التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

فضائيات الردح في رمضان !!! 

عبدالرضا الساعدي
لا أدري ، من أية ثقافة تستمد الكثير من الفضائيات برامجها ، خصوصا في شهر الفضيلة والطاعة والعبادة ؟..
فضائياتنا المقصودة هذه ، استعدت على ما يبدو بكل طاقتها وإمكاناتها ، شكلاً ومحتوى ، بما يوازي عظمة وحرمة الشهر الكريم ، فراحت تطلق شتى أنواع البرامج التافهة والمخزية لتشيع ثقافة (الدق والرقص والردح) المبتكر ، مما لا نشاهده حتى في باقي الأشهر الأخرى !!؟؟ .. وكأن هذا الشهر _ والعياذ بالله _ مخصص للهو والسخف والانحدار الأخلاقي ، بحيث سبقنا أهل الخبرة في هذه المجالات ، من القنوات العربية ، وتفوقنا عليهم في كثير من (الإبداع والفن والإمتاع ) !! ..
ملايين من الدولارات تنفقها هذه الفضائيات ( الرادحة ) كي تنتج لنا في هذا الشهر المبارك تحديدا ( بضاعة ) أقل ما يقال عنها رخيصة ومنحطة وبلا معنى أصلا .. في وقت تعج بلداننا بملايين المشاكل والقضايا المصيرية المرتبطة بمجتمعنا وبلداننا ، كما لو أن هذه الفضائيات مشتركة في جرائم تسطيح عقلية المشاهد وإشغاله بتوافه الأمور وأردئها ،شكلا ومضمونا .
برامج مثل هذه ، لابد خلفها جهات وكوادر تخطط وترسم وتبرمج ما تقدمه ، إما بدوافع الربح التجاري القبيح بتأثير مفهوم قديم سيء وغير حقيقي يقول : ( الجمهور عايز كده ) _حسب التوصيف المصري المعروف_ ، أو بدوافع أخرى غير واعية أو مشبوهة تستهدف شاشة المواطن المتواجد لوقت أطول أمام الفضائيات بحثا عن الراحة والفائدة..
ولأننا مقلدون سيئون ومتأثرون _بغباء وسطحية فاضحة_ بما يقدمه الآخرون الذين سبقونا في هذا (الاختصاص ) التجاري الرديء ، صرنا نحاول أن نتفوق عليهم بالرداءة والانحطاط واللامعنى .
ولا تحتاج كثيرا من التوقف والتأمل ، فجولة سريعة في برامج رمضان لكثير من فضائياتنا المحلية ، في داخل وخارج البلد ، تعطيك انطباعا واضحا عن محتوى وسياسية هذه الجهات الإعلامية والثقافية وما يدور في دهاليزها من أساليب وطرق للبث المشوه ، بما يسيء تماما لهذا الشهر وللمواطن الواعي المحترم بشكل عام.
غياب مستويات الذائقة والوعي والثقافة والالتزام والضمير، بمعانيها الراقية والمحترمة والغنية ، سمات غالبة على ما يعرض من برامج ومسلسلات وفقرات كثيرة ، مما يستدعي وقفة جادة وصادقة من قبل الكتاب والنقاد والإعلام للحد من ظواهر الإسفاف والتدهور الفني والثقافي في برامجنا المقدمة للجمهور ، مع توفر سبل المعالجة والتقويم والحلول لكذا  ظواهر تعكس صورة أخرى غير مطابقة لما نبحث عنه ، كمجتمعات راقية ومحترمة بعيدة عن الابتذال والانحطاط  والتسطيح الفارغ .
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق