هجوم مزدوج على مبنى البرلمان الافغاني في كابول ينتهي بمقتل جميع المهاجمين
انتهى الهجوم الذي شنه مقاتلون من حركة طالبان على البرلمان الأفغاني في كابول ظهر الاثنين بمقتل المهاجمين السبعة بعد حصار استمر ساعتين، حسب ما أعلن مساعد المتحدث باسم وزارة الداخلية “نجيب دانش”.
وبدأ الهجوم بعد أن فجر انتحاري سيارة مفخخة كان يقودها أمام البرلمان ثم شن مسلحون آخرون هجومهم على مقر البرلمان حيث تصدت لهم قوات الأمن المتواجدة هناك وأردتهم قتلى جميعهم كما ذكر نجيب دانش. بداية العملية كانت بانفجار قوي ناتج عن عملية انتحارية صباح الاثنين أمام مدخل البرلمان الأفغاني في كابول، هذا التفجير حسبما تؤكد مصادر أمنية لم يكن بهدف ايقاع ضحايا من المدنيين انما بهدف فتح ممر للمهاجمين الذين كانوا يتحصنون في مكان قريب من البرلمان في انتظار ساعة الصفر.
وسرعان ما تبنت حركة طالبان الاعتداء على البرلمان الأفغاني، حيث كتب المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في حسابه على موقع تويتر أن “عددا من المجاهدين دخلوا مبنى البرلمان، وتدور معارك عنيفة حاليا”، وتابع “وقع الاعتداء بالتزامن مع تقديم وزير الدفاع”. ولم يؤكد أو ينفي أحد من المسؤولين ما إذا تمكن مقاتلو طالبان من دخول مبنى البرلمان حيث توجد حراسة أمنية مشددة، كما لم تصدر أي تقارير عن وقوع ضحايا حتى الآن. وقال عبد الله كريمي المتحدث باسم شرطة كابول “وردتنا معلومات تفيد عن انفجار واننا متوجهون إلى الموقع”.
وكانت حركة طالبان بدأت في نيسان/ابريل ما تطلق عليه “هجوم الربيع” السنوي حيث تشن هجمات ضد أهداف حكومية وأجنبية. ورفضت الحركة دعوات من رجال دين أفغان لوقف المعارك خلال شهر رمضان بالرغم من ارتفاع عدد الضحايا المدنيين جراء هجماتها.
الى ذلك أوردت وكالة أنباء كاما الأفغانية أن “النواب الأفغان شوهدوا في لقطات تلفزيونية وهم يغادرون مقر البرلمان، فيما لم يعلن المسؤولون بعد أي معلومات بشأن الوضع في البرلمان الذي يقع في منطقة “دار الأمان” والتي تعتبر جزءا هاما من مدينة كابول”. وفور وقوع الانفجار حضرت الى المكان تعزيزات عسكرية عاجلة نظرا لحساسية الموقع المستهدف، فدارت الاشتباكات بينهم وبين المسلحين الذين لم يتمكنوا حسب الظاهر من إكمال مخططهم في اقتحام البرلمان بشكل كامل، واوضح قائد شرطة كابول، عبد الرحمن رحيمي: “إن سبب الانفجار ربما يكون سيارة مفخخة”، وقد أعقب الانفجار عدة انفجارات أخرى.
وكانت حركة طالبان قد رفضت اقتراحا من رجال الدين يقضي بوقف العمليات الانتحارية والأمنية خلال شهر رمضان حيث أن النسبة الأكبر من ضحايا تلك المعارك هم من المدنيين الذين يتواجدون مصادفة في مكان الحادث.
والأحد الماضي انفجرت قنبلة مزروعة على جانب الطريق قتلت 19 مدنيا أفغانيا على الأقل بينهم تسعة أطفال في إقليم هلمند بجنوب البلاد، بينما سيطر مقاتلو طالبان في الشمال على منطقة رئيسية في المعركة من أجل السيطرة على مدينة قندوز. وفي إقليم هلمند الجنوبي قال أحد سكان منطقة مارجه ويدعى باريداد إنه فقد أكثر من 12 من أفراد عائلته في انفجار القنبلة على جانب طريق مساء السبت.
ويتخوف المراقبون من انشاء خلايا جديدة لتنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان بعد أن أعلن البنتاغون في تقرير رفعه إلى الكونغرس أن “داعش” هو اليوم في “مرحلة استطلاع أولية” في أفغانستان، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تقلق أيضا حركة طالبان التي تتخوف من تمدد التنظيم الجهادي على حسابها.
وتعيش أفغانستان وضعا أمنيا صعبا منذ الغزو الأمريكي قبل ثلاثة عشر عاما حيث راح الآلاف من الضحايا المدنيين ان كان عبر القصف الأمريكي العشوائي أو العمليات الانتحارية التي تنفذها طالبان ضد المدنيين أو قوات التحالف الأجنية التي انسحبت مؤخرا من البلاد. وبعد انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي عادت وتيرة العمليات الأمنية الى التصاعد حيث باتت قدرة حركة طالبان أكثر مرونة من ذي قبل رغم الضربات الجوية من طائرات دون طيار الأمريكية والجيش الأفغاني المنتشر في البلاد. ويعاني الشعب الأفغاني من انعدام الاستقرار منذ سنوات حيث لا يكاد يمر يوم الا ويسقط فيه عدد من الضحايا والجرحى في مشهد أصبح مألوفا للجميع.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق