التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

فلسطين وأهميتها عند المسلمين 

 مصطلحات وقضايا كثيرة بدأت تدخل الى قواميسنا العربية والاسلامية، فالإرهاب ومشروع الشرق الأوسط الجديد وغير ذلك من المصطلحات والمسائل السياسية والأمنية ليست الا محاولة لحرف بوصلة الرأي العام الاسلامي عن القضية الفلسطينية التي لطالما كانت تحتل المكانة الأولى من بين قضايا العالمين العربي والاسلامي، ولكن رغم كل هذه المحاولات لاتزال فلسطين هي القضية المركزية، فلا تنظيم داعش الارهابي الذي يعمد إلى سياسة الارهاب والترويع ولا غيره يمكن أن يزيحها من قلوب المسلمين، وذلك لأسباب عدة:

السبب الأول:

للقدس مكانة خاصة ودرجة رفيعة عند المسلمين، فالمسجد الأقصى هو أولى القبلتين ومنه عرج نبي الاسلام محمد (ص) الى السماء، وبقي هذا المسجد قبلة للمسلمين مدة ستة عشر أو سبعة عشر شهراً، وكذلك فإن قبر النبي ابراهيم عليه السلام يوجد في الخليل في الضفة الغربية، ٣٥ كم جنوب القدس، وهذا ما يمنح فلسطين مكانة معنوية كبيرة في قلوب المسلمين، والجدير بالذكر أن القدس تحتل مكانة رفيعة في الديانة المسيحية.

السبب الثاني:

يعود هذا السبب الى الخطر الذي يشكله الكيان الإسرائيلي على البلدان الاسلامية، فهذا الكيان لايقتصر على كونه محتلاً للأراضي الفلسطينية وحسب، بل يعمل على مهاجمة الدول الاسلامية كما ثبت ذلك تاريخيا، ففي عام ١٩٦٧ احتل الكيان الاسرائيلي سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية، وفي عام  ١٩٨٢  توغل داخل الأراضي اللبنانية، ولكنه أجبر على الانسحاب عام ٢٠٠٠ وذلك اثر عمليات المقاومة اللبنانية، ورغم هذا أعاد المحاولة في عام ٢٠٠٦ ولكن محاولته باءت بالفشل، وكذلك قصف هذا الكيان مفاعلاً نووياً عراقياً في عام ١٩٨١، هذه الإعتداءات المتكررة  تشير الى أن الكيان الإسرائيلي يشكل خطراً على الدول الاسلامية وتهديداً مستمراً لها، وهذا ما يجعل من القضية الفلسطينية قضية محورية للعالم الاسلامي الذي يحاول التخلص من التهديدات التي تواجهه.

السبب الثالث:

يشكل الكيان الاسرائيلي مصدراً للخلافات بين المسلمين من خلال زرع الفتن والنعرات الطائفية، وهذا ما كان قد أكده “ناصر ابو شريف” ممثل حركة الجهاد الاسلامي في طهران في مقابلة مع قناة “العالم”، واعتبر ابو شريف ان “افضل مشروع يعمل عليه الكيان الاسرائيلي هو خلق الفتن الطائفية في المنطقة، وضرب الامة ببعضها، والكيان هو الطرف المستفيد لان إضعاف الطرف الآخر يجعله قوياً في المنطقة”، وهذا الأمر يجعل الشعوب الاسلامية تعطي اهتمامها الأول بفلسطين والطريق الى تحريرها، لأن تحرير فلسطين بمثابة استعادة الأمن والاستقرار للبلدان الاسلامية.

السبب الرابع:

تعتبر فلسطين الدولة الوحيدة المحتلة بشكل مباشر في العالم، بالإضافة الى أن الأمم المتحدة اعترفت بالكيان الاسرائيلي وفق القرار رقم  ٢٧٣والذي صدر في ١١ مايو/أيار ١٩٤٩، ففلسطين محتلة من قبل كيانٍ يعمل على طرد الفلسطينيين من أرضهم وكذلك فإن هذا الكيان حصل على اعتراف دولي، الأمر الذي يمثل أبشع أنواع الظلم والإضطهاد للشعب الفلسطيني المسلم وهذا ما يدفع المسلمين الى مساندته والدفاع عن حقوقه تطبيقاً لأوامر الاسلام بالدفاع عن المظلوم ونصرته.

هذه الأسباب والكثير من الأسباب الأخرى تجعل من فلسطين قضية جوهرية ومركزية للشعوب الإسلامية، فالأحداث التي تجري في زمننا الحالي لم ولن تحرف البوصلة الإسلامية عن فلسطين والقدس الذي سمي قدساً لقدسيته، هذه الأهمية الكبيرة التي تنالها فلسطين بين الشعوب الاسلامية يجب أن تشكل قاعدة تجمع كافة هذه الشعوب حولها، لتحرير فلسطين واستعادة أرضها كاملة، فالكيان الاسرائيلي لا يستطيع الصمود أمام مقاومة غزة، فهل سيستطيع الصمود أمام المسلمين كلهم اذا توحدوا؟!

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق