التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

مخطط قطر لتعويم الجولاني وجبهته التكفيرية: قراءة ودلالات 

“أسامة العبسي الواحدي” أو ما صار يعرف ب “أبو محمد الجولاني” متزعم “جبهة النصرة” الإرهابية  والملقب “بالفاتح”, صاحب السجل الأسود المعروف بأعماله الارهابية التي أبتدئها في العراق عام ٢٠٠٣ تحت يد “أبو مصعب الزرقاوي” الذي يشهد تاريخ العراق بين العامي ٢٠٠٣ و ٢٠٠٦ باعماله الإجرامية ضد الشعب العراقي، الجولاني وبعد مقتل الزرقاي توجه إلى لبنان ليفتح له صفحة سوداء بتدريب ما عرف ب “جند الشام”، لينتقل بعدها إلى العراق حيث سجن بوكا الذي تخرج منه جملة التكفيريين الإرهابيين اللذين سطع أسمهم اليوم قتلا وانتهاكا لسيادة وحرية منطقتنا العربية. أمام هذا السجل التكفيري الحافل للجولاني تبرز مجموعة من الأسئلة، من يقف وراء إجرام الجولاني؟ وما سبب الموجة الإعلامية التلميعية للجولاني وجبهته في الفترات الاخيرة؟ وهل هذا التعويم والتلميع يلغي حقيقتها الإجرامية؟ وأين دور المجتمع الدولي من الدول الداعمة للإرهاب؟ وألا يتطلب ذلك مسائلة وإستجواب؟

 

قطر ومخطط تعويم الجولاني وجبهته على غيره من جماعات التكفير

لم يعد خافيا لدى الأوساط المتابعة لمجريات الأمور أن قطر في منطقتنا داعما أساسيا للإرهاب والتكفير، بل أكثر من ذلك فهي تعمل منذ فترة على تلميع الجماعات التكفيرية وخصوصا جبهة النصرة التي تحظى بدعم خاص منها، هذا المخطط تعمل على إنجاحه بالتعاون مع الجهات الدولية الأخرى لا سيما أمريكا والسعودية وتركيا, وفي هذا الإطار تعمل على جملة من الخطوط التالية:

– اتفاقات سرية مع كل من السعودية وتركيا وبموافقة أمريكية على تصفية تنظيم داعش الإرهابي وتعويم جبهة النصرة كحركة معتدلة.

– تجيش إعلامي ضد جماعة داعش على حساب النصرة والذي ترجم بشكل واضح في الأيام الاخيرة من خلال قناتي “الجزيرة و “العربية” من خلال إظهار داعش على أنه الجهة التي تقطع الرؤوس وترفض التعايش مع التنظيمات الأخرى.

– إجراء مقابلة مع “محمد الجولاني” على أنه شخص معتدل ويبحث عن حلول وبدائل للوضع السوري الراهن، بالتناغم مع توجيهه إنتقادات للجماعات التكفيرية الأخرى بوصفها جماعات ذات إنتماء خارجي، وبأنه الشخص الذي يعارض التكفير وفي الوقت عينه يتطلع إلى التعاون مع الجبهات والفصائل الأخرى بالرغم من الخلافات الموجودة.

تعويم الجولاني وجبهته هل يغطي أعمالها التكفيرية؟

ومما لا شك فيه أن سياست قطر في المنطقة هي سياست المنافع والمصالح العائلية، فهي تبحث عن دور لها في سوريا يكون فيه المزيد من فرض مشروعها على حساب إرادة الشعب السوري، لكن سياسة التلميع هذه لن تجني الثمار، فالشعب السوري الذي يرى كل يوم وأمام عينيه ابشع المجازر وانتهاكات حقوق الإنسان على يد جماعة التكفير المسمات ب “جبهة النصرة” وغيرها من جماعات التكفير، لن تنطلي عليه حيل وسائل الإعلام والموجة التلميعية التي يقوم بها الجانب الداعم لهذه الجماعات، وفي عرض موجز لبعض النقاط التي يمكن ذكرها في سياق التناقض بين الصورة التلميعية لجبهة النصرة وبين أعمالها الإجرامية يمكن ذكر التالي:

– حماية الظهر الإسرائيلي أمام حركات المقاومة التي تشكلت على مقربة من الجولان المحتل، ناهيك عن التنسيق والتناغم بين الجولاني وجماعته والكيان الاسرائیلي.

– القتل اليومي الذي تمارسه جبهة النصرة ومتزعمها الجولاني بحق كل من يخالف ويعارض، والمشاهد والأحداث توثق هذه الأعمال التي لا مجال للتنصل منها.

– التقاتل والتناحر بين جبهة النصرة وباقي الفصائل التي تدعي فكرا ومدرسة متناغمة معها كلواء شهداء اليرموك، وحركة احرار الشام، وجيش الإسلام وغيرهم.

– تكفير المجتمعات والأديان الأخرى بقول المتزعمين الشرعيين للجبهة حيث اعتبروا بكفر كل من اعتمد على القوانين الوضعية في التحكيم، والذي ترجم بجزء منه بأحكام الردة على بعض الشعراء والأدباء كالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش والشاعر سميح قاسم وغيرهما.

أين المسائلة الدولية؟

المجتمع الدولي والأمم المتحدة لطالما كانت غائبة عن مجريات الأمور، ففلسطين أحتلت وقتل من الشعب الفلسطيني من قتل وشرد من شرد واستبيحت الأراضي ولم يكن للمجتمع الدولي أي دور يذكر، بل الغطاء للمعتدي والمحتل، والعراق وأفغانستان أحتلا أمريكيا ولم يحرك المجتمع الدولي ساكنا، وسوريا اليوم مجددا والمجتمع الدولي يديره كما السابق كنتونات المصالح والمنافع التي تديرها الدول الإستعمارية ومن يتعاون معها من حكومات دول المنطقة، وما التعويم لجبهة النصرة ومتزعمها الجولاني إلا في الإطار نفسه المنفعي والمصلحي للدول المحركة لهم، والمرتبط بسير المعارك الأخيرة على الاراضي السورية.

إذن عملية التعويم ترتبط بمجريات المصالح والمنافع من معارك ريف حلب الشمالي ومعارك تطويق مدينة حلب وأرياف اللاذقية،  ومسار المعارك وموازين القوى بمدينة ادلب وريف حماه الشمالي وارياف درعا والقنيطرة، وما لهما من التأثير على مجريات الواقع السوري. هذه المعارك لها مجموعة محددات ظرفية وزمانية ومكانية، والهدف منها هو منع اي فرصة تسمح باختراق ما ينجزه الجيش العربي السوري.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق