الشيخ حسن شحاته؛ من الولادة الى حُكم سجن قاتليه
أصدرت محكمة جنايات الجيزة حكماً يقضي بمعاقبة ٢٣ متهما، بينهم ٩ حضورياً و١٤ غيابياً، بالسجن لمدة ١٤ عاما بعد إدانتهم بقتل الشيخ حسن شحاته اضافة الى ثلاثة آخرين من أتباع المذهب الاسلامي الشيعي، وبرأت المحكمة المنعقدة بأحد معسكرات التدريب التابعة لقوات الأمن المركزي غربي القاهرة ثمانية متهمين آخرين من كافة أعمال العنف التي وقعت في تلك الحادثة، وبحسب أمر الإحالة، أسندت جهات التحقيق للمتهمين ارتكاب جرائم التجمهر بقصد القتل العمد مع سبق الإصرار.
وتعود القضية إلى شهر يونيو/حزيران ٢٠١٣ عندما كان الشيخ حسن شحاته مع بعض أتباع المذهب الاسلامي الشيعي يقيمون مراسم دينية، حيث تعرض البيت المتواجدين فيه للمحاصرة من قبل المئات من المتشددين من أهالي قرية زاوية أبو مسلم بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة المصرية، وكان يقودهم رجل ديني سلفي، ومعظمهم كانوا يحملون أسلحة بيضاء فيما حمل بعضهم أسلحة نارية، وبعد أن اقتحم الحشد البيت انهالوا على الشيخ حسن وزملائه ضرباً بالقضبان الحديدية والعصي الخشبية على الرؤوس والظهور، ثم أوثقت أيديهم وتم جرّهم في الشوارع.
الحادثة أثارت وقتها استنكار محلي ودولي واسع، حيث وصف الأزهر الجريمة بأنها “من أشد المنكرات وأكبر الكبائر التي يحرمها الشرع”، وأبدى “فزعه” من الحادثة، وقال الأزهر في بيان صحفي إن “الإسلام ومصر والمصريين لا يعرفون القتل بسبب العقيدة أو المذهب أو الفكر”، معتبراً أن “تلك الأحداث غريبة عليهم، ويراد بها النيل من استقرار الوطن في هذه اللحظات الحرجة”، كما أدان الرئيس المصري السابق محمد مرسي الجريمة مطالبا بـ”ضرورة التحقيق الفوري في حادث أبو نمرس وإنزال أشد العقوبات بمن يثبت جرمه”.
والجدير بالذكر أن الشيخ حسن شحاته من مواليد بلدة هربيط التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية بمصر، حيث ولد في ١٩٤٦ في اسرة متوسطة الحال وكانت اسرته متدينة تتبع المذهب الاسلامي الحنفي، فدرس القرآن منذ صغر سنه وحفظه كاملا وهو يبلغ من العمر خمس سنوات ونصف على يد معلمه عبد الله العويل، ثم أرسله أباه الى الازهر ليكمل دراسته، حيث أصبح خطيباً في مسجد الأشراف ببلدته وظل خطيبا فيه لمدة خمس سنوات ثم انتقل للخطابة في مسجد الأحزاب ببلدة مجاورة لمدة سنتين.
التحق بعدها الشيخ حسن شحاتة بالخدمة العسكرية عام ١٩٦٨، وشارك خلالها في حرب أكتوبر/تشرين الاول ثم انتقل بعد ذلك إلى امامة الناس في مدينة الدورامون في محافظة الشرقية، انتقل بعدها إلى القاهرة عام ١٩٨٤ حيث كانت هذه المرحلة غزيرة بالنشاط الديني للشيخ حسن شحاته، فكان له خمسة دروس في مساجد متعددة غير خطبة الجمعة وإمامة الصلاة بمسجد الرحمن بمنطقة كوبري الجامعة، وله العديد من البرامج الدينية بإذاعة القرآن الكريم وأحاديث في إذاعة صوت العرب وإذاعة الشعب، كما كان له ندوات في نوادي القاهرة وجميع محافظات الجمهورية، ثم سجل برنامجاً أسبوعياً تلفزيونياً تحت عنوان أسماء الله الحسنى كان يبث على القناة الأولى المصرية.
قرر الشيخ حسن شحاته دراسة المذهب الاسلامي الشيعي وبدأ دراسته المعمقة لمدة تقارب السنتين، أدت هذه الدراسة الى اعلانه الدخول في المذهب الاسلامي الشيعي وذلك عام ١٩٩٦، الأمر الذي أدى الى اعتقاله بتهمة “ازدراء الأديان”، حيث بقي في السجن لمدة ثلاثة أشهر الى أن تم اطلاق سراحه، بعدها تابع الشيخ حسن شحاته نشاطه الديني مع مجموعة من اتباع المذهب الاسلامي الشيعي، فتعرض مجدداً للإعتقال مع أكثر من ثلاثمائة شخص وذلك عام ٢٠٠٩ ثم تم الإفراج عنه ليتابع حياته الدينية مجدداً الى أن قُتل في ٢٠١٣ وكان يبلغ من العمر ٦٦ عاماً.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق