ما هي حقيقة وفاة قائد القوات الجوية السعودية؟
أثار البيان المقتضب لوزارة الدفاع السعودية أمس الأربعاء حول وفاة قائد القوات الجوية الملكية السعودية الفريق ركن محمد بن أحمد الشعلان الكثير من الإلتباسات حول الأسباب الحقيقية لموته. الرواية السعودية شابها العديد من الشكوك حيث أبرزت قناة (CNN) في خبرها، أن البيان، الذي أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، “لم يتضمن، أي تفاصيل إضافية حول ظروف الوفاة المفاجئة لقائد القوات الجوية، أو المكان الذي كان يتواجد فيه قبل وفاته”.
الرواية السعودية التي لم تقنع الصحافة العالمية، تعرّضت للقصف الإعلامي من داخل السعودية وخارجها، في حين ظهرت رواية مغايرة تؤكد مقتل الفريق الشعلان جراء صاروخ السكود الذي أطلقته اللجان الشعبية اليمنية فجر السبت الماضي على قاعدة خالد بن عبد العزيز الجوية العسكرية في خميس مشيط بمنطقة عسير السعودية، فهل كان موتاً أم قتلاً ذلك الحدث الذي تعرض له قائد القوات الجوية السعودية؟
شغل الفريق شعلان هذا المنصب منذ ١٤ مايو ٢٠١٤م، بعد أن كان نائباً لقائد القوات الجوية السعودية برتبة لواء، وبالتالي يعتبر الجنرال السعودي هو اليد التنفيذية لبلاده في العدوان الحالي على الشعب اليمني، لذلك نزل خبر وفاة أو مقتل الفريق شعلان برداً وسلاماً على آلاف الأمهات الثكلى جراء غارات قواته الجوية على الأراضي اليمنية.
الرواية السعودية
ما لبثت وكالة الانباء السعودية أن نشرت خبر الفريق الشعلان حتى تعرّضت الرياض لقصف إعلامي موسّع حيث سخر المغرد السعودي “جمال بن” والذي يعتقد انه احد امراء العائلة الحاكمة من الرواية الرسمية للوفاة بطريقة تثير شكوكا حول الأسباب الحقيقية لهذه الوفاة المفاجئة.
وبعيداً عن التحليلات والمعلومات، بدا واضحاً ضعف الرواية السعودية فقد اقتصر البيان على سطرين فقط “انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم معالي قائد القوات الجوية الملكية السعودية الفريق ركن محمد بن أحمد الشعلان الذي وافته المنية أثناء رحلة عمل خارج المملكة إثر أزمة قلبية”، وبالتالي لم توضح السلطات السعودية اسم الدولة التي كان يقوم بها الشعلان برحلة عمل، رغم ان هذه الرحلة يفترض ان تكون خبرا رسميا لانه يقوم بمهمة عملية وليس زيارة خاصة.
ما لا يختلف عليه اثنان منذ بدء العدوان السعودي على اليمن هو “القبضة الحديدية” التي تمارسها السلطات السعودية على وسائل الإعلام ففي نجران مثلاً عممت السلطات السعودیة على المواطنین تعلیمات أبرزها منع تصویر أي أحداث أو إنزال الصور إلى مواقع التواصل حیث “یتعرض کل من یفعل ذلك للعقوبات الرادعة”.
الرواية السعودية تأتي في ظل ترويج ممنهج لأخبار كاذبة تبدأ بمقتل السيد عبدالملك الحوثي أو المسؤول العسكري لجماعة أنصار الله “أبو علي الحاكم” وتنتهي بأسر جنود من الحرس الثوري الإيراني مروراً بأخبار أخرى حول وفاة ومن ثم فرار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى خارج اليمن. كما أنها تأتي بعد تأكيد المتحدث باسم عاصفة الحزم العميد أحمد عسيري تدمير القدرة الصاروخيّة اليمنية، إلا أن اللجان الشعبية اليمنية أطلقت السبت الماضي صاروخ سكود على قاعدة خالد بن عبد العزيز الجوية داحضةً إدعاءات العسيري، ما يطرح العديد من التساؤلات حول الرواية السعودية حالياً.
الرواية اليمنية
بدت الرواية اليمنية أكثر ترابطاً رغم أنها لم تستند إلى دليل قاطع أو مشاهد تؤكد صحة الإدعاءات المذكورة، فقد أعلنت اللجان الشعبية السبت الماضي إستهداف أكبر قاعدة عسكرية جنوب السعودية، وهي القاعدة الجوية التي تنطلق منها الطائرات السعودية لقصف الأراضي اليمنية. وقد أكّد مصدر يمني في نيويورك، بان “مقتل قائد القوات الجوية السعودية الفريق ركن محمد بن احمد الشعلان في قاعدة خميس مشيط جاء اثر قصف صاروخ سكود يمني، على خلاف ما أعلن رسميا بأن الوفاة كانت اثر أزمة قلبية”.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، إن الشعلان قضى في القصف الذي تعرضت له قاعدة الجوية في خميس مشيط بصاروخ سكود من قبل الجيش اليمني قبل أيام.
من جانبها أكدت صحيفة المسار اليمنية، نقلا عن مصادر سعودية معارضة، أن وفاة الفريق ركن محمد بن أحمد الشعلان، نتجت عن قصف من الجيش اليمني بصاروخ سكود على قاعدة “خالد بن عبد العزيز الجوية الواقعة في منطقة خميس مشيط جنوب المملكة”.
التغريدات الموجودة لأشخاص سعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي تنفي الرواية السعودية السابقة بإسقاط السكود اليمني عبر صواريخ الباتريوت، لأنها أكّدت أن الصاروخ أحدث إنفجاراً كبيراً أثار هلع الجميع أعقبته موجة نزوح كبيرة بالتزامن مع التدمير الكبير الذي أحدثه الصاروخ في مباني القاعدة.
كذلك، لم تكن الإدعاءات اليمنية بتواجد الفريق الركن الشعلان بعيدةً عن الوقع، فهي أكبر قاعدة جوّية في السعودية، كما أنها مقر القيادة الرئيس الذي يشرف على الغارات الجوية التي يشنها الطيران السعودي، ولو لم تكن كذلك فلمَ قام وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان بزيارتها أثناء العداون “للإطلاع على العمليات الجوية المخطط لها ونوعيتها حسب الأهداف المحددة والتحضيرات المعدة لها”، حسبما أعلنت السعودية حينها.
في الخلاصة، يبدو واضحاً ضعف الرواية السعودية التي يشوبها الكثير من الضعف ما جعلها عرضةً للتساؤل في الداخل السعودي وخارجه إضافة إلى وسائل الإعلام العالمية، إلا أن الرواية اليمنية رغم أنها لم توثّق بالأدلة القاطعة كانت أقرب إلى الواقع.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق