لماذا لم يستقبل بوتين وزير الدفاع السعودي في الکرملین؟
أثار عدم استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان في الكرملين والاكتفاء بلقائه في بطرسبورغ على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي، تساؤلات لدى المراقبين عن سبب ذلك في ظل الظروف السياسية والعسكرية غير المستقرة التي تواجهها السعودية في هذا الوقت بالذات بسبب عدوانها المتواصل على اليمن منذ نحو ثلاثة أشهر .
ويعتقد المراقبون أن الرسالة التي أراد بوتين إيصالها الى السعودية من خلال هذا التصرف تهدف الى تحقيق عدة أمور يمكن تلخيصها على النحو التالي :
1- بيان عدم ارتياح القيادة الروسية من استمرار السعودية في عدوانها على اليمن رغم الدعوات التي وجهتها موسكو للرياض لوقف هذا العدوان .
2- تأكيد وجهة نظر موسكو على أن السعودية لا تحظى بإحترام القيادة الروسية من الناحية السياسية، ولا تنظر لها إلاّ من خلال الزاوية الاقتصادية بإعتبارها دولة مؤثرة في السوق العالمية لما تمتلكه من خزين نفطي وغازي هائل، ولابد من التعامل معها على هذا الاساس فقط .
3- إيصال رسالة بأن الموفد السعودي “محمد بن سلمان” لا يمتلك المؤهلات السياسية الكافية التي تمكنه من الحضور في الكرملين والتعامل معه بحفاوة بإعتبار أنه أصبح ولياً لولي العهد ووزيراً للدفاع في السعودية في إطار صفقة سياسية شابتها الكثير من الشكوك حول دوافع التغييرات المفاجئة والواسعة التي أجراها الملك سلمان بن عبد العزيز والتي طالت شخصيات مهمة في الدولة بينها ولي العهد مقرن بن عبد العزيز ووزير الخارجية المخضرم سعود الفيصل .
4- إيصال رسالة الى أمريكا بأن دعمها للسعودية في عدوانها على اليمن أمر مرفوض ومستهجن لدى القيادة الروسية بسبب تجاهلها للإرادة الدولية ولإرادة موسكو بالذات التي طالبت مراراً بوقف هذا العدوان .
ويرى المراقبون ان زيارة محمد بن سلمان الى موسكو تتضمن مطالبتها بتغيير مواقفها من سوريا وايران وحزب الله في لبنان وهو ما دعا الرئيس الروسي الى عدم استقباله في الكرملين لإفهام القيادة السعودية بأنها أقل بكثير من أن تطلب مثل هذه المطالب من القيادة الروسية بإعتبار ان الرياض لا تملك سياسة مستقلة في اتخاذ قراراتها الاقليمية والدولية وتدور في فلك الادارة الامريكية وتنفذ إملاءاتها وتنصاع لقراراتها دون تردد .
وتجدر الاشارة الى أن واشنطن تدعو باستمرار حلفاءها الرئيسيين وفي مقدمتهم السعودية إلى الالتزام بسياسة العقوبات الموجهة ضد روسيا على خلفية الازمة الاوكرانية .
ويرى الخبراء ان روسيا ربما ترغم السعودية على خفض انتاجها من النفط لرفع أسعاره في السوق العالمية وهذا المطلب لا یتحمله الاقتصاد السعودي بسبب ارتفاع الإنفاق حیث وصل العجز خلال الاشهر الاربعة الأولى من هذا العام الى ربع تریلیون ريال، اضافة الى النفقات الباهظة التي نجمت عن شن العدوان على اليمن .
وذكرت تقارير خبرية مقربة من الاسرة الحاكمة في الرياض أن عدم استقبال بوتين لمحمد بن سلمان – الذي يعد الرجل الثالث في نظام الحكم بالسعودية – في الكرملين أثار سخط القيادة السعودية بإعتباره يمثل إهانة لها من جانب، ويحمل في طياته رسالة مفادها أن القيادة الروسية لا يمكن ان تنسى تجاهل الرياض لدعواتها بوقف العدوان على اليمن واصرارها على تنفيذ رغبات واشنطن وخططها في المنطقة والتي تجلت بوضوح في شن ومواصلة هذا العدوان .
وتجدر الاشارة الى ان علاقات روسيا والسعودية اتسمت بالتذبذب ووصلت في بعض الأحيان الى حد القطيعة بسبب تصريحات اطلقها بعض المسؤولين السعوديين حاولوا من خلالها مساومة القيادة الروسية على مواقفها بشأن سوريا الأمر الذي استهجنته الأخيرة بشدة وهددت بمعاقبة الرياض في حال تكرار مثل هذه التصريحات .
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق