التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

اليمن في شهر رمضان ونار الحرب لاتزال مستعرة 

 لا تفرق القذائف والصواريخ السعودية بين صائم ومفطر في اليمن، فجميع اليمنيين الرافضين للعدوان السعودي الأمريکي أضحوا هدفاً مشروعاً لآلة القتل السعودية، هو التجبر السعودي الذي يسفك منذ قرابة ثلاثة أشهر دماء الآلاف من الشعب اليمني ويحيل حياتهم خراباً ودماراً. فشل مؤتمرُ جنيف في وضع حدٍ لهذا التجبر، وأخفق المجتمعون هناك في إعلان وقفٍ لإطلاق النار يتيح الفرصة أمام اليمنيين للملمة جراحهم.

حمزة الحوثي رئيس وفد صنعاء وممثل حركة أنصار الله ضمن الوفد اتهم السعودية في مؤتمر صحفي عقده في جنيف عقب انتهاء المفاوضات بالسعي لإفشال وعرقلة المفاوضات، وكشف عن ضغوط كبيرة مارستها بعض الأطراف لعرقلة الحلول في جنيف. تصريحات الحوثي تقاطعت مع تصريحات عادل شجاع عضو حزب المؤتمر الشعبي وعضو وفد صنعاء المشارك في مؤتمر جنيف لقناة الميادين والتي كشف ضمنها عن “رسائل تهديد مبطنة حملها السفير الألماني والاتحاد الأوروبي بالقبول أو تحمل عواقب ما تحمله الأيام المقبلة إلى اليمن” وأضاف شجاع “وفد صنعاء قدم ورقة عمل كنا ننتظر مناقشتها ولكننا فوجئنا بورقة أخرى وشروط مختلفة” وتابع شجاع كلامه بقوله: “يريدون عبر الورقة المقدمة أن ينسحب الجيش اليمني من المدن وأن تستمر الغارات على اليمن… النقاط السبع المقدمة تريد إعطاء مشروعية للعدوان السعودي على اليمن.”

وعلى ضوء عدم التوصل إلى وقف إطلاقٍ للنار، استمرت الطائرات السعودية في استهدافها لمحافظات اليمن المختلفة، حيث قامت طائرات التحالف بشن عدة غارات استهدفت مطار صنعاء وقاعدة الدليمي العسكرية ومحافظتي صعدة وحجة ومناطق أخرى من شمال اليمن، هذه الغارات تسببت بسقوط أكثر من 25 شهيداً وعدد كبير من الجرحى بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة. 

إلى ذلك اتهم مصدر أمني يمني السعودية بإلقاء قنابل عنقودية محرمة دولياً على منطقة المزرق بحرض، هذه الاتهامات ليست الأولى التي توجهها مصادر يمنية ودولية للسعودية باستخدامها هذا النوع من الأسلحة المحرمة ضد مناطق مأهولة في اليمن، حيث أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الأمريكية المعنية بحقوق الإنسان في تقرير نشرته الشهر الماضي وجود أدلة ملموسة وصور ومقاطع فيديو تؤكد استخدام قوات التحالف السعودي ذخائر عنقودية في غاراتها على محافظة صعدة شمال اليمن بالقرب من الحدود مع السعودية.[1] 

استخدام السعودية للقنابل العنقودية يكشف النقاب عن نيةٍ سعودية لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا في صفوف الشعب اليمني، وذلك بهدف معاقبة هذا الشعب وإجباره على الاستجابة للشروط السعودية، خصوصاً مع تأكيد منظمة هيومن رايتس ووتش استخدام السعودية هذا النوع من القنابل ضد مناطق مأهولة بالسكان، الأمر الذي يتسبب بعدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيين وصل عددهم وفق آخر إحصائيات الأمم المتحدة إلى أكثر من 2600 شهيداً من ضمنهم 279 طفلاً، حيث قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” على لسان ممثلها في اليمن جوليان هارنيس في تصريح له بتاريخ 16 حزيران 2015: “إن عدد الأطفال الذين قتلوا خلال أسابيع النزاع العشرة هو أربعة أضعاف المجموع الكلي للقتلى الأطفال خلال عام 2014، إذ تفيد التقارير الواردة عن مقتل 279 طفلاً واصابة  402 آخرين بجراح منذ تصاعد العنف في اليمن في 26 آذار 2015”. [2]

وعلى صعيد آخر شهدت محافظة حضرموت اغتيال الشيخ حسين عبد الباري العيدروس إمام وخطيب مسجد الحزم بمديرية شبام حضرموت أثناء توجهه للمسجد لأداء صلاة العشاء مساء أمس الجمعة، وذكر مصدر محلي يمني أن مسلحين يستقلان دراجة نارية يشتبه بإنتمائهما لتنظيم القاعدة الإرهابي قد قاما ليلة أمس باستهداف الشيخ العيدروس بعدة طلقات نارية، الأمر الذي تسبب باستشهاده على الفور.

وتتهم مصادر يمنية السعودية وأعوانها في الداخل اليمني بالوقوف وراء هذه الإعتداءات الإرهابية التي تطال معارضي العدوان السعودي الأمريکي على اليمن، خصوصاً أن هذه الاغتيالات غالباً ما تطال الشخصيات اليمنية المختلفة عقب إصدارهم بياناً أو تصريحاً منتقداً للسياسة السعودية في اليمن.

هذه الاتهامات تدفعنا للتساؤل عن حقيقة وقوف تنظيم داعش الإرهابي خلف تفجيرات صنعاء الأربعاء الفائت، وما هي حقيقة علاقتها بالمفاوضات التي كانت دائرة في جنيف؟ ألم تستفد السعودية وحلفاؤها من هذه التفجيرات عن طريق تصوير الجيش اليمني واللجان الشعبية عاجزةً عن حفظ الأمن في العاصمة اليمنية، أو عن طريق ممارسة ضغوط سياسية وشعبية على الطرف المقابل من خلال إراقة دماء المصلين في المساجد؟ هذا السؤال يبقى في عهدة التاريخ والأيام ستكون كفيلةً في فضح الأيدي الحقيقية الكامنة وراء هذه الإعتداءات الإرهابية.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق