الكلام ينابيع لا تنضب
هل يتكلم العرب كثيرا وهل يكتبون كثيرا وهل ينشر الكلام وتوزع الكتابة على نحو يؤكد ذلك ؟
في الواقع ليست لدي دراست اخيرة حول ماذا كان العرب قد خلقوا يتكلمون اكثر من الشعوب الاخرى فالكلام حاجة اتصال اولا .. ثم غدا في ازمنة التحضر تعريفا للانسان وتميزا له عن باقي الاجناس من مخلوقات الارض ثانيا ولكن من المؤكد ان العرب لا يتكلمون كثيرا
واذا كان الاسلاف في العراق او مصر قد طوروا الكلام الى كتابة فتلك ميزة نجدها عند شعوب اخرى ايضا ولكن هل كان الاسلاف والاجداد مثلما هم الاحفاد يكتبون كثيرا ؟
ففي الكلام حرية وغايات وينابيع لاتنضب للتحرر وتوق اصيل الى مواصلة البناء وفي الكتابة منذ دونت بالطين حكمة الاسلاف وحياتهم فاتحة انسانية راقية في تأمل معاني الوجود والحياة وما بعدها من مصائر للاشرار والاخيار .. الامر الذي يجعلنا وبأخلاص عميق نبحث عن مزيد من الكلام الشجاع والجاد العميق والواضح الصافي المشبع بالحكمة والنبل وروح العمل والاخلاص ونبحث عن كتابة توازي تاريخنا في المدينة والعلوم والملاحم والفنون لان احد اسرار هذه الامة تكمن بلغتها وهذا لايعني اننا نتكلم ونكتب بلغة الالف السادس او بلغة مصر القديمة او البابلية وانما سنتكلم باللسان العربي الذي ابتدعته الاف العبقريات معبرة عن قدرة امة موحدة بالجغرافية والتاريخ والمعتقدات التي تكاملت بالتوحيد واحترام الانسان كمثال راق للمتكلم والكاتب الذي يصنع امثلة راقية للحضارة .
اذن كيف نطور الكلام والكتابة الى هذا المستوى المسؤول البناء في حياتنا اليوم وفي مستقبلنا انه السؤال الذي علينا ان نتصفحه جيدا بموازاة الحلم بالحرية والتوق الى غد مشرق
فمتى يكون الكلام موزونا يحقق مداه الفلسفي والمنطقي وحينما يكون الكلام هذيانا ينزل في فراغ والذين يريدون بخطاب راق عليهم ان يجعلوا اقلامهم تتماسك مع وجدانهم وقلوبهم بعيدا عن غوغاء الهو لان ذلك هو وحدة المنطق الراقي فالخطاب الجميل والاحساس المرهف يجعل الانسان قويا وشجاعا في القول وفي الفعل ان تجانس مع عقله وقلبه وروحه.
د. ماجد اسد
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق