التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

استراتيجية السعودية الجديدة في اليمن ودور الجماعات 

 بعد مضي ما يقارب ثلاث أشهر على بدء العدوان السعودي على اليمن لاتزال السعودية تبذل كل جهدٍ لقلب موازين المعركة لصالحها، فرغم مساندة العديد من الدول للسعودية في عدوانها الجوي على اليمن الا أنها لم تستطع أن تحقق أي هدف من أهدافها المعلنة، لا بل إن المعركة قد انتقلت الى الداخل السعودي فالقبائل اليمنية وأنصار الله والجيش اليمني استطاعوا التوغل داخل الأراضي السعودية والسيطرة على معسكرات تابعة للجيش السعودي.

اختارت السعودية طريقاً جديداً لتغيير مسار الحرب، حيث ذكرت مصادر عراقية وباكستانية مطلعة أن الملك السعودي أعلن أنه يجب على جميع المجموعات والتيارات المدعومة من السعودية المتواجدة في الدول المجاورة ودول المنطقة أيضاً أن ترسل قوات لمساندة السعودية، وحذر الملك أنه في حال عدم الاستجابة ستُحرم هذه المجموعات والتيارات من الدعم المادي السعودي لكافة الأنشطة السياسية والعسكرية والثقافية التي تمارسها، هذا الطلب السعودي يحمل العديد من الدلالات منها: 

١.     يشير طلب الملك الى ارتباط بين السعودية والجماعات التكفيرية والمتطرفة المتواجدة في دول المنطقة، وهذه العلاقة مبنية على التمويل والتسليح والغسيل الفكري كما هو واضح من تحذير الملك، والجدير بالذكر أن علاقة السعودية بهذه الجماعات ليست وليدة اليوم، ففي أواخر عام ٢٠١٠ سرب موقع ويكيليكس وثيقة سرية أكدت فيها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون أن متبرعين من السعودية هم “المصدر الاقوى لتمويل جماعات إرهابية في انحاء العالم”.

٢.     نداء الملك الذي جاء بعد قرابة ثلاثة أشهر يؤكد فشل العدوان على اليمن، اضافة الى يأس السعودية من تحقيق نتائج ملموسة، فالقادة السعوديون باتوا يدركون أن الغارات الجوية على اليمن باتت روتيناً يومياً لا تحقق أي نتيجة ملموسة تعيد الهيبة السعودية، فلا بد من هجوم بري، لهذا لجأت السعودية الى الجماعات المتطرفة.

٣.     لا حاجة الى الجماعات التكفيرية والتيارات المتشددة اذا كان الجيش السعودي قادراً على التحكم بمجريات المعركة، فطلب الملك يشير الى ضعف القوات البرية السعودية وعدم كفاءتها، الأمر الذي ثبت أيضاً من خلال مجريات ووقائع المعركة حيث سُجِّل فرار الجنود السعوديين من مواقعهم، اضافة الى سيطرة القوات اليمنية على معسكرات سعودية كثيرة منها ما هو تابع لقوات الحرس الوطني.

٤.     الدول التي تشارك السعودية في عدوانها على اليمن تدرك صعوبة المعركة البرية ضد اللجان الشعبية والجيش اليمني، لهذا فهي تمتنع عن مساعدة السعودية برياً، الأمر الذي شجع صناع القرار السعودي على اللجوء الى الجماعات التكفيرية. 

٥.     من أهم عوامل الصمود اليمني في وجه العدوان السعودي تماسك اليمنيين ووحدتهم، فالقبائل وانصار الله والجيش اليمني كلهم يقفون في خندق واحد ضد العدوان السعودي وهذا ما يعرقل التقدم السعودي، وهنا تبرز فائدة الجماعات التكفيرية والتيارات المتطرفة على محورين، المحور الأول الذي ستعمل عليه هذه الجماعات هو ضرب الوحدة اليمنية وزعزعتها، والمحور الثاني هو ما ذكرناه سابقاً في أن هذه الجماعات ستشن الهجوم البري على اليمن بدلاً عن الجيش السعودي أو مساندةً له.

قرار الملك السعودي بإدخال جماعات متطرفة من بلدان أخرى يشير الى حجم اليأس والاحباط الذي حل بالسعودية التي لاترغب بالخروج من المأزق اليمني بخفي حنين، فالسعودية باتت ترى في الخيار الذي لجأت اليه منفذاً لمنع استنزاف جيشها، ولكن دخول هذه الجماعات في الحرب لن يغير شيئاً، فاليمنيون رغم الغارات الجوية التي تستهدفهم لازالوا يتفوقون على تنظيم القاعدة الارهابي المتواجد داخل الأراضي اليمنية ويحققون انتصارات مهمة عليه، الأمر الذي ينبئ بأن الجماعات التي تستنجد السعودية بها لن تجدي شيئاً وستكون هي بحاجة الى من يساندها.  

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق