تحالف سري بین الكيان الاسرائيلي والسعودية لمواجهة ايران.. الخلفيات والاهداف
كشفت صحيفة “اطلنتيك” الناطقة باللغة الفرنسية في تقرير لها عن وجود تحالف سري بين الكيان الاسرائيلي والسعودية لمواجهة ايران.
وذكر التقرير ان السعودية ورغم عدم اعترافها رسمياً بالكيان الاسرائيلي قررت التحالف بشكل سري مع هذا الكيان لمواجهة ايران خصوصاً فيما يتعلق ببرنامجها النووي والسعي لإفشال الاتفاق المقرر إبرامه بهذا الشأن بين طهران والمجموعة السداسية الدولية.
واوضح أستاذ علم الاجتماع والعلوم السياسية في الجامعة الاسرائيلية “دنیس شاربیت” في حديث لموقع “اطلنتيك” الخبري ان من الاسباب التي دعت الرياض وتل أبيب الى تشكيل هذا التحالف السري هو الشعور المشترك لدى الجانبين بأن الإدارة الامريكية لم تعد تصغي الى مطالباتهما بشأن إيران، مشيراً في الوقت نفسه الى ان هذا التحالف يرمي الى تحقيق مصالح مشتركة ولايعبر بالضرورة عن تقارب في الرؤى بشأن القضايا الأخرى لاسيما ما يتعلق بموضوع التسوية بين السلطة الفلسطينية والكيان الاسرائيلي.
واضاف شاربیت ان تل أبيت وعدت السعودية بتفعيل مبادرة التسوية التي تقدمت بها الاخيرة عام 2002، معرباً عن اعتقاده بأن العلاقات بين الطرفين تسير بشكل سري نحو التطبيع وستظل كذلك دون الحاجة الى الاعلان عنها من خلال إقامة علاقات دبلوماسية أو تبادل السفراء.
ويرى شاربيت ان السعودية تنظر الى ايران على أنها تمثل العدو الأول بالنسبة لها ولابد من مواجهة نفوذها في المنطقة لا سيما في العراق ولبنان وسوريا من خلال التحالف مع تل أبيب وخلق صراعات طائفية بين السنة والشيعة، واصفاً هذا التحالف بأنه استراتيجي ويهدف الى منع ايران من التحول الى دولة نووية.
وتجدر الاشارة الى ان القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي ذكرت قبل مدة بأن السعودية مستعدة للتعاون مع تل أبيب لضرب إيران مقابل تحريك مبادرتها للتسوية وذلك باستخدام المجال الجوي السعودي من قبل سلاح الجو “الإسرائيلي” لتوجيه ضربة جوية محتملة لإيران.
وقالت القناة ان هذا التعاون لا يأتي من فراغ، مشيرة الى أن السعودية تسعى لإفشال المفاوضات بين إيران والسداسية الدولية، وهو موقف مماثل للموقف الذي يردده رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
واضافت القناة أنه على الرغم من أن السعودية تحاول تجنب الادلاء بتصريحات مطابقة للتصريحات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين، إلا أنهما يتشاركان في نفس الموقف بشأن الملف النووي الايراني.
وفي 4 حزيران/يونيو كشف موقع وكالة “بلومبورغ” الامريكية عن لقاء جرى بين مستشار رئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق أنور عشقي، ودوري غولد أحد كبار مستشاري نتنياهو في ندوة استضافها “مجلس العلاقات الخارجية” في واشنطن.
وجاءت الندوة تتويجاً لخمسة لقاءات سرية سابقة بين الجانبين، عقدت منذ بداية العام 2014، في الهند وإيطاليا وتشيكيا، بحسب وكالة “بلومبرغ”، بهدف بلورة استراتيجية سياسية واقتصادية مشتركة لمحاصرة إيران إقليمياً.
من جانبها كشفت صحيفة “يسرائيل هايوم” المقربة جداً من نتنياهو أن رئيس جهاز الموساد “تامير باردو” زار الرياض في كانون الأول/ديسمبر الماضي والتقى نظيره السعودي. وأشارت الصحيفة إلى أن التعاون بين الجانبين الذي ظلّ لسنين طويلة يتم في الخفاء وتحت الطاولة، بات الآن يطفو على السطح.
من ناحيته قال البروفسور “يهشوع تتيالباوم” الباحث البارز في جامعة “بار إيلان” إنّ التقاء المصالح بين السعودية و”إسرائيل” يمكن أنْ يُفضي إلى قيام الرياض بتقديم مساعدات لتل أبيب في حال قررت ضرب المنشآت النووية الايرانية – حسب تعبيره – موضحا أنّ الأمريكيين لعبوا دوراً مهماً في التنسيق بين الجانبين.
من جانبها كشفت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية أن الموساد الإسرائيلي يعمل بالتعاون مع مسؤولين سعوديين في التخطيط لهجوم محتمل على إيران، مشيرةً الى أن الطرفين مقتنعان بأن المحادثات بين طهران والسداسية الدولية بشأن برنامج إيران النووي ستصل إلى نتيجة وستفضي الى توقيع اتفاق بين الجانبين.
وفي وقت سابق كشف موقع “ديبكا” الإسرائيلي عن تعاون مشترك بين السعودية وتل أبيب بهدف تشغيل فيروسات الكترونية ليتم استخدامها في التجسس وتدمير برنامج إيران النووي، مشيراً الى ان الحديث يدور حول فيروسات مشابهة للفيروس الأمريكي الإسرائيلي الذي استخدم في مهاجمة مواقع تخصيب اليورانيوم في ايران عام 2010.
في هذا السياق كشف المغرد السعودي “مجتهد” على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” عن علاقات الفريق السعودي الممسك بالسلطة حالياً بالكيان الاسرائيلي، مشيراً الى ان هذه العلاقة ذات تاريخ طويل وقد عمل الملك سلمان بن عبدالعزيز على توطيدها.
وحول اللقاءات التي اجراها أنور عشقي مع مسؤولين اسرائيليين، علق “مجتهد” بقوله ان هذه العلاقات ليست جديدة، مشيراً الى ان الملك سلمان كان يتصل بالكيان الاسرائيلي بشكل منتظم عن طريق ربيبه عثمان العمير وربيبه الآخر عبدالرحمن الراشد منذ ثمانينات القرن الماضي بلقاءات تتم في المغرب.
وأضاف “مجتهد” ان سلمان كان يتودد لتل أبيب من أجل أن تقنع واشنطن بتقوية مركزه في السلطة وزيادة فرصته في الملك مقابل تعهده بالعمل على خدمة التطبيع الاقتصادي والسياسي مع الكيان الاسرائيلي.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق