف عشائر الانبار يبين مدى الخيبة التي اصيبت بها هذه العشائر جراء الوعود الزائفة التي تطلقها الادارة الامريكية بين الحين والآخر والتي تدّعي فيها انها تريد مساعدة أبناء الانبار للقضاء على ” داعش ” ولكنها لا تفعل شيئاً على ارض الواقع . وهذا الموقف جاء بعدما ثبت بالدليل القاطع ان واشنطن هي التي اوجدت ” داعش ” وقدمت له كافة انواع الدعم لتنفيذ عملياته الاجرامية ضد العراقيين في اطار مخطط امريكي يهدف إلى تقسيم العراق.

٤ – ادرك الشعب العرقي وعشائره الغيورة ان الجماعات الارهابية والتكفيرية هي صنيعة الكيان الاسرائيلي والدول الاستكبارية الحليفة له وفي مقدمتها امريكا التي تسعى لتمزيق دول المنطقة وبث الفرقة الطائفية بين شعوبها بدعم من الانظمة الرجعية والعملية في المنطقة التي توظف طاقات بلدانها وخيراتها لقتل المسلمين وتدمير أوطانهم والعبث بمقدراتهم.

وتجدر الاشارة إلى ان المرجعية الدينية في النجف الاشرف تنظر إلى جميع العراقيين على انهم شعب واحد ويجمعهم مصير مشترك ولا فرق بين طوائفهم ومكوناتهم مهما تنوعت انتماءاتهم الدينية والقومية. وفي مقابل ذلك يعتقد جميع العراقيين أن المرجعية الدينية تمثل صمام الأمان لاعادة الأمن والاستقرار إلى البلد دون تمييز بين منطقة واخرى ودون تفريط بحق طائفة أو مكون لحساب طرف أو مكون آخر.

كما تجدر الاشارة إلى ان الحشد الشعبي الذي استجاب لفتوى المرجعية الدينية ولبّى نداءها بات اليوم القوة الضاربة التي يعول عليها جميع العراقيين لتحرير بلدهم من ” داعش ” لما يتميز به من اصرار وإقدام على تحقيق النصر أو نيل الشهادة في سبيل حفظ عزة وكرامة البلد . فالروحية والمعنويات العالية التي يتمتع بها الحشد انعكست بشكل جلي على ارض الواقع في الانتصارات الباهرة التي حققها إلى جانب الجيش والقوات الامنية في كثير من المناطق التي كان يحتلها ” داعش ” ومن بينها آمرلي وجرف النصر ” جرف الصخر ” وديالى وكركوك وصلاح الدين وكان آخرها في بيجي والعديد من المناطق المحيطة بمدينة الرمادي تمهيداً لتحرير محافظة الانبار بالكامل من الارهابيين.

ويرى المراقبون ان اصرار امريكا والدول الحليفة لها على عدم اشراك الحشد الشعبي في المعارك التي تخوضها القوات العراقية ضد الجماعات الارهابية يدلل بشكل واضح على الدور الاستراتيجي الذي يلعبه الحشد وقدرته على تغيير المعادلة العسكرية لصالح الشعب العراقي وتخليصه من ” داعش ” الذي يفر عناصره حال سماعهم بوصول قوات الحشد إلى المناطق التي يحتلونها.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق