لماذا استهدف داعش شيعة الكويت؟
يأتي التفجير الارهابي الذي وقع في مسجد الامام الصادق (ع) للمسلمين الشيعة في الكويت يوم الجمعة الماضي والذي اشتهد خلاله 27 مصليا ولاقى ادانات دولية واسعة في وقت كان المسلمين الشيعة يحظون بحقوقهم وحرياتهم الاساسية في بلدهم ما يدل بأن الحكومة الكويتية ليست معادية للشعية وذلك بسسب النسبة الكبيرة من المواطنين الشيعة الذين يقطنون في الكويت وهذا ما لم يرق للتيار التكفيري الذي سعى الى ضرب هذه الحالة.
انسجام الشيعة في الكويت
تنشط احزاب وجماعات سياسية كثيرة في الكويت التي تعتبر من الدول المؤثرة في مجلس تعاون دول الخليج الفارسي وقد حاز الشيعة على الكثير من حقوقهم بسبب متابعتهم الحثيثة لمطالبهم السياسية، وقد استطاعت الاحزاب الشيعية في الكويت ان تلعب دورا مؤثرا في الحياة السياسية في هذا البلد وان اوضاع شيعة الكويت تعتبر افضل من اوضاع الشيعة في السعودية والبحرين وهذا ما يثير السلفيين والتكفيريين في الكويت.
سعي السلفيين والتكفيريين لايجاد شرخ بين الشيعة والسنة
لقد شهدت الكويت ازديادا لنشاط الحركات الاسلامية المتنوعة بعد انتشار الصحوة الاسلامية في الدول العربية لكن التدخلات الاجنبية ودعم الجهات الخارجية للتيارات المتطرفة في الكويت قد شوه الوجه الحقيقي للاسلام في الكويت ايضا وقد شهد الجميع كيف اقدم المتطرفون السلفيون على اعلان دعمهم للاضطرابات في سوريا كما اقدم هؤلاء على حرق العلم الايراني ايضا.
ويؤكد المراقبون ان ازدياد نشاط الجماعات التكفيرية الوهابية في الكويت سببه الدعم الذي تتلقاه هذه الجماعات من المخابرات السعودية التي حرضت حتى على تنظيم مظاهرات معادية للشيعة في الكويت بهدف اشعال فتنة مذهبية، كما تدعم السعودية ايضا قناتي الصفا والوصال اللتين تبثان برامج معادية للشيعة وهذا يدل على ان السلفيين قد تسببوا بمتاعب كبيرة لشيعة الكويت وهم الذين يعملون على اشاعة التخويف من ايران والتخويف من الشيعة وهذا ما يوفر الارضية لوجود ونشاط تنظيم داعش الارهابي في هذا البلد.
الخوف من ازدياد انتشار الشيعة في الكويت
فضلا عن علاقاتهم الجيدة من السلطات الكويتية قد استطاع الشيعة في الكويت تسجيل حضور واسع في برلمان بلادهم وقد رفعوا مستوى تمثيلهم في البرلمان مؤخرا ( يشكل الشيعة 30 بالمئة من الكويتيين) لكن التيار السلفي التكفيري قد اعتبر الحضور القوي للشيعة في البرلمان وتعامل الشيعة مع الحكومة الكويتية خطرا ولذلك نجد بأن هذا التيار لا يألوا جهدا من أجل خلق الأزمات في البلاد.
ويمكن القول بالفم الملآن ان التفجير الارهابي الذي استهدف المصلين الشيعة في مسجد الامام الصادق (ع) يأتي ضمن المخطط السلفي الوهابي العام لاستهداف الشيعة ومن يتصل بهم في كل الدول العربية وهذا ما تريده السعودية بالفعل وهي التي تخطط وتنفذ مشاريع تقسيم دول محور المقاومة والممانعة وليس مستبعدا ابدا بأن تكون السعودية تقف بشكل خلف هذا الهجوم الارهابي في الكويت انتقاما من هذا البلد والبلدان التي لم تساير الرياض في حربها التي تشن حاليا على الشعب اليمني.
وما من شك بأن تنظيم داعش الارهابي، الذي قيل ان مهاجم الانتحاري الذي نفذ الهجوم في الكويت ينتمي اليه، لديه علاقات واسعة مع السعودية التي ترعى هذا التنظيم ونشاطاته في سوريا والعراق وتمولها وتدعمها، كما ان هناك جماعات وجمعيات في داخل السعودية تعمل على نشر الوهابية في الدول العربية وان كل هذه الجماعات تعمل تحت اشراف السلطات السعودية ومخابراتها التي تسهل عملية ارسال الارهابيين السعوديين نحو الدول التي تريد السعودية ضرب الاستقرار فيها وهي دول لاتدور في الفلك السعودي ويمكن الشارة في هذا السياق الى الكويت ايضا فهي لديها خلافات نفطية كبيرة مع السعودية.
واخيرا يمكن القول ايضا بأن الهدف الرئيس لتنظيم داعش الارهابي من الهجمات التي تشنها عناصره في تونس والكويت وفرنسا وغيرهما هو اعطاء جرعة نفسية لعناصر هذا التنظيم الذي يتراجع الآن في العراق وسوريا وذلك بالاضافة الى سعي داعش على اظهار نفسه كقوة كبيرة من اجل ضم عناصر جديدة والتضييق على منافسي داعش من الجماعات الارهابية في حين تكون معظم العمليات الارهابية التي تشن في بعض الدول وتنسب الى داعش هي عمليات فردية وغير منظمة.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق