قصة الـ١٨٠٠٠شهيد إيراني مع حقوق الإنسان الأمريكية
عاشت الجمهورية الإسلامية الذكرى الرابعة والثلاثين لتفجير مقر حزب “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” والذي أودى بحياة ٧٢ شخصاً من أعمدة الحزب، وعلى رأسهم رئيس السلطة القضائية آية الله السيد محمد حسين بهشتي و٤ وزراء(الصحة، النقل، الإتصالات والطاقة) ونواب وأساتذة جامعيين والعديد من أعضاء الحزب.
أعلنت منظمة “منافقي خلق” الإرهابية مسؤوليتها عن الحادث وقد نجح منفذ العملية “محمد رضا كلاهي” بالفرار من إيران إلى فرنسا، وينقل مصدر مطلع أن كلاهي ومسعود كشميري المسؤول عن إغتيال رئيس الجمهورية محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد رضا باهنر شوهدا آخر مرة في ألمانيا في كانون الأول/ديسمبر ٢٠١٣، فما هو واقع منظمة خلق الإرهابية في إيران؟ وماذا يعني شطبها عن لوائح الإرهاب الأمريكية في العام ٢٠١٢؟
منظمة خلق الإرهابية
بعد فرار مسعود رجوي، زعيم منظمة خلق الإرهابية إلى فرنسا في العام ١٩٨١، بدأ يدير عمل منطمته عن بعد، إلا أنه وفي العام ١٩٨٦ غادر رجوي باريس متوجهاً إلى العراق حيث لاقى ترحيباً كبيراً من قبل صدام حسين، كون الحرب المفروضة على إيران لا زالت مشتعلة.
إستخدم صدام المنظمة كأداة إعلامية وأمنية وعسكرية في حربه ضد طهران، كما تم تأطير المنظمة عسكرياً عبر تشكيل ما يمسى بـ”جيش التحرير الوطني” عام ١٩٨٧ ليكون الجناح العسكري لمنظمة مجاهدي خلق، وتم تعيين مريم رجوي(زوجة مسعود رجوي) قائداً لجيش التحرير، وقد شارك عناصر المنطمة في عدة عمليات عسكرية مساندة للقوات العراقية وضد القوات الإيرانية.
سلسلة إغتيالات
بعد أن فشلت منطمة خلق الإرهابية في آخذ دور أكبر من حجمها في الشارع الإيراني بعد إنتصار الثورة الإسلامية رغم التنظيم الجيد الذي امتازت به، وتعبئة جمهورها من الطلاب والشباب وخاصة الفتيات في النشاطات والفعاليات والمظاهرات، وإمتلاكها عنصراً مخابراتياً قوياً وظفته لخدمة سياستها وعملياتها الإرهابية، لجأت منطمة خلق لأسلوب إنتقامي عبرسلسلة من الإعمال الارهابية ضد الحكومة والشعب على السواء.
لم تقتصر أعمال منظمة خلق الإرهابية الهادفة إلى إغتيال رموز الثورة وتصفيتها على تفجير مقر الحزب الجمهوري الإسلامي، بل قامت في شهر آب ١٩٨١ بإغتيال رئيس الجمهورية محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد جواد باهنر بوضع قنبلة تحت الطاولة التي كانت يجتمعان حولها . كما قامت المنظمة باغتيال آية الله عبد الحسين دستغيب وهو في طريقه لأداء صلاة الجمعة، عندما اقتربت منه فتاة انتحارية من عناصر المنظمة عمرها ١٩ عاماً تحمل قنبلة تزن عدة كيلوغرامات.
تكاد لا تنتهي القصص الإجرامية لمنظمة خلق الإرهابية، والتي إغتالت إمام جمعة كرمانشاه آية الله أشرفي أصفهاني وهو في محراب صلاته عبر شخص يرتدي حزاماً ناسفاً، وآية الله مدني إمام جمعة تبريز وآية الله صدوقي إمام جمعة يزد في نفس الفترة، ونجحت المنظمة في إغتيال العمید صياد شيرازي رئيس أركان الجيش الإيراني ١٠/٤/١٩٨٩ .
لم تستهدف المنظمة الإرهابية آنفة الذكر شخصيات الثورة الإسلامية فحسب، بل إستخدمت أسلوب السيارات المتفجّرة التي أودت بحياة الألاف من المدنيين الأبرياء، إضافةً إلى خطف رجال الحرس الثوري وتعريضهم لشتى أنواع وأساليب التعذيب الوحشية .
أمريكا وحقوق الإنسان
حضت محكمة أمريكية في العام ١٩٩٧ الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون لوضع منظمة؛ حليفة صدام عدو واشنطن، على لائحة الإرهاب الأمريكية ، إلا أنه وبعد الإحتلال الامريكي للعراق وتجريد المنظمة من الأسلحة الثقيلة، بدأت روافد “العلاقة الودية” بين الجانبين تطفو على السطح إلى أن شطبت واشنطن المنظمة عن لائحة الإرهاب في العام ٢٠١٢.
شطب أمريكا للمنظمة الإرهابية عن لوائحها السوداء، إضافةً إلى الحديث مؤخراً عن مساعي تقوم بها منظمة خلق الإرهابية لنقل عناصرها إلى أمريكا بعد أخذ الموافقة من المسؤولين في واشنطن، وفق ما كشف موقع هافينغتون بوست” الالكتروني، تؤكد زيف كافةً التقارير الأمريكية عن حقوق الإنسان، والتي صدر آخرها قبل أيام عن الخارجية الأمريكية.
لم تعر التقارير الأمريكية أي إهتمام لأكثر من ١٨٠٠٠ شهيد ارتقوا بسبب أعمال هذه المنظمة الإجرامية كما لم تعر إهتماماً لألاف الشهداء العراقيين الذين سقطوا على أيادي المنظمة الإرهابية إبان النظام البعثي، لا بل يظهر جلياً أن أغلب ما تحويه تقارير حقوق الإنسان الأمريكية عبارة عن تهم سياسية تخدم مشروع واشنطن في المنطقة تحت مظلة مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان. بإختصار أمريكا المتشدقة بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب أبرمت صفقة بائسة مع المنظمة الإرهابية خدمةً لمشاريعها متجاهلة أكثر من ١٨٠٠٠ شهيد إيراني، والألاف من شهداء الشعب العراقي.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق