التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

٢٥ شهيداً حصيلة التفجير الارهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق(ع) في الكويت، وإدانات دولية للعمل الاجرامي 

 هز انفجار عنيف، اليوم الجمعة، مسجد الامام الصادق (عليه السلام) في منطقة الصوابر بالكويت، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 25 مصلياً كانوا يؤدون فريضة الجمعة في الاسبوع الثاني من شهر رمضان المبارك.

وقالت وزارة الداخلية الكويتية في بيانها حول الحادثة إن عدد الشهداء ارتفع لحد الآن الى 25 شخصا، مضيفةً في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن 202 شخصاً اصيبوا في الهجوم الذي استهدف مسجدا مكتظا بالمصلين خلال صلاة الجمعة.

وقال شهود عيان ان الانفجار ناتج عن عملیة انتحاریة اثناء اداء المصلین لصلاة الجمعة، حيث أقدم ارهابي يرتدي حزاماً ناسفاً على تفجير نفسه بين المصلين في المسجد اثناء اقامة صلاة الجمعة، وتأكد حتى الآن استشهاد 5 أشخاص فيما العدد مرجح للازدياد بسبب وجود عدد كبير من الجرحى حال بعضهم خطيرة.

الى ذلك قال خليل الصالح عضو مجلس الأمة الكويتي إن المصلين كانوا ساجدين في الصلاة عندما دخل انتحاري مسجد الإمام الصادق وفجر نفسه فدمر الجدران والسقف، وتابع أن الانفجار كان كبيرا للغاية ودمر السقف. وقال إن أكثر من ألفين من أتباع الطائفة الجعفرية الشيعية كانوا يصلون في المسجد.

من جانبه قال وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح ان ما حصل في مسجد الامام الصادق اليوم يعد “عملاً ارهابياً جباناً يستهدف أمن الكويت واستقرارها”، مؤكداً أن “مجلس الوزراء سيعقد اجتماعا طارئا، اليوم، لبحث تداعيات الانفجار الذي وقع في مسجد الإمام الصادق”. واضاف ان الكويت “أقوى من هؤلاء الجبناء”، معرباً عن تعازيه ومواساته لأسر الشهداء والضحايا الذين سقطوا في هذا الحادث بشهر رمضان المبارك.

بدوره، اعتبر وزير العدل ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية “العمل الارهابي” الذي طال المسجد، بانه “لا يمت الى الاسلام بصلة ولم يراع حرمة المسجد والشهر الفضيل ولا حرمة دماء المسلمين”.

وفي هذا السياق أفادت المصادر الطبية الكويتية أن المستشفيات بحاجة ماسة إلى وحدات من الدم، في الوقت الذي كشفت فيه وزارة الداخلية الكويتية في بيان صحفي، أن “الأجهزة الأمنية التابعة لها تتابع مجريات الحادث لكشف الملابسات المحيطة به ومعرفة عدد المصابين والضحايا”، مطالبةً من المواطنين “عدم التجمهر أمام مكان وقوع الحادث ليتسنى لها اتخاذ الإجراءات الضرورية المعهودة في مثل هذه الحوادث”.

وأفادت وسائل إعلام كويتية ومجلس الأمة الكويتي عبر حسابه في “تويتر” أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح زار موقع التفجير.

الى ذلك تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر لحظة دخول الارهابي الى مسجد الامام الصادق (عليه السلام) وما تلاها من حدوث تفجير قوي وتصاعد كمية كبيرة من الدخان والغبار، حيث يظهر الارهابي وهو على عجلة ورأسه للأسفل دون أن تظهر ملامح وجهه على الكاميرا، يعقب ذلك بثوان سماع انفجار قوي وتصاعد الغبار من المسجد.

تنظيم داعش الإرهابي يتبنى التفجير 

من جانبه سارع تنظيم داعش الارهابي، في بيان له على مواقع التواصل الاجتماعي، لتبني الهجوم الانتحاري على المصلين الصائمين اثناء صلاة الجمعة، وبحسب وكالة رويترز فقد ذكر البيان ان الارهابي الذي نفذ الهجوم يدعى “أبو سليمان الموحد” سعودي الجنسية. 

تنديد دولي بالهجوم الارهابي

وفي أولى الردود الدولية أدانت ايران على لسان المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية افخم “بشدة” الاعتداء الارهابي على مسجد الامام الصادق (ع)، معتبرةً ان الارهاب التكفيري وكما اعلنت الجمهورية الاسلامية في ايران مرارا يشكل اهم تهديد لشعوب المنطقة.

واضافت افخم: “إن التصدي لهذا التهديد يستلزم من حكومات المنطقة ان تجعل المكافحة الجادة لهذه الظاهرة المشؤومة ومصادر تمويلها المالي والفكري من اولويات سياستها الامنية وايجاد آلية جماعية اقليمية لاجتثاثها على وجه السرعة“.

عربيا، ندد الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بشدة الهجوم الذي استهدف المصلين بمسجد الامام الصادق “عليه السلام” واصفاً التفجير بانه “عمل ارهابي واجرامي ضد مصلين ابرياء لا يقبله عرف او دين ويتنافى مع القيم الدينية”، بحسب ما صرح للوكالة الكويتية، وشدد العربي على اهمية تضافر الجهود العربية والدولية لمكافحة الجماعات والتنظيمات المتطرفة للقضاء على الارهاب الذي يهدد أمن واستقرار الدول والمجتمعات والسلم الاهلي.

كما دانت الاردن العمل الارهابي في الكويت ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة، تاكيده وقوف الاردن “الى جانب الكويت في مواجهة الارهاب الذي يستهدف المساس بامنها وسلامة مواطنيها”.

يشار الى أن التقديرات لاعداد ابناء الطائفة الاسلامية الشيعية تختلف في الكويت، حيث الاحصاءات شبه الرسمية تقول انهم يزيدون عن الثلاثين في المئة بقليل، لكن احصاءات غير رسمية تقول ان الرقم الحقيقي اكبر من ذلك بكثير، ويفوق الاربعين في المئة وحتى الخمسين بالمئة، وتعاني الطائفة حالها كحال باقي دول مجلس التعاون من التهميش والفقر، وعدم المساواة في الوظائف الحكومية المهمة، وخاصة في السعودية، حيث يحظر عليهم الانخراط في اجهزة الامن والمخابرات والجيش، واذا جرى السماح لهم بدخول هذه المؤسسات فبنسب متدنية جدا، وفي مراتب صغرى.

ومن الجدير ذكره أن دولة الكويت متهمة الى جانب كل من السعودية وقطر بتقديم الدعم المالي لفصائل ارهابية ناشطة في سوريا والعراق تقاتل من اجل اسقاط الدولة الوطنية في كلا البلدين، سواء بالتمويل بشكل مباشر او غير مباشر، او عن طريق تأسيس المنابر الاعلامية ذات الطابع التحريضي الطائفي، حيث تشير التقارير الى وجود اكثر من ثلاثين قناة تلفزيونية “اسلامية” تصدر من الرياض او بتمويل منها، بالاضافة الى وجود عدد من رجال الاعمال او الدعاة الكويتيين الذين يحرضون ضد أبناء الطائفة الشيعية، وجرى وضع العديد من هؤلاء على قائمة الارهاب، ومن بينهم وزير كان في الحكومة الكويتية اضطر للاستقالة من منصبه.

 المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق