التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

شبح الابادة الجماعية يهدد اليمن 

 لن ينسى اليمنيون تاريخ 26/آذار من عام 2015، التاريخ الذي رسمته القوات السعودية في أذهان أطفال اليمن ليبقى ذاكرةً في قلب التاريخ، ولتتناقله الأجيال من جيلٍ الى جيل، هذا التاريخ بات يعرف بأنه بداية العدوان السعودي على “الجارة” اليمن، العدوان الذي خلف الكثير من الضحايا والمشردين، واستمر دون توقف حتى في شهر رمضان شهر الرحمة، معرضاً اليمنيين الى ابادة جماعية نتيجة الظروف الإنسانية الصعبة التي جلبها لهم.

العدوان على اليمن يشكل “جريمة حرب” كما وصفه “كينيث روث” مدير هيومن رايتس ووتش، الذي أكد في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” على أن “الحرب السعودية على اليمن شبيهة بجرائم اسرائيل في معاملتها مع المدنيين كأهداف مشروعة في حال لم يغادروا مناطقهم”، ويأتي تعليق “روث” اثر إعلان السلطات السعودية، كل مناطق محافظة صعدة هدفاً عسكرياً ابتداءً من مساء الجمعة 8 آيار 2015 داعيةً المواطنين إلى المغادرة قبل غروب الشمس.

تستخدم السعودية في حرب الإبادة هذه كافة الوسائل والطرق، حتى أن القنابل العنقودية المحرمة دولياً كان لها مكاناً في هذا العدوان، الأمر الذي أكدته منظمة “هيومن رايتس ووتش” الأمريكية المعنية بحقوق الإنسان في تقرير نشرته الشهر الماضي، حيث أشارت المنظمة الى وجود أدلة ملموسة تؤكد استخدام قوات التحالف السعودي ذخائر عنقودية في غاراتها على محافظة صعدة شمال اليمن بالقرب من الحدود مع السعودية، وهذه القنابل ليست الا وسيلة من وسائل الإبادة التي تمارسها السعودية بحق الشعب اليمني الذي قدم أكثر من 2600 شهيداً من ضمنهم 279 طفلاً وفق آخر احصائية للأمم المتحدة، وقال “جوليان هارنيس” ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” في تصريح له بتاريخ 16 حزيران 2015: “إن عدد الأطفال الذين قتلوا خلال أسابيع النزاع العشرة هو أربعة أضعاف المجموع الكلي للقتلى الأطفال خلال عام 2014، إذ تفيد التقارير الواردة عن مقتل 279 طفلاً واصابة 402 آخرين بجراح منذ تصاعد العنف في اليمن”.[1]

وبالتزامن مع المجازر والابادات التي يتعرض لها الشعب اليمني على يد القوات السعودية، يتعرض لحصار قاسٍ وضعه على حافة “كارثة انسانية” وفق تعبير الأمم المتحدة التي ذكرت في تقرير لها بأن هناك حاجة الى 1.6 مليار دولار لمواجهة “كارثة وشيكة” في اليمن، وقال “ينس لاركه” المتحدث باسم الأمم المتحدة يوم الجمعة الفائت خلال مؤتمر صحفي: “يقدر أن أكثر من 21 مليونا أو 80 بالمئة من السكان يحتاجون الآن لشكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية”[2]، وهذا مؤشر على حجم الإبادة التي يتعرض لها اليمنيون، فاستمرار الوضع على نفس الوتيرة سيؤدي الى كارثة انسانية كبيرة في اليمن، هذا ووجه “ستيفن أوبراين” وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية نداء لتقديم التمويل اللازم، مؤكداً للمانحين أن “كارثة وشيكة” تلوح في أفق اليمن في ظل المعاناة الناتجة عن سوء التغذية ونقص الإمدادات الطبية وارتفاع عدد القتلى بين المدنيين.

وفي السياق نفسه أعلن “فرحان حق” نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن نحو13 مليون شخص في اليمن لا يحصلون على الغذاء الكافي، وحذر “حق” من تداعيات استمرار تدهور الأمن الغذائي في هذا البلد، مشيراً إلى أن عدد الذين لا يحصلون على الغذاء الكافي ارتفع نحو 2،3 مليون عما كان عليه خلال شهر مارس/آذار الماضي، وأن 19 محافظة يمنية من أصل 22 دخلت مرحلة حالة الطوارئ.

الأزمة الإنسانية في اليمن تشير الى حجم انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها السعودية في اليمن والتي كان قد أكدها الأمين العام للمرصد الدولي لحقوق الانسان وسفير المفوضية الدولية في الشرق الأوسط، هيثم ابو سعيد،حيث قال انّ الغارات التي شنتها السعودية وبعض حلفائها العرب قد خرقت الشرعية الدولية لحقوق الإنسان التي نصّت عليها الأمم المتحدة، وأشار “ابو سعيد” في بيان صدر عن مكتبه الى أن الغارات لم تتركّز فقط على الأهداف العسكرية وإنما طالت أحياء سكنية وتجمعات أهلية لا وجود للعسكر فيها.

هذه الكارثة المحدقة باليمن، شعباً وأرضاً، لا يمكن أن تنتهي الا بإيقاف العدوان والسماح للمساعدات الانسانية بالدخول الى اليمن وتوزيعها على اليمنيين، وكذلك لابد من اطلاق حوار يمني يمني بعيداً عن التدخلات الخارجية، فطالما العدوان على اليمن مستر ستستمر الأزمة الانساية بالتفاقم وستسوء أحوال مدنيين الذين باتوا يواجهون ابادة جماعية في ظل تراخي ردات الفعل العربية والعالمية.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق