التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

أسطول الحرية ٣ .. وحصار غزة 

 قطاع غزة محاصر برا وبحرا وجوا منذ قرابة تسع سنوات الى اليوم، وكانت هناك محاولات من منظمات وهيئات غير حكومية للعمل على فك الحصار عبر اسطول الحرية ١ و ٢، واليوم يتم العمل على تسيير أسطول الحرية ٣ من أجل كسر الحصار، فمن وراء تسيير الأساطيل الثلاث، كيف فشلت المحاولات السابقة وهل ستنجح في هذه المرة ؟

من المهم الاشارة الى حقيقة أن المنظمات الدولية المتمثلة بالأمم المتحدة قد تخاذلت تماما في العمل على فك الحصار عن قطاع غزة، فالحصار مطبق منذ أكثر من تسع سنوات من قبل الکيان الإسرائيلي، بالاضافة الى تطبيق الحصار من قبل مصر عبر إغلاق معبر رفح الحدودي، ومن ثم قصف جميع الانفاق الواصلة بين شقي رفح من قبل السلطات المصرية لمنع مرور أي شيء من مستلزمات الحياة.

هذا التخاذل دعا بعض الهيئات والمنظمات الخاصة إلى العمل من أجل كسر الحصار عن قطاع غزة. ومن بين أبرز هذه المنظمات: اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة، الحملة الأوروبية لكسر الحصار عن غزة، مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية، أميال من الابتسامات، تحالف أسطول الحرية. جميع هذه المنظمات غير الحكومية التي تتضمن شخصيات حقوقية وسياسية، قامت بدافع ذاتي للعمل من أجل إيصال المساعدات الانسانية للمحاصرين في قطاع غزة، وقاموا بتسيير أساطيل بحرية باعتبارها المنفذ الوحيد المتبقي الذي يمكن الوصول عبره الى القطاع. ورغم ذلك واجهوا صعوبات عدة عبر المغامرة بأرواحهم للإبحار عبر البحر لمسافات تصل الى آلاف الأميال، لمواجهة الآلة العسكرية الاسرائيلية، بالاضافة الى الضغط السياسي من قبل الکيان الإسرائيلي على حكومات من أجل إيجاد المعوقات لمنع تحرك السفن البحرية من موانئها. 

أسطول الحرية الأول، انطلق نحو قطاع غزة في أيار/مايو ٢٠١٠، وهو مجموعة من ست سفن، تضم سفينتين تتبع مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية واحدة من هاتين السفينتين “مافي مرمرة”، ومولت السفينة الأخرى بتمويل كويتي وجزائري، وثلاثة سفن أخرى تابعة للحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة وحملة السفينة السويدية وحملة السفينة اليونانية ومنظمة غزة الحرة، ويحمل الأسطول مواد إغاثة ومساعدات إنسانية، بالإضافة إلى نحو ٧٥٠ ناشطا حقوقيا وسياسيا، بينهم صحفيون يمثلون وسائل إعلامية دولية. وقد هاجم الکيان الإسرائيلي هذا الأسطول من البحر والجو، وارتكب مجزرة بحقه، ما أسفر عن استشهاد تسعة ناشطين وإصابة آخرين بجروح، فيما استشهد الناشط العاشر لاحقا بعد دخوله في غيبوبة.

أسطول الحرية الثاني في تموز/يوليو من عام ٢٠١١، أعلن نشطاء من عدد من دول العالم في مدينة أسطنبول عن ترتيبات دولية لتسيير أسطول بحري جديد مؤلف من تسع سفن لكسر الحصار عن القطاع يعرف باسم أسطول الحرية الثاني.  

وقد أعطب الکيان الإسرائيلي سفينتين في اليونان، وتم منع السفن السبع الأخرى بما فيها سفينة نور العربية، بضغط إسرائيلي أمريكي على الحكومة اليونانية، وبينت اللجنة المنظمة أن أسطول الحرية ٢ “تم إحباطه ولم ينجح بالوصول إلى عرض البحر بسبب الشرطة البحرية اليونانية وضغط الکيان الإسرائيلي على الحكومة اليونانية في ذلك الوقت”.

أما بالنسبة لأسطول الحرية الثالث، ففي وقت سابق كشف منسق اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة زاهر بيراوي أن ثلاث سفن على الأقل ستبحر باتجاه قطاع غزة في وقت قريب ضمن “أسطول الحرية ٣”. وقال بيراوي في تصريحات صحفية إنه لن يتم الإعلان حاليا، عن الوقت والمكان المحددين لانطلاق الأسطول، لئلا تتمكن سلطات الکيان الإسرائيلي من ممارسة الضغوط على الدول التي سينطلق الأسطول منها.

وفي نفس السياق أقيمت عدة وقفات تضامنية في دول أوروبية لدعم هذا الأسطول، وكذلك الامر في غزة. من جهة أخرى وقع حوالي ١٠٠ نائب في البرلمان الأوروبي عريضة يدعمون فيها الأسطول ويدعون فيها الى عدم التعرض للأسطول من قبل سلطات الكيان الاسرائيلي من بينهم رئيس البرلمان ديمتريوس باباديموليس. ومن بين الشخصيات التي ستكون على متن الأسطول الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، وروبرت لوفلايس، وهو ناشط كندي من جامعة كوينز، حيث تحدث عن رحلته من كندا مع ناشطين فلسطينيين الى وصولهم الى إحدى الموانئ الاسبانية في البحر الابيض المتوسط.

وعلى ما يبدو فإن كامل الاجراءات والترتيبات قد أصبحت جاهزة وبدأ العد التنازلي لإنطلاق سفن الاسطول باتجاه غزة، ولكن يبقى الخوف من ارتكاب الكيان الاسرائيلي لأي حماقة مما يعرض حياة الناشطين الى الخطر، كما حصل مع سفينة مرمرة. ورغم هذا الخوف لكن عزيمة الناشطين نحو نصرة المظلومين من أبناء غزة ما تزال مستمرة، وفي طريقها من أجل كسر الحصار.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق